غزة – محمد حبيب
وجّه تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي، انتقادات شديدة اللهجة للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، والمجلس الوزاري المصغر خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، مؤكدًا أن جيش الاحتلال لم يكن على استعداد كاف لخوض الحرب من جهة، وعدم وجود تنسيق بين الجيش والاستخبارات العسكرية من جهة أخرى، وفشل الجيش في تدمير شبكة الأنفاق التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية.
وأوضح التقرير، أن نقاشات المجلس الأمني المصغر "الكابنيت" قبل الحرب لم يناقش تهديد خطر أنفاق المقاومة الفلسطينية، في حين أنه في عام 2013 تم وصف تلك الأنفاق بأنها تشكل تهديداً استراتيجياً لأمن "إسرائيل"، ولكن الكابنيت لم يحدد للجيش بنك أهداف استراتيجية لاستهدافها لذلك اضطر الجيش بنفسه تحديد الأهداف.
وسلّط التقرير جل انتقاداته لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش الأسبق موشيه يعلون وقائد هيئة الأركان الأسبق بيني غينتس والمجلس الأمني القومي.
وجاء في التقرير أن "الكابنيت" لم يناقش الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة قبل الحرب على الرغم من أن الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" حذرت من احتمال تداعيات وآثار وخيمة في قطاع غزة بسبب الوضع الانساني الصعب وتداعيات الوضع على "إسرائيل". مشيرًا إلى أن "الكابنيت" لم يهتم لأمر الأنفاق ولم يطالب بتوسيع النقاشات حول الأنفاق، كما لم يطالب قيادة الجيش أن تعرض أمامهم خططهم لمواجهة تهديد الأنفاق.
وأشار تقرير مراقب الدولة إلى أن الكابنيت أجرى نقاشًا بتاريخ 30 يونيو/حزيران 2014 إبان عملية "عودة الإخوة" حيال المستوطنين الثلاثة الذين أسرتهم حركة حماس قرب الخليل وقتلتهم، حيث تم عرض مقترح على وزراء الكابنيت لشن غارات جوية استثنائية ضد قطاع غزة، لكن لم يحدث شيئاً من ذلك، ورئيس الوزراء نتنياهو أعطى تعليماته لوزير الحرب يعلون لمعالجة أمر أنفاق المقاومة في قطاع غزة التي تعد أداة استراتيجية بيد حركة حماس.
وذكر نتنياهو وفقًا لتقرير مراقب الدولة:" أنا أريد خطة لأري كيف سنقضي على كل الأنفاق؛ فردَّ حينها نفتالي بينت قائلاً "سأكون مسروراً لأرى خطة فعالة ولنرى يا سيد يعلون كيف ستدمر الأنفاق؟ .
ووجه "بنيت" سؤولاً لم يوجد أحد عرض علينا خطة لتدمير الأنفاق؟ حينها ثار نتنياهو غاضباً قائلاً:" صلاحية الكابنيت لي فقط وأنا من يحدد النقاشات، ولم يتم عرض خطة حول الأنفاق لأنها ليس من جدول أعمال جلسة الكابنيت، وحينها رد قائد هيئة الأركان بيني غينس قائلاً غداً سنعرض خطة لتدمير الأنفاق.
وتابع، بتاريخ 7/7/2014، هدد نتنياهو أن استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة سيدفع الجيش للرد بكل قوة لكنه لم يعط تعليماته للجيش بقصف الأنفاق.
وأفاد العميد في جيش الاحتياط والنائب الاسبق لما يسمى "قائد المنطقة الجنوبية"، يوم توف سامية: "بان مجلس الوزراء المصغر خلال الحرب على غزة فشل فشلا ذريعا، و أن هناك فجوة كبيرة كانت في عدد الانفاق".
ونقلت صحيفة يديعوت العبرية عن سامية قوله: " إن تهديد الأنفاق كان معروفاً للجيش قبل الحرب على غزة باربعة اشهر، وأن سلاح الاستخبارات والقيادة الجنوبية ناقشت قضية الانفاق قبل الحرب، و اعدت خطة لتدميرها، كما تم تحديد وقت لكل نفق".
وأضاف: " كانت هناك فجوة في المعلومات، حيث أن قيادة الجيش العليا ( متكال) تحدثوا عن وجود ما بين 68 الى 87 نفقا، ولكن وفق معلوماتي كان هناك فقط 31 نفقا".