رام الله - ناصر الاسعد
فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، منزل الأسير أحمد جمال القنبع في حي "البساتين"، في مدينة جنين مستخدمًا مادة "الديناميت" مرتين، خلال عملية عسكرية واسعة النطاق أصيبت خلالها مجندة في قوات الاحتلال، جراء الاشتباكات المسلحة العنيفة التي كانت المدينة ومخيمها مسرحا لها. وقال والد الأسير القنبع، إن قوات الاحتلال فجرت المنزل الذي يعود إلى شقيقه بعد أن زرعت عبوات ناسفة من نوع "ديناميت" بداخله، ما تسبب بتدمير المنزل، وإلحاق أضرار مادية بأربعة منازل تقع في الجوار.
وبحسب الأب، فإن قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بالآليات العسكرية ترافقها جرافة ضخمة من نوع "D9"، حاصرت في ساعات الفجر الأولى حي "البساتين"، قبل أن تحتل عددا من منازل المواطنين والتي حولتها إلى ثكنات عسكرية ومواقع للقناصة من جنودها، ومركزا للعملية العسكرية.
وذكر، أن جنود الاحتلال أجبروا أصحاب المنازل المجاورة على الخروج منها، قبل أن يبدأ مهندسو المتفجرات في جيش الاحتلال بزرع أصابع مادة "الديناميت" شديدة الانفجار في عدد من أركان البيت المستهدف. وأكد القنبع، أن محاولة التفجير الأولى فشلت، فعاودت قوات الاحتلال وضع المزيد من العبوات الناسفة داخل المنزل، قبل تفجيره عن بعد للمرة الثانية، في عملية نجم عنها انفجار شديد هز المنطقة وتسبب بإلحاق أضرار مادية بالمنازل المجاورة والتي تعود للمواطنين الشقيقين رائد وخالد شقيرات، وزهير الدمج، وعلام أبو حطب، والمحامي محمد شريف.
وكانت عائلة القنبع، أخلت المنزل الذي تعيش فيه منذ عدة سنوات ويعود لشقيق والد الأسير والموجود في الأردن، قبل نحو عشرة أيام، وذلك بعد أن قررت محاكم الاحتلال تثبيت قرار الهدم الصادر عن ما يسمى بقائد المنطقة الوسطى، والذي تسلمته العائلة قبل نحو ثلاثة شهور، بعد اعتقال نجلها، وتضمن السماح للعائلة بالاستئناف على القرار الذي استأنفت عليه، ولكن بدون جدوى.
ووجهت سلطات الاحتلال، للأسير القنبع، تهمة المشاركة في عملية إطلاق النار والتي نفذها الشهيد أحمد نصر جرار قرب مدينة نابلس، في التاسع من كانون ثاني الماضي، وأسفرت عن مقتل المستوطن المتطرف الحاخام رزائيل شيفاح من مستوطنة"جلعاد"، وهدم الاحتلال في حينها منازل عائلة جرار، وأعلن بعد وقت ضلوع الأسير القنبع في عملية قتل المستوطن، من خلال قيادة المركبة التي نفذ فيها الشهيد جرار العملية.
وخرج الأسير القنبع في أول ظهور له أمام محاكم الاحتلال متحديا واثقا بحرية قريبة سينالها من خلال قوله بصوت مرتفع "أنا مروح خاوة". وأصيبت مجندة، خلال المواجهات والاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة جنين ومخيمها، والتي أطلق خلالها مقاومون الرصاص بكثافة صوب قوات الاحتلال التي رشقها وآلياتها عشرات الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة، وألقوا العشرات من العبوات الناسفة محلية الصنع.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال، إن الجنود تعرضوا لإطلاق نار من مسلحين خلال عملية الهدم، أصيبت على إثرها مجندة من "حرس الحدود" بجروح ، فيما اندلعت مواجهات مع الشبان أسفرت عن عدة إصابات. وأضاف، إن الفلسطينيين ألقوا العبوات الناسفة والحجارة وأطلقوا نيرانا حية باتجاه القوات، فأصيبت مجندة من شرطة "حرس الحدود" بجروح وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأكدت مصادر محلية، أن عائلة الأسير القنبع، كانت أخلت منزلها قبل نحو عشرة أيام، بعد تثبيت قرار الهدم، وهو منزل لا يعود لوالد الأسير، بل لشقيقه في الأردن، ويؤوي ثمانية أفراد وتبلغ مساحته 160مترا مربعا. وتفقد محافظ جنين، اللواء إبراهيم رمضان، منزل عائلة الأسير القنبع، بعد أن فجرته قوات الاحتلال، في زيارة رافقه فيها مدير الأوقاف، الشيخ صلاح جودة، ورئيس غرفة تجارة وصناعة جنين، عمار أبو بكر، ونائب مدير الدفاع المدني، قدري الجمل، وعدد من ممثلي الأجهزة الأمنية.
وندد رمضان، بسياسة الاحتلال العنصرية ونهجه العدواني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وشدد على أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة من الاعتداءات وعمليات القتل ومداهمة المدن وهدم المنازل، والتي تهدف إلى تقويض عملية السلام وتعطيلها من حكومة الاحتلال المتطرفة لتمرير أهداف ومخططات سياسية عنصرية وفرض قوة الاحتلال على الأرض.
وأضاف: "إن هذه الإجراءات العنصرية لن تكسر عزيمتنا وسنبقى صامدين وسنوفر كافة مقومات ومعززات الصمود لأبناء شعبنا المرابط على أرضه، وهذه الجريمة ليست غريبة على الاحتلال الممعن في قمع الفلسطينيين بهدم منزلهم وسيواصل هذه السياسية بهدم المزيد منها". وقال الجمل، إن طواقم الدفاع المتواجدة في محيط المنزل الذي فجره جيش الاحتلال، حرصت على تحديد نقاط الخطر للمبنى، ومنعت المواطنين من الاقتراب حرصا على سلامتهم.