الطائرات الزراعية الإسرائيلية

تسببت مبيدات الأعشاب التي رشتها الطائرات الزراعية الإسرائيلية مؤخرًا، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، خاصة المنطقة الجنوبية للقطاع، بتكبُد المزارعين خسائرًا مادية فادحة.

وأدت تلك المبيدات التي رشتها الطائرات على مدار أيام، بتلف وحرق للمحاصيل الموسمية الورقية، التي تُزرع على طول المنطقة الحدودية الشرقية لمحافظة خان يونس.

ووصل نطاق الأضرار بحسب مزارعون ما بين مسافة 300 م حتى كيلومتر واحد عن الشريط الحدود الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 48، وأكد المزارعون تعمد طائرات الاحتلال التحليق على مستوى منخفض جدًا، والخروج لخارج الحدود، مستغلةً الرياح الشرقية، التي تدفع بالرذاذ للتطاير تجاه أراضي المزارعين الفلسطينيين، واتساع رقعة الضرر.

المزارع علاء الشامي، أحد المزارعين الذين طالهم الضرر بشكل كبير ومباشر، بفعل رش مبيدات الأعشاب من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرًا، في منطقة "سريج" شرقي بلدة القرارة، شرقي خان يونس، يُعبر عن سخطه واستيائه من تلك الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال، وتتسبب بمضاعفة معاناتهم.

ويقول الشامي بنبرة حزن وغضب بصوتٍ عالي "الاحتلال قام مؤخرًا برش مبيدات للأعشاب على طول الشريط الحدودي، ولا توجد أعشاب أساسًا!، بسبب نُدرة مياه الأمطار، ما تسبب بتراجع نموها بشكل عام".

ويضف الشامي "نحن نزرع لنعيل عائلاتنا، وعائلات أخرى تعمل معنا؛ والاحتلال يتعمد إبادة السلة الغذائية على طول الحدود، رغم أن لديه وسائل كثيرة بديلة، من شأنها تحقيق ما يتذرع به من أعشاب على طول الحدود، بما يضمن تقليل التضرر، وحصره في مكان مُعين، لكنه يتعمد تدمير الزراعة".

ويُشدد على أن الاحتلال يريد أن نبقى نستورد من الخارج، تحت كنفه، ونُصبح أكثر فقرًا، ويُجبرنا على هجرة تلك الأراضي؛ لذلك اليوم طالبنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر وزارة الزراعة بالتدخل للوقوف وقفة جادة معنا، ومنع الاحتلال من مواصلة انتهاكاته.

ويتابع الشامي: "لم تمض ثلاثة أعوام، على انتهاء العدوان على غزة، وما تركه ذلك من خسائر فادحة، ومنذ عامين وأكثر الرش متواصل من طائرات الاحتلال؛ والمؤسسات تأتي لحصر الأضرار، ويبقى ذلك حبرًا على ورق، دون أن يُقدم أي طرف شيئًا، والوعود معظمها زائفة.

ولفت إلى أن الاحتلال أبلغ بأنه سيرُش المبيدات ما بين الخامس والعشرين من ديسمبر/كانون أول، حتى الخامس من يناير/كانون ثان، لكنها قام بالرش في ذلك الوقت شمال غزة، وعاود في الثالث والرابع والخامس والعشرين برش المبيدات عبر حوالي ثلاث طائرات.

ونوه الشامي إلى أن الرش كان في مناطق الحدود، وتعمدت الطائرات الرش وقت الهواء الشرقي، وعلى مستوى منخفض، فوق أراضيهم الزراعية، ما تسبب بتلف وحرق محاصيلهم، من بينها حقله الذي يزيد عن "12 دونم" مزروع بالسبانخ.

وشدد "من غير المعقول، كل عام نزرع ونحصد مزيد من الخسائر؛ ما دام الاحتلال لم يرُق له بال في أن نزرع، يُحددوا لنا مساحة ومنطقة مُعينة، بحيث نتلاشى عمليات الرش أو القصف، لتفادي الخسائر؛ فنحن لا نُريد أن نزرع كي نذهب للسجن من الديون!، بل لنقتات نحن وأطفالنا ومن يعمل معنا من العمال".

ويُشير إلى أن الديون المُتراكمة عليه تزيد عن "40 ألف دولار" وغيره من المزارعين أقل وأكثر من ذلك؛ فالكل تضرر، ويدفع ضريبة الصبر والصمود على أرضه؛ مُتمنيًا وقفةً جادةً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووزارة الزراعة، وكافة الجهات الإغاثية، ووضع حد لممارسات الاحتلال.

بدورها، قامت وزارة الزراعة، بجولة مؤخرًا على الحدود الشرقية لخان يونس، وأكدت أن نحو "1200دونم" لحقت به أضرار كُلية وجزئية، حسب مدير عام وقاية النباتات وائل ثابت.

ويقول ثابت : "إنهم قاموا بتلك الجولة، للوقوف عن كثب على حجم الأضرار في المناطق الحدودية، خاصة خان يونس، الأكثر تضررًا؛ مُشيرًا إلى أن المحاصيل المُتضررة حقلية مثل :السبانخ، البازلاء، الجرادة، القمح، الشعير".

ويُشير إلى أن الصليب الأحمر أبلغ أن عمليات الرش ستتم ما بين الخامس والعشرين من ديسمبر، والخامس من يناير؛ لكنها تمت في الأول والثاني والخامس من يناير/كانون ثانِ الحالي، شرقي شمالي قطاع غزة "بلدة بيت حانون"؛ وتفاجئنا بعودة الرش شرق خان يونس في الثالث والرابع والعشرين من الشهر الجاري.

ويؤكد أن تلك الممارسات أدت لأضرار كبيرة وخسائر لدى المزارعين الفلسطينيين، تحت دواعٍ أمنية؛ مُستغلاً تجاه الرياح من الشرق للغرب، ما تسبب بتطاير رذاذ المبيدات على مسافة وصلت لحوالي كيلوا و200 متر تقريبًا غرب الشريط الحدودي، داخل قطاع غزة.ويلفت ثابت إلى أنهم توجهوا في الأعوام الماضية لمؤسسات دولية وحقوقية بشأن تلك الانتهاكات.