بغداد-نجلاء الطائي
واصلت القوات العراقيّة المشتركة التقدم، اليوم السبت، داخل أحياء مدينة الموصل من الجهة الشرقيّة، بينما بقيت الجبهات هادئة نسبيًا، حيث تفرغت القطعات لتطهيرها من ألغام "داعش" وتعزيز مواقعها.
وقال قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، إن "المحور الجنوبيّ الغربيّ لقطعات الشرطة الاتحاديّة شهد استمرار القطعات بعمليات التفتيش، وتطهير المباني والطرق من العبوّات الناسفة".
وأضاف، في بيان صادر عن خلية الاعلام الحربيّ ورد إلى "فلسطين اليوم" نسخة منه أن "قطعات جهاز مكافحة الإرهاب سيطرت على منطقة الأوربجية وحي القادسية الثانية، بعد قتل العشرات من المتطرفين، وتطويق حي عدن، فيما دمرت 9 عجلات مفخخة بالتنسيق مع الطيران العراقي وطيران التحالف، وما زالت القطعات مستمرة بالتقدم".
وتابع يا رالله، أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث - الفرقة الأولى اقتحمت حي السلام في الساحل الأيسر، شرق مدينة الموصل، ودمرت ثلاث مفارز آر بي جي، وتسع عجلات مفخخة وقتلت أكثر من 30 متطرفًا".
وأوضح، أن "القوات العراقيّة ضمن الفرقة المدرعة التاسعة ولواء الثالث الفرقة الأولى، تمكّنت في المحور الجنوبيّ الشرقيّ، من الدخول الى الساحل الأيسر، والتوغل داخل حيّ الانتصار وجديدة المفتي وحي الشيماء والسلام ويونس السبعاوي، ومستمرة بتطهير الطرق والمباني، وكذلك تطهير القرى الكائنة شمال الزاب الكبير كافة".
وبشأن المحور الشرقيّ الذي تتولاه قوات مكافحة الإرهاب، قال يار الله، إنها "تمكّنت من الدخول الى الساحل الأيسر للمدينة والتوغل في المنطقة، والاستمرار بعملية تطهير مناطق الأوربجية والقادسية الأولى وعدن والبكر والذهبية وكركوكلي".
ولفت قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل، إلى أن "المحور الشمالي لقطعات فرقة المشاة 16 شهدت الاستمرار في عمليات التطهير للمناطق المحررة، فيما استمرت بدورها قطعات الحشد الشعبي غربًا بعمليات التفتيش والتطهير للقرى المحررة، وتطهير الطريق الرابط بين تقاطع الحضر وتقاطع عداية واكمال التحصينات وضمان امن الطريق".
أما فيما يتعلق بالنازحين، قال القائد العسكري، إن مخيم الخازر شهد استقبال ٢٢٨ أسرة مكونة من ١١٢١ فردًا في حين استقبل مخيم الجدعة ٩ أسر، مكونة من ٥٠ فردا، ولم يستقبل مخيما حسن شامي والحاج أي نازحين جدد. وقال إن مجموع النازحين في المخيمات مجتمعة يبلغ ٢٧٧٦٣ شخصًا.
إلى ذلك، عثر الجيش العراقي على أحد أطول الأنفاق التي بناها تنظيم "داعش" المتطرف، تحت الأرض في ناحية حمام العليل في الموصل. ويمتد النفق إلى مسافات طويلة، ويتفرع إلى منافذ عدة في المنطقة.
ويذكر أن القوات العراقيّة استعادت السيطرة الكاملة على بلدة حمام العليل التي تعدّ المدخل الجنوبي للموصل.
من جهته، أعلن مدير استخبارات لواء الصمود في حديثة، المقدم ناظم الجغيفي، أن "معلومات استخبارية مكّنت طيران التحالف من تنفيذ غارة جويّة استهدفت تجمعًا لتنظيم "داعش" بالقرب من السوق الشعبيّة وسط قضاء عنة، (180 كم غرب الأنبار)، مما أسفر عن مقتل "مسؤول ديوان الحسبة" في التنظيم في عنة، المدعو منصور حسب الله الراوي، وثلاثة من معاونيه".
واضاف الجغيفي، أن "جميع تحركات عناصر "داعش" في المناطق الغربية مرصودة من قبل طيران الجيش العراقي والتحالف الدولي، مع اقتراب موعد اقتحام آخر معاقلهم، في أقضية راوة وعنة والقائم غرب الأنبار".
بدوره قال قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي، إن "طيران الجيش العراقيّ نفذ غارة جوية، استهدفت برج اتصالات لتنظيم "داعش" بالقرب من مشروع الماء، وسط منطقة الريحانة التابعة لقضاء عنة، غرب الرمادي، مما أسفر عن تدمير البرج ومولد كهربائيّ يولد الطاقة إلى مركز اتصالات التنظيم".
وأضاف المحمدي أن "عناصر تنظيم داعش في المناطق الغربيّة يحاولون استخدام أبراج اتصالات خاصة ومقرات إدارة في المناطق الغربيّة، بعد تدمير أغلب معاقلهم ومقرات اتصالاتهم، في قضاء القائم وعنة وراوة، غرب الرمادي".
وتمكنت مديرية الاستخبارات العسكرية اليوم السبت، من الاستيلاء على حزام ناسف، وعدد من القنابل اليدوية شمال بغداد.
وذكر بيان لوزارة الدفاع ورد إلى "العرب اليوم" نسخة منه، أنه "بالنظر إلى قرب زيارة أربعينيّة الإمام الحسين عليه السلام، وتزامنًا مع عمليات تحرير محافظة نينوى، تسعى المجاميع المتطرفة الى خلخلة الوضع الأمنيّ، في العاصمة بغداد، من خلال العجلات المفخخة والأحزمة الناسفة والانتحاريين، وزرع العبوات والهجوم المباشر، بواسطة الأسلحة الكاتمة للصوت، لاغتيال منتسبي الأجهزة الأمنيّة والمواطنين المتعاونين معها".
وأضاف أن "ذلك يحثّنا على القيام بعمليات تعرضيّة واستباقية واسعة وتكثيف عمل الجهد الاستخباريّ، ومداهمة أوكار العناصر المتطرفة، وزيادة نشاط عمل المصادر، والإخبار الفوري عن أيّ تحرك للعناصر المتطرفة، ضمن قاطع عمليات شمال بغداد، وتأمين خط سير الزائرين، للحفاظ على أرواحهم، وإنجاح خطة زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، و"تفويت الفرصة على العدو من تحقيق مآربه الدنيئة"، حيث تمت مداهمة أحد الاوكار في القاطع المذكور والاستيلاء على حزام ناسف، وعدد من الرمّانات اليدوية ودرع مضاد للرصاص.
وفي العاصمة، أكد مصدر أمني، أن "عبوة ناسفة انفجرت، عصر اليوم، قرب سوق شعبيّة في منطقة حي العامل، جنوب غربيّ بغداد، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة".
من جهة أخرى، وجَّه وزير الدفاع التركي، فكري ايشيق، تهديدات مبطّنة إلى الجانب العراقيّ، بسبب الأوضاع المتلهبة في الموصل، مشيرًا إلى أن بلاده مستعدة لأيّ احتمال يتعلق بالملف العراقيّ، وستواصل المباحثات الدبلوماسيّة مع بغداد وأربيل.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن وزير الدفاع التركيّ قوله إن الزيارة التي أجراها رئيس الأركان التركيّ خلوصي أكار، وقادة الجيش إلى الحدود العراقيّة – التركيّة، يجب قراءتها في هذا الإطار.
والجدير بالذكر أن العلاقات التركيّة – العراقيّة شهدت حالة من التوتر والاتهامات المتبادلة خلال الفترة الماضية، على خلفية وجود قوات تركيّة داخل العراق في معسكر بعشيقة، وتقول أنقرة إن القوات التركيّة موجودة على الأراضي العراقيّة، من أجل التدريب على مواجهة "داعش"، فيما يقول العراق إن القوات التركيّة غير مرحّب بها، وتطالب بسحبها، مؤكدة أن تركيا لديها أطماع في العراق.