واشنطن - يوسف مكي
استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد آل نهيان ، في البيت الأبيض، حيث رحّب ترامب بزيارة الشيخ محمد بن زايد والوفد المرافق الى الولايات المتحدة، معتبرًا اللقاء فرصة لتعزيز التعاون مع شريك أساسي في الشرق الأوسط ويرافق بن زايد وفد يضمّ مستشار الأمن الوطني، الشيخ طحنون بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، خلدون خليفة المبارك، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأميركية، يوسف مانع العتيبة، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، محمد مبارك المزروعي، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي.
ويأتي لقاء الطرفين قبل أيام قليلة من الزيارة التاريخية التي يقوم بها ترامب إلى المملكة العربية السعودية، وهي أول زيارة خارجية للرئيس الأميركي، وستشمل سلسلة من الفعاليات السياسية على مستوى القمة في الرياض، بحضور قيادات خليجية وعربية وإسلامية، وهنا تمامًا تكمن أهمية اللقاء بين الرجلين، بحسب بعض المصادر التي قالت إن ترامب يرى في محمد بن زايد مرجعًا أساسيًا يعتمد عليه في الحصول على قراءة معمقة وشاملة لأوضاع المنطقة، لا سيما على أبواب استعداداته لزيارته المرتقبة، قبيل القمة العربية الإسلامية الأميركية التي تستضيفها السعودية، وتبحث في قضايا المنطقة وتدخلات إيران.
ويتقاطع ذلك مع ما يؤكده مصدر مقرب من مجلس الأمن القومي الأميركي، أن محمد بن زايد بات المرجع الأول للرئيس ترامب في الشرق الأوسط، وهو ضمن دائرة ضيقة تعتمد الإدارة الأميركية رأيها في ما يخص أوضاع المنطقة، مشيرًا إلى أن ولي عهد أبو ظبي يحظى باحترام كبير في أوساط البيت الأبيض، الذي يطلب مشورته من أجل فهمم المتغيرات إقليميًا بشكل أفضل.
وأول من يستشعر الأهمية الاستثنائية لهذه الزيارة هو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يزور واشنطن في اليوم التالي، بعد أيام معدودة من زيارة قادته إلى الصين، حيث اجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. واللقاء بين إردوغان وترامب يأتي بعد فترة طويلة من التوتر حول جملة من الملفات المشتعلة، أهمها الملفين السوري والعراقي، فضلاً عن الملفين الإيراني واليمني، لا سيما أن ترامب سيزور الرياض، ولن تغيب هذه الملفات عن مباحثاته فيها.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون أن أحد أهداف زيارة رئيس الولايات المتحدة إلى السعودية هو إيجاد تحالف ضد سياسات إيران، مشيرًا إلى أنّه "أعتقد أن هناك إجماعاً في جميع دول المنطقة حول أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة"، وأكد وزير الخارجية الأميركي أن مسألة الوقوف بوجه إيران باتت ضرورة وكان ولي عهد أبو ظبي عقد اجتماعات عدة مع الرئيس الأميركي وكبار مساعديه في برج ترامب، قبيل تولي الأخير منصبه، فيما تشير المصادر إلى أنه لا يزال على اتصال منتظم ودائم بترامب منذ توليه سدة المسؤولية الأولى أميركيًا، مشيرين إلى أن زيارته إلى البيت الأبيض تعد جزءًا من حوار مستمر ومتكرر بين رئيس الولايات المتحدة وزعيم عربي، بات يمتلك نفوذاً واسعاً في الإدارة التي لا تزال في طور تشكيل استراتيجيتها الشرق أوسطية، ويستند هذا الدور أيضاً إلى أهمية دولة الإمارات، سياسياً واقتصادياً
وتشير بعض الأوساط السياسية والدبلوماسية إلى أهمية الدور الذي تلعبه الإمارات على المستوى الإقليمي والدولي، مؤكدة بأن هذا الدور، مضافًا إلى تحالفها القائم مع السعودية ومصر، يشكل رافعة كبرى للعلاقة مع واشنطن، خصوصاً في ظل سعي الأخيرة إلى كبح جماح التوسع الإيراني وإلى محاربة الإرهاب، ما يجعل من الإمارات حليفاً استراتيجياً طبيعياً لتنفيذ هذه الأهداف، وتجنيب المنطقة مخاطر الانهيار واتساع رقعة الدول الفاشلة، وشاركت سفارة الإمارات في واشنطن، بنشاط ملحوظ في فرض قوتها الناعمة داخل المجتمع الأميركي، وذلك عبر دعم مستشفيات الأطفال، وتمويل أنشطة رياضية شتى في مناطق محرومة، وتوفير الإغاثة لضحايا الأعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية، فيما يمثل ولي عهد أبو ظبي أحد أكثر السفراء فعالية في واشنطن، وهو يوسف العتيبة، الذي يحظى بتقدير واسع في دوائر الفكر والسياسة والإعلام.