غزة - منيب سعادة
أبدى الفلسطينيون تخوفهم من ورشة البحرين الاقتصادية، المقرر انعقادها في المنامة نهاية الشهر الجاري، في خطوة اعتبروها تمهيداً للطريق نحو "صفقة القرن".
ودعت فصائل وقوى وطنية وإسلامية فلسطينية لبناء رؤية وطنية جامعة لمواجهة صفقة القرن، مؤكدين ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية لحماية القضية الفلسطينية والتصدي للمخططات الإسرائيلية والأميركية.
وعقبت حركتي فتح و حماس ، اليوم السبت، على التصريحات التي أدلى بها جارد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصهره، حول الجانب الاقتصادي من " صفقة القرن ".
وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح إن "الإدارة الأميركية تقترح حلاً قائماً على استخدام المال العربي لقتل الطموحات السياسية للشعب الفلسطيني".
وأضاف الجاغوب في تصريحٍ صحفي هنا نتساءل: أليس الأجدرُ بالعرب أن لا يسمحوا لأميركا بابتزازهم بهذا الشكل المهين وأن يقوموا عوضاً عن ذلك بإعادة طرح المبادرة العربية للسلام وتوفير الغطاء المالي اللازم لتنفيذها؟.
وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إن "الإدارة الأمريكية تواصل وهمها بأن شعبنا الفلسطيني يمكن أن يقايض حقوقه ومقدساته بأي مشاريع أو أموال"، موضحا أن "آخر تجليات هذا الوهم حديث كوشنر عن رصد أموال لورشة البحرين".
وأضاف قاسم أن "شعبنا قاتل طوال ثورته المعاصرة، من أجل استرداد أرضه المحتلة، وعودته من حيث هُجر، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ، وقدم قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى لتحقيق هذه الأهداف".
وشدد المتحدث باسم حماس على أن "شعبنا سيواصل نضاله حتى يفكك المشروع الصهيوني العنصري على الأرض الفلسطينية مهما بلغت التضحيات".
يذكر أن كوشنر، كشف اليوم عن تفاصيل جديدة حول خطة السلام في الشرق الأوسط، لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمعروفة إعلاميا باسم " صفقة القرن ".
وقال كوشنر إن "أول مرحلة لخطة ترامب للشرق الأوسط تقترح استثمارات قدرها 50 مليار دولار بالأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان".
وبحسب ما صرح به كوشنر، فإن خطته تقوم على استثمار 50 مليار دولار في المنطقة، وهو ما سيخلق مليون فرصة عمل في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهو ما سيخفض نسبة البطالة الحالية والتي تبلغ 30%.
وأضاف كوشنر أن "الخطة تقترح إقامة طريق بتكلفة 5 مليارات دولار عبر إسرائيل لربط الضفة الغربية بقطاع غزة".
وتابع:"مدة تطبيق هذه الخطة عشر سنوات، سيخول الفلسطينيين مضاعفة الناتج الإجمالي المحلي، تم مراجعة هذه الخطة من قبل مجموعة من الاقتصاديين والدول، ونأمل أن نتمكن من طرحها مع رجال أعمال وشركات استثمار".
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إننا ما زلنا على موقفنا بأن "صفقة القرن" لا يمكن أن تمر لأنها تنهي قضيتنا الفلسطينية.
وأضاف الرئيس الفلسطيني عباس، في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، اليوم السبت: "النقطة الثانية بالنسبة لورشة المنامة في البحرين، أيضا قلنا إننا لن نحضر هذه الورشة، والسبب أن بحث الوضع الاقتصادي لا يجوز أن يتم، قبل أن يكون هناك بحث للوضع السياسي، وما دام لا يوجد وضع سياسي فمعنى ذلك أننا لا نتعامل مع أي وضع اقتصادي".
وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة إن رفض صفقة القرن موقف يجمع عليه كل شعبنا؛ "لذا يجب أن يحشد الكل الفلسطيني جهوده من أجل إسقاط الصفقة".
وأكدت أبو دقة أن مواجهة الصفقة تتطلب الوحدة الفلسطينية التي هي العمود الصلب الذي نستند إليه.
وذكرت أن "الصفقة ليست جديدة بل استكمالًا لوعد بلفور، وليست لنا فحسب بل نحن المنفذ للأمة العربية".
ودعت أبو دقة للاتفاق على ميثاق شرف يضم الكل الفلسطيني بما فيهم حركة فتح لتبني استراتيجية تواجه صفقة القرن.
وأشارت إلى أن إنهاء الانقسام مدخل رئيس للوحدة؛ للمضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إجراء انتخابات شاملة، بالإضافة لتطوير منظمة التحرير وضم الكل الوطني تحت مظلتها.
أما القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر فشدد على ضرورة أن تكون مجابهة صفقة القرن هم وطني كبير يتطلب تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
وأوضح ناصر أن صفقة القرن ليست قدرًا محتمًا على الشعب الفلسطيني؛ "لكن الشعب الفلسطيني بصموده هزم جميع المشاريع التي تهدف لمحاربة مشاريعنا الوطنية".
وأضاف "صفقة ترامب لا يمكن مواجهتها بالكلام اللفظي؛ بل بخطوات عملية جدية تبدأ باستعادة الوحدة لا على قاعدة محاصصة واستفراد ونفي الآخر، علينا أن نتجاوز ذلك بتحفيز الحركة الجماهيرية الضاغطة لإنهاء الانقسام".
وأكد ناصر ضرورة اعتماد برنامج سياسي وطني بديلًا عن سياسة أوسلوا "التي جلبت الدمار لشعبنا"، يعتمد المقاومة بالميدان والمزج بين المقاومة والعمل السياسي في المحافل الدولية.
ودعا ناصر لإعادة بناء منظمة التحرير وتفعيل مؤسساتها، وإعادة صياغة وظائف السلطة الفلسطينية؛ لأنها المعنية بتوفير متطلبات صمود شعبنا".
أما عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وجيه أبو ظريفة فرأى أن مواجهة صفقة القرن يكمن برفضها من الكل الوطني ورفض كل الحلول المجزّئة لشعبنا، وحماية وجود شعبنا على أرضه.
وشدد أبو ظريفة على أن الوحدة الوطنية هي صمام أمان للشعب الفلسطيني لمواجهة الصفقة، مؤكدًا أهمية "تعزيز دور ومكانة منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني".
أما القيادي بالمبادرة الوطنية عائد ياغي فأوضح أن تبنّي استراتيجية وطنية وبناء قيادة موحّدة هو الرد الأمثل على المخططات الإسرائيلية الأمريكية المتمثلة بصفقة القرن ضد الشعب الفلسطيني.
وقال "فلسطينيًّا الكل أجمع على رفض الصفقة، ولا يوجد أي فلسطيني يقبل بهذه الأوهام".
وذكر ياغي أن إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة الوطنية ومواصلة الجهود لتحقيق الوحدة الشاملة عبر إعادة بناء منظمة التحرير وفقا لمخرجات بيروت عام 2017 يسقط صفقة القرن.
كما دعت اليوم القوى الوطنية والاسلامية لمحافظة رام الله والبيرة لعدة فعاليات ردا على ورشة البحرين التي ستنطلق يوم الاثنين حتى الأربعاء.
كما دعت المحطات الاذاعية المحلية لفتح موجات بث موحدة ومفتوحة لتغطية ونقل الفعاليات والانشطة وارسال رسائل شعبنا تحت الاحتلال المدافع عن كرامة وعزة الامة العربية برفضه الانغماس في المؤامرة المسماة صفقة القرن، كما دعت الفضائيات العربية وسائل الاعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي لاطلاق حملات منظمة وواسعة رفضا لما يجري في المنامة بعنوان "موحدون لاسقاط ورشة البحرين وصفقة القرن".
كما دعت القوى لاعتبار يوم الجمعة المقبل يوم تصعيد ميداني وكفاحي في مواقع الفعل الاسبوعي رفضا للاستيطان والجدار العنصري في كافة نقاط الاحتكاك وتصعيد المقاومة الشعبية الباسلة في وجه الاحتلال.
وأكّدت الفصائل الفلسطينية ضرورة سرعة إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير، وإعادة بنائها بشكل يضمن تمثيل الكل الوطني الفلسطيني بحيث تصبح القيادة الجامعة التي تُشرف على تطبيق الاستراتيجية الوطنية المتفق عليها.
وحذّر قادة القوى من خطورة التطبيع وضرورة مجابهته وتحقيق شبكة أمان سياسي إقليمي مرتكزة على الكثير من المواقف المعلنة من الدول العربية.
وأكدوا أن شعبنا الفلسطيني وقواه الحية قادرون على إفشال الصفقة بمزيد من الوحدة والعمل الوطني المشترك.
قد يهمك أيضًا :
فصائل غزة تحمٍّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية اعتداءاته المستمرة
الفصائل الفلسطينية تحذر من استمرار الإعدامات الميدانية التي تمارسها إسرائيل في الضفة