مقام النبي موسى جنوب مدينة أريحا

إنطلقت في مقام النبي موسى جنوب مدينة أريحا، الاحتفالية السنوية لموسم النبي موسى، اليوم الجمعة، في حضور رسمي وشعبي، وقال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني إن هذه الفعالية التي تتزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج، تؤكد أهمية بيت المقدس للمسلمين، وإن الظروف التي تمر بها فلسطين والقدس بحاجة لوحدة عربية وفلسطينية، ودعا الفتياني القمة العربية المقرر انطلاق أعمالها غدًا السبت لمساندة الشعب الفلسطيني، مشيدا بنضال أبناء شعبنا في قطاع غزة، ومؤكدا أن لنا قرى سنعود اليها.

من جهته، قال وزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني إن موسم النبي موسى إشارة نحو الحرية والحفاظ على المقدسات وفلسطين، وكلما ازدادت الشدة ازداد حبنا لها، هكذا نعلم أجيالنا أن فلسطين البوصلة، وإن تخلى عنها بعض الأخوة والأحبة، سنبقى على عهدنا في الحفاظ على المقدسات، وأضاف "رغم كل الظروف الصعبة المحيطة لكن هذا اللقاء وهذه الفعاليات المتواصلة تدلل على التمسك بالأرض والحفاظ عليها".

وشدد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، على أن بيت المقدس أرض الأنبياء والأولياء، وأن إقامة هذه الفعالية الوطنية الفلسطينية التي تحمل فيها البيارق، كانت تنطلق من القدس إلى مقام سيدنا موسى، للتأكيد على عروبة هذه المدينة ورفضا للتهويد، وقال إن القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وليذهب قرار ترمب إلى مزابل التاريخ.

بدوره، تحدث مفتي أوكرانيا الشيخ أحمد تميم عن أهمية هذا الموسم، وحرصه على المشاركة لما تمثله مناسبة الإسراء والعراج التي تتزامن مع إحياء فعاليات موسم النبي موسى عند المسلمين، من أهمية، وبيّن المفتي فضائل الطريقة الصوفية وأنها درب الحق ودرب العدل والسلام وأينما وجدت وجد العدل والاستقرار، وأينما انعدمت كان التطرف والارهاب.

واستعرض رئيس المجلس الصوفي الأعلى عبد الكريم نجم تاريخ موسم النبي موسى وأهميته عبر التاريخ، ودور الطرق الصوفية في حمل مسؤولية إحياء المواسم في فلسطين، ودور الصوفية في النضال الفلسطيني، مستعرضًا أهم الأحداث التي جرت في ثورة موسم النبي موسى في عام 1920.

وتخلل الاحتفالية انطلاق زفة البيرق من الطريق الموصل للمقام بمشاركة الطرق الصوفية، والفرق الكشفية، وجموع غفيرة من المواطنين الذين أمو المقام من مختلف محافظات الوطن، بالإضافة لبعض المسلمين من دول إسلامية. وقدمت فرق للأناشيد الإسلامية فقرات من المديح النبوي. ويحتفل الفلسطينون في شهر نيسان من كل عام بموسم النبي موسى عليه السلام، ويؤمون المقام والمسجد المنسوب إليه والذي يقع على طريق القدس/أريحا.

وسن هذا الموسم البطل الإسلامي صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه، والذي أخذ برأي مستشاريه في إحياء هذا الموسم وغيره من المواسم في بلاد فلسطين لإظهار قوة المسلمين، وكان ذلك بعد تحرير القدس من أيدي الفرنج عام 583هـ/1187م. وشيد البطل صلاح الدين جزءًا من المباني القائمة في مقام ومسجد النبي موسى، ثم جاء الظاهر بيبرس وبنى قبة المسجد عام 668هـ/1265م، وأوقف عليه الكثير من العقارات والأراضي ومنها مدينة أريحا والأراضي الممتدة إلى الجفتلك وعدة قرى ومواقع منها أراض في صور باهر.