غزة - فلسطين اليوم
أكد يحيى السنوار رئيس حركة "حماس" في غزة ، الاثنين، أن المقاومة الفلسطينية جاهزة لضرب تل أبيب على مدار ستة شهور كاملة، مشيرًا إلى أنها "تمتلك قوة عسكرية يعتز بها ويحسب لها الاحتلال ألف حساب، رغم الحصار".
وقال السنوار خلال لقائه الشباب الفلسطيني في غزة : "لدينا الآلاف من القذائف الصاروخية التي ستحيل مدن الاحتلال إلى خرابات ومدن أشباح، إذا ارتكب أي حماية تجاه القطاع أو أي من قضايانا الوطنية الكبرى".
أقرأ ايضــــــــاً :
عراقيون يزيلون اسم آية الله الخميني من شارع رئيسي في النجف
وأشار إلى أن "لإيران الفضل الأكبر في بناء قوتنا وتعزيزها"، مستطردا : "لولا الدعم الإيراني بالمال والسلاح والخبرات للمقاومة في غزة وفلسطين لما وصلنا لما وصلنا إليه".
وأضاف : "لدنيا مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض ولدينا مئات غفيرة من غرف التحكم ومئات الآلاف من الكمائن (..) إذا فكر الاحتلال بدخول غزة وسيهاجمهم شبابنا بمضادات دروع صنعت بغزة ولدينا منها الالاف".
وشدد على أن "القذائف المصنعة في القطاع ستحيل الدبابات الأقوى في العالم إلى حديد محترق"، لافتا إلى أنه كان لدى المقاومة مئات قليلة من مضادات الدروع النوعية، لكن اليوم فتمتلك الآلاف منها.
وحول التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة، عقب السنوار قائلا : "سمعنا تصريحات لقادة الاحتلال يهددون ويتوعدون، ووجدنا بعض قادة الاحتلال ينضمون إلى نادي العنتريات، ويهددون ويتوعدون، ونقول لهم نحن في انتظاركم إذا نجحتم في تشكيل الحكومة لنرى ماذا ستفعل"، مضيفا : "سيرى العالم أننا ما صبرنا على الجوع والجراح والحصار إلا لنبني قوة لتمريغ أنف جيش الاحتلال بالتراب".
وتابع رئيس حركة "حماس" في غزة : "بنينا هذه القوة وسنستمر في بنائها ليس للدفاع عن قطاع غزة، وليس لحماية رؤوسنا، بل لتحقيق أحلام شعبنا بالتحرير والعودة".
وأردف قائلا : "في الوقت ذاته، وقفنا للاحتلال بالمرصاد، ولم نسمح له بأن يتغول على شعبنا، ولا أن يغير في قواعد الاشتباك، وكنا له بالمرصاد على مدار 12 جولة في العامين الماضيين، وأثبتنا له أننا لا نلعب ولا نتردد في اتخاذ القرار".
ووفق السنوار، فإن المواجهة الأخيرة أثبتت أننا لا نلقي القول جزافا، مبينا أنه "في عام 2014 أكبر رشقة تصل تل أبيب كانت 10 صواريخ، أما العالم فقد رأى في المواجهة الأخيرة كيف أن الرشقة الواحدة تحتوي على 50 أو 60 قذيفة". بحسب حديثه.
ولفت إلى أن "نموذج حد السيف أثبت أن دماء مجاهدينا في الإعداد والتجهيز، اقتلعت الحكومة الإسرائيلية وليبرمان، ليدخلوا في أزمة، لم تحلها تنظيم الانتخابات مرتين، وربما يذهبون إلى انتخابات ثالثة".
وزاد السنوار قائلا : "لم نتردد في مواجهة الاحتلال، وفي الوقت ذاته عرفنا كيف ندير المواجهات بحكمة واقتدار دون أن ندحرج البلد إلى حرب مفتوحة".
وذكر أن حركته تدرك أن حالة الاشتباك مع الاحتلال يجب أن تستمر، مستدركا : "لكن لا يمكن استمرار حالة الاشتباك العسكري، لذلك أبدعنا في مسيرات العودة، واستنزفنا الاحتلال على مدار أسابيع متتالية".
وأوضح أن "حالة الاشتباك المستمرة أدت إلى بقاء روح المواجهة مع الاحتلال بصورة دورية؛ ما أوجد حالة منع للقادة العرب الذين يحاولون الهرولة للتطبيع وإنهاء القضية الفلسطينية".
وأعرب السنوار عن أسفه إزاء فتح عواصم عربية أبوابها لقادة الاحتلال وعزف النشيد الوطني الإسرائيلي فيها، متسائلا : "لو سكتت الأمور في الضفة وغزة، إلى أين ستصل حالة الانهيار والانحدار لدى قادة أمتنا وقادة العرب".
وفي شأن آخر، ألمح السنوار إلى وجود جهود جبارة تبذلها مخابرات عديدة تتقدمها المخابرت الإسرائيلية؛ لضرب الحالة الأمنية والاستقرار في قطاع غزة.
وكشف أن الأجهزة الأمنية تفكك في كل أسبوع، محاولة لزعزعة الاستقرار في قطاع غزة، عبر استغلال أصحاب الفكر المتشدد.
وذكر أنه لدى حركته الكثير مما لم يُكشف في نتائج التحقيقات لاغتيال القائد مازن فقها، موضحا أن "الاحتلال سيتفاجأ بكمية المعلومات التي نمتلكها".
وبحسب السنوار، فإن المخابرات الإسرائيلية استخدمت أصحاب الفكر الأسود في محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم، وتفجير موكب الحمد الله، وتفجير حواجز الشرطة في قطاع غزة.
واستطرد رئيس "حماس" في غزة قائلا : "لو كُشف حجم النجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية في محاربة هذه الشبكات والمجموعات التي تريد أن تضرب حالة الاستقرار في قطاع غزة لذُهل الجميع".
وقال إن "المجهودات المبذولة لضرب حالة الاستقرار في قطاع غزة فلكية، ولو نجحت لما استطاع المواطنون أن يعيشوا في أمان بالقطاع، ولتحول إلى بحر من الدماء وشلال من الشجارات".
وأكد أن الكل يجمع أن حالة الاستقرار في قطاع غزة حالة رائعة وفريدة، رغم كل الجهود لإغراقه في الفوضى والفلتان.
وبهذا الصدد، أشار السنوار إلى أن "الأزمة الإنسانية ضربت كل بيت في قطاع غزة، وآثارها دخلت كل جيوب شبابنا ورجالنا ونسائنا من خلال الحصار الذي يريد أن يجعل شعبنا يركع".
وأضاف : "جاءنا أحد الوسطاء ليسأل إلى أين يذهب القطاع في حالة الحصار، قلنا له إننا نعلم هدف هذا الحصار، يريدون أن يجعلوا الشعب في غزة أن ينفجر في وجه بعضه بعضًا".
وتابع السنوار : "بعدما أصدرنا هذا التحذير بدأت كل الاتصالات وأصبح الجميع يريد أن يزور غزة ويحل أزماتها الإنسانية (..) نعرف أن الهدف الأهم لدى الكثيرين هو حل مشكلة الاحتلال الأمنية وليس حل الأزمة الإنسانية في القطاع".
وأكمل السنوار : "بعدها رأينا كل الجهود لحل الأزمات في غزة، ورأينا المعبر يفتح، وبوابة صلاح الدين تفتح، والأموال القطرية تدخل"، لافتا إلى أنه "لو لم تفتح بوابة صلاح الدين ودخول إيرادات لما تلقى 13 ألف معلم ومعلمة، و8 آلاف طبيب وممرض، و17 ألف رجل شرطة وأمن وحماية للبلد من فلتان، لكانت البلد ستسقط، فتسقط من خلالها روح تشبث الوطن بثوابته".
وبحسب السنوار، يوجد لمشكلتنا الإنسانية في قطاع غزة حلان، الأول: هو تقديم تنازلات استراتيجية عن القضية الفلسطينية، والثاني: هو أن نحدث توازن قوى ونرغم هذا الاحتلال على أن يكسر الحصار عن شعبنا، وهذا ما نعمل عليه.
وأردف قائلا : "لا يمكن أن نتنازل تنازلات استراتيجية؛ لأن هذا خيانة للأمانة ولقضيتنا"، منوها إلى أن حركته "سعت إلى تقديم أفضل خدمة ممكنة حتى لا تنهار منظومات الصحة والتعليم والأمن، وتعلم أن ما يتم تقديمه أقل ما يمكن". وفق ما قال.
وأكد أن حركته كانت تتمنى في عملية المصالحة أن "تأتي حكومة الوفاق لتتحمل مسؤولية البلد؛ ونتفرغ نحن وفصائل المقاومة للبناء والإعداد، للتحرير والعودة، لكن هذه العملية فشلت".
وفي ما يتعلق بملف الانتخابات الفلسطينية، أكد السنوار جاهزية حركته لها، مشددًا على أنها ستذلل كل العقبات في طريقها وستبذل كل الجهود وستبدي المرونة "ما سيفاجئ الجميع من أجل إنجاح هذا المسار".
وقال : "نثق أن حماس لو لم تفز في الاتخابات فلن تخسر، فيكفيها فخرا ان تخضع لكلمة شعبها"، مبينا أن حركته "التي تحمل هذا الشعب لا يمكن أن ترفض أن تحتكم له ولصناديق الاقتراع".
وأوضح أن "الانتخابات فرصة للخروج من هذا المأزق الذي تعيشه القضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن حركته كانت تفضل أن تكون البداية بانتخابات المجلس الوطني الفلسطيي المظلة التي تجمع كل الفلسطينيين في الداخل والخارج.
قد يهمك ايضاً :