دمشق ـ نور خوام
تواصل الآلة العسكرية تنفيذ مجازرها بحق أبناء أحياء حلب الشرقية وريفها، مزهقة المزيد من الأرواح لليوم الخامس على التوالي، ومخلفة الكثير من الجرحى، الذين باتوا بالإضافة لألم جراحهم، يعانون من نقص كبير في القدرة على إسعافهم أو تضميد جراحهم وإنقاذ الحالات الحرجة منهم، ومع هذا الاستمرار في القتل من قبل الطائرات الحربية والمروحية وقوات الحكومة التي استهدفت خلال 5 أيام بمئات الضربات الجوية ومئات الصواريخ ومئات القذائف أحياء المدينة الشرقية، إضافة لسقوط قذائف على أحياء المدينة الغربية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع أعداد ارتفع إلى 150 على الأقل ممن قضوا في أحياء حلب الشرقية والغربية ومناطق في ريف حلب، من ضمنهم 21 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و11 مواطنة فوق سن الـ 18، منذ الـ 15 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، وحتى اليوم الـ 19 من الشهر ذاته.
حيث وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 93 مواطناً بينهم 12 طفلاً، ومواطنة على الأقل، جراء الضربات من الطائرات الحربية والمروحية المكثفة على معظم أحياء حلب الشرقية، والقصف من قبل قوات الحكومة، بالإضافة إلى إصابة مئات آخرين بجراح، كما وثّق المرصد مقتل 51 مدنياً بينهم 7 أطفال دون سن الـ 18، بالإضافة لـ 10 مواطنات فوق سن الثامنة عشر، إثر الضربات الجوية من الطائرات الحربية والمروحية والقصف الصاروخي من قبل قوات الحكومة على بلدات ريف حلب الغربي، كما نجم عن القصف سقوط عشرات الجرحى.
كذلك وثّق المرصد مقتل 6 مواطنين بينهم طفلتان شقيقتان جراء إصابتهم في سقوط قذائف على مناطق في القسم الغربي من أحياء مدينة حلب، والتي أسفرت كذلك عن سقوط عشرات الجرحى. وتمكّنت قوات سورية الديمقراطية من تحقيق تقدم جديد في ريف الرقة الشمالي، على مسافة نحو لـ 30 كلم شمال المدينة، وسيطرت على منطقة تل السمن، عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم "داعش" واستكمالها تمشيط المنطقة، وبهذا التقدم فإن قوات سورية الديمقراطية تكون قد رفعت إلى 47 على الأقل عدد المزارع والقرى والمواقع التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية منذ بدء حملة "غضب الفرات" في الـ 6 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري وحتى اليوم الـ 19 من الشهر ذاته، والتي تهدف لعزل مدينة الرقة عن ريفيها الشرقي والشمالي تمهيداً لطرد تنظيم "داعش" من المدينة التي تعد معقلها في سورية، فيما لم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن جراء الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي على المنطقة والقصف المتبادل والاشتباكات والتفجيرات التي شهدتها المنطقة بين الجانبين نتيجة تكتم الطرفين على خسائرهما البشرية، فيما شهدت المنطقة وقرى ومناطق أخرى في ريف الرقة الشمالي، حركة نزوح لعشرات العائلات نحو مناطق آمنة، نتيجة اقتراب العمليات العسكرية منها.
وتواصل الطائرات الحربية والمروحية تجديد ضرباتها الجوية بالبراميل المتفجرة والصواريخ، جنباً إلى جنب، مع استمرار قوات الحكومة باستهداف أحياء مدينة حلب الشرقية، بقذائف المدفعية والقذائف الصاروخية، مخلفة مزيداً من الدمار والجرحى، واستهدفت اليوم هذه الضربات بشكل مكثّف في خامس يوم من معاودة تصعيد القصف على المدينة، الشيخ نجار والهلك والزبدية وبستان الباشا ومساكن هنانو والصاخور وباب الحديد والفردوس والحيدرية وبعيدين وعين التل والشعار والمشهد والفردوس والأنصاري والميسر والصالحين وقاضي عسكر والسكري وجسر الحج والجلوم وباب النيرب وحلب القديمة ومناطق أخرى في أحياء حلب الشرقية وضواحي المدينة الغربية.
أيضاً قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة الأتارب وريف المهندسين الأول ومحيط الفوج 46 بريف حلب الغربي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، بينما جددت قوات الحكومة استهدافها لمناطق في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل رجل وسقوط جرحى، بينما قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة حريتان، كذلك قصفت قوات الحكومة مناطق في بلدة العيس بالتزامن مع غارات للطائرات الحربية على بلدة خان طومان ومحيط بلدة الزربة، الواقعة في ريف حلب الجنوبي.
في حين استهدفت مروحيات الحكومة أماكن في أطراف منطقة أرض الحمرا، فيما قصفت قوات الحكومة مناطق في ضهرة عبد ربه واطراف جمعية الزهراء ومنطقة الليرمون بالأطراف الشمالية والغربية لمدينة حلب، بينما تستمر الاشتباكات في القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية، بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، حيث تستميت قوات الحكومة في محاولة التقدم وقضم مزيد من المناطق من احياء حلب الشرقية، وسط استهدافات متبادلة بين الجانبين، نجم عنه تدمير وإعطاب آليات، وقصف مكثف لوات الحكومة والطائرات الحرية على محاور الاشتباك، في حين تستمر الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين الطرفين، في حي بستان الباشا وسط مدينة حلب، مترافقة مع قصف متبادل.