عناصر من الأحتلال الإسرائيلي

فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، حصارًا مشددًا على القدس القديمة، بمنع الدخول أو الخروج منها ونصب الحواجز الحديدية، إضافة إلى إجبار التجار في شارع الواد على إغلاق محلاتهم التجارية، عقب عملية طعن نفذها الشهيد الفتى أحمد زاهر فتحي غزال "17 عامًا"، من مدينة نابلس وأوضح شهود عيان، أن "الفتى نفذ عملية طعن لمستوطنين اثنين في شارع الواد في القدس القديمة، وتمكن من الهرب في اتجاه بناية قريبة من الموقع، فاقتحم جنود الاحتلال المنطقة وداهموا البناية التي اختبأ بها الفتى، ثم سمعنا أصوات إطلاق نار كثيف داخل البناية".

وأضاف الشهود، أن البناية السكنية صغيرة ولا يوجد لها مخرج، حتى أن باب سطحها مغلق، وكان بالإمكان اعتقاله بعد محاصرة البناية واقتحامها بأعداد كبيرة من الجنود، إلا أنهم قاموا بإعدامه، فأصوات الطلقات النارية كثيفة وعشوائية كانت في اتجاه الشاب فور اقتحام البناية"، مؤكدين أن مستوطنين اثنين أصيبا بصورة طفيفة، كما خرجت مجندة من داخل البناية وهي مصابة في قدمها.

أما البناية التي ارتقى فيها الفتى شهيدًا، فقد تمت محاصرتها لأكثر من ساعتين وتم خلالها أخذ البصمات والفحوصات من قبل المخابرات والمختصين، إضافة إلى مسح أثار الدماء، وبعد انسحاب القوات من المنطقة وفتح الطرقات واحتجاز جثمان الشهيد، دخل الأهالي إلى البناية لتفقدها، ثم عادت القوات واقتحمت البناية واعتدت على المتواجدين بالضرب وأجبرتهم على الخروج منها ومنعت الصحافيين من التصوير، وأغلقت باب البناية

علمًا أن البناية تضم شققًا سكنية وعيادات طبية وأوضح شاهد عيان، أن إطلاق النار كان بشكل عشوائي في اتجاه الفتى، وما يؤكد ذلك الثقوب العديدة التي أحدثتها الرصاصات في جدران البناية، وهي أكثر من 25 رصاصة، فيما بينت مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال وعقب إطلاق النار في اتجاه الشاب، فرضت حصارها على شارع الواد، كما كشف أحد التجار أن جنود الاحتلال اقتحموا المحلات التجارية وحرروا هويات أصحابها واستدعوهم للتحقيق في مركز شرطة "باب السلسلة" في القدس القديمة، وعددهم نحو 20 تاجرًا.

أما في منطقة باب العمود، فقد اعتدى أفراد من قوات الاحتلال على المتواجدين بالدفع والضرب إضافة إلى رشهم بغاز الفلفل، وأفادت مصادر مقدسية أن ثلاثة شبان أصيبوا بحالات اختناق وحروق في الوجه بعد رشهم بالغاز، كما تم اعتقال 3 فتية من المنطقة، وفي أعقاب استشهاد الفتى غزال، اندلعت مواجهات متفرقة في المنطقة، اعتقلت خلالها قوات الاحتلال 20 مواطنًا بينهم 16 إلى 17 تاجرًا من البلدة القديمة في القدس المحتلة.

وذكر مدير نادي الأسير في القدس المحتلة، ناصر قوس، بأن الاعتقالات جاءت خلال محاولات قوات الاحتلال إغلاق المحال التجارية في البلدة القديمة، لا سيما في منطقة باب العامود وشارع الواد، عقب إطلاق الرصاص على الفتى الفلسطيني واستشهاده في شارع الواد بزعم تنفيذه عملية طعن في المنطقة، وأغلقت قوات الاحتلال كافة مداخل البلدة القديمة من القدس، وقامت بالاعتداء على المارين في المنطقة وإبعادهم بالقوة، وأغلقت أبواب المسجد الأقصى المبارك.