غزة – علياء بدر
أشادت فصائل فلسطينية، الخميس، بجهود الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، باعتقال قاتل القيادي في كتائب القسام مازن فقهاء، الذي اغتاله في مارس/آذار الماضي وقال مدير المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامية داوود شهاب، "إن كشف ملابسات جريمة اغتيال الشهيد مازن فقها، تثبت أن الأجهزة الأمنية قوية وقادرة على حماية ظهر المقاومة" وأوضح شهاب، في تصريح صحافي، أن الأجهزة الأمينة باعتقال قاتل الشهيد فقها، وجهت ضربة أمنية قوية للعدو الإسرائيلي، معتبرا ما جرى انتصارًا للمقاومة ولغزة وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن اعتقال قاتل فقها يؤكد قوة الأجهزة الأمنية في غزة، وأنه لا يمكن لأي مجرم قاتل أن يفلت من العدالة والعقاب".
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، إن اكتشاف قاتل الشهيد مازن فقهاء "إنجاز تحقّق بفعل جهود دؤوبة من قبل الأجهزة الأمنية في غزة" وأضاف أبو ظريفة أن "اكتشافه بمثابة رسالة للاحتلال وأجهزته أن هذه الأدوات (العملاء) التي استخدمها بغزة ستنكسر على صخرة المقاومة" وأعلن أنهم مع أن يحاكم القتل محاكمة ثورية ليكون "عبرة لمن لا يعتبر"، لافتًا أيضًا إلى أن الاكتشاف هو رسالة اطمئنان للشعب الفلسطيني، وأن الجبهة الداخلية لا يمكن أن تكون مرتعًا للعملاء. وقالت حركة المجاهدين إن اعتقال العميل المنفذ يمثل إنجازا للمقاومة وضربة لكل من تسول له نفسه العبث بالجبهة الداخلية. وأضاف بيان حركة المجاهدين، "لقد كان اغتيال فقهاء محاولة صهيونية خبيثة لانتهاج سياسة خطيرة في غزة قائمة على الاغتيال الهادئ، ومن ثم زعزعة أمن الجبهة الداخلية الدرع الحصين للمقاومة".
ودعا من وصفهم بـ"المتساوقين مع الاحتلال وأعوانه التراجع قبل فوات الأوان، فمقصلة الشعب حاضرة لكل العابثين بأمن ومقدرات الوطن". وأما حركة الأحرار فوصفت ذلك الإنجاز يمثل صفعة للاحتلال ودليل قوة المؤسسة الأمنية وسلامة عقيدتها الوطنية، القائمة على حماية شعبها وأمنه وأمن مقاوميه. ودعت الحركة وزارة الداخلية للإسراع في تنفيذ القصاص لردع المجرمين والعملاء، وإنزال أقسى العقوبات بحق من يريد العبث بأمن الوطن والمواطن.
وثمنت حركة المقاومة الشعبية دور الأمن باكتشاف القاتل وكل الخيوط للجريمة في وقت صعب ووقت حاول الاحتلال واتباعه تشتيت الشارع وإثارة الشائعات لتشويه صورة المقاومة ولضرب الجبهة الداخلية وتغيير مسار التحقيق لعدم الوصول للحقيقة. وقال بيان المقاومة الشعبية إن ما وصلت له الأجهزة الأمنية في غزة من خبرات تجاوز كل تلك الألاعيب الصهيونية ووصل لكشف الحقيقة للشارع الفلسطيني والتأكيد على وفاء المقاومة لدماء قادتها ورجالها.
وأكد الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور محمود العجرمي، أن نجاح الأجهزة الأمنية في غزة في كشف خيوط وتفاصيل جريمة اغتيال الشهيد مازن فقها، تشكل ضربة استراتيجية وأمنية عميقة، أوجعت الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية والاستخباراتية وشدد على العجرمي في تصريح صحافي مساء الخميس، على أن اكتشاف تفاصيل جريمة اغتيال فقها تعني أن أساليب وأدوات الاحتلال "الموساد الإسرائيلي"، أصبحت مكشوفة وتحت مجهر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وقال "الضربة الاستراتيجية التي تلقتها "إسرائيل" وأجهزتها الأمنية تكمن في اكتشاف القاتل، وهذا يعني اكتشاف الشبكة التي قامت بالمهمة وأساليب عملها والأدوات وجميع ذلك أصبح تحت عين المقاومة".
وأوضح، أن الوقت الذي استغرقته أجهزة الأمن في غزة لكشف جريمة اغتيال فقها، نموذجي وقصير جداً، ويؤكد بأن الأجهزة الأمنية قادرة على كشف العمليات المعقدة التي ينفذها الموساد وعملائه. وأضاف "جميع عمليات الاغتيال التي ينفذها الموساد "الإسرائيلي" سواء كان بنفسه أو عن طريق عملائه لا يستطيع أحد اكتشافها، إلا عندما يعلن عنها الموساد بعد أكثر من ربع قرن"، مشيراً إلى أن اكتشاف أجهزة الأمن في غزة للقاتل، وتنفيذ حكم القصاص بحقهم في قادم الأيام يدلل على أنها وجهت ضربة موجعة لأمن "الموساد واستخباراته الأمنية.
وعن عدم إعلان الاحتلال المسؤولية بشكل مباشر عن عملية الاغتيال، قال العجرمي، "جميع الدلائل والمؤشرات تدلل على أن الاحتلال الإسرائيلي والموساد هو المسؤول الأول عن عملية اغتيال فقها، متسائلاً من المستفيد من قتل فقها؟ من الذي يلاحق أهل فقها في الضفة المحتلة ويرسل تهديداته؟، مبيناً أن ليبرمان في حديث عقب عملية الاغتيال، أشار إلى مسؤولية الاحتلال عن اغتيال فقها". وفيما يتعلق بـ"العدالة الثورية" التي تحدث عنها هنية في المؤتمر الصحافي قال العجرمي، إن الإعدام هي العدالة الثورية التي ينتظرها القاتل جراء ارتكابه جريمة الاغتيال الجبانة.
وبيّن اللواء المتقاعد مصباح صقر مؤسس جهاز الأمن الوقائي، وأحد أهم مؤسسي الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أن إلقاء أجهزة الأمن في غزة القبض على قتلة الشهيد مازن فقها، إنجاز نوعي مهم يحسب لحركة "حماس". وقال صقر الذي وصفه الرئيس عرفات بـرأفت الهجان الفلسطيني إن "الأجهزة الأمنية في غزة أثبتت أنها على قدر عال من الاحترافية والمهنية، وشكلت ندًا حقيقيا للمخابرات الإسرائيلية التي تدعي الاحترافية" وذكر صقر أن قدرة الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على القاتل بهذه السرعة، تأكيد على جدارتها وأنها كفء وأقدر على قيادة العمل الأمني.
وأشار إلى أن هذه السرعة في إلقاء القبض هي سابقة مهمة في عمل الأجهزة الأمنية منذ تأسيسها وهذا يحسب لحماس وأجهزتها الأمنية. وأعلن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس مساء الخميس عن القبض على قاتل فقهاء المباشر. وتوعد هنية القتلة بالقصاص على مبدأ العدالة الثورية، مؤكدًا أن المقاومة ستواصل طريق فقها.وكان فقها قد اغتيل قبل نحو شهرين أمام منزله في منطقة تل الهوا وسط مدينة غزة.