رام الله -منيب سعاده
أعلن الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور واصل أبو يوسف، أن القيادة الفلسطينية لم تُبلغ بأي خطط أميركية، واصفًا واشنطن بأنها "معادية" لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو يوسف، في حديث لوسائل الإعلام، إنه منذ تسلّم دونالد ترامب سدة الحكم، والحديث يدور عما تسمى "صفقة القرن"، حيث لم تضع الإدارة الأميركية أي أسس لهذه الخطة حتى الآن، ولم تبلغ القيادة الفلسطينية بأي خطط للإدارة الأمريكية على الرغم من كل اللقاءات التي جرت سواء مع ترامب أو مبعوثيه في المنطقة.
وقال أبو يوسف، إن مبعوثي الإدارة الأميركية جاؤوا ليستمعوا حول كيفية إيجاد حل في المنطقة ولم يتحدثوا عن آليات لها علاقة بخطة، وكل ما يتم تسريبه على الصعيد الإعلامي لم يشكل أي أجندة لدى إدارة ترامب بشكل جدي وحقيقي. واعتبر أن ترامب يتحدث عن شعارات ليس أكثر من ذلك، وليست هناك آليات، مؤكدا أن قيادة منظمة التحرير أبلغت الولايات المتحدة بأن أي صفقة لا تستند إلى حقوق الشعب الفلسطيني، أو تمس بها، وبقرارات "الشرعية الدولية"، لن تنجح في جلب أمن وسلام واستقرار في المنطقة.
وأشار إلى فشل كل الإجراءات الأمريكية السابقة في سياق تحالف واشنطن مع الاحتلال وانحيازها الأعمى له. ولفت أبو يوسف إلى أن ما يحقق الأمن في المنطقة هو إنهاء الاحتلال ضمن سقف زمني محدد ووقف سياسات العدوان المستمرة بما فيها البناء وتوسيع الاستيطان الاستعماري الذي يعتبر جريمة حرب، وتمكين الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه المسنودة بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وحق العودة للاجئين بناء على قرار 194 وحق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ورفض أبو يوسف، ما يتحدث به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إقامة دولة فلسطينية بدون حدود، أو منقوصة السيادة وخالية من السلاح، واصفا ذلك بأنه اسطوانة مكررة مشروخة، ونتنياهو يدرك تماما أنه لا يمكن القبول بأي مساس بسيادة الدولة الفلسطينية التي لابد أن تكون مستقلة وخالية من الاحتلال والاستيطان.
ووصف مواقف الإدارات الأميركية المتعاقبة بأنها معادية لحقوق الشعب الفلسطيني، ، مشيرا إن من يراهن على موقف متوازن من قبل الولايات المتحدة على صعيد القضية الفلسطينية واهم ومتعلق بسراب، فهي تتحالف استراتيجيا مع الاحتلال وتغطي على جرائمه وتدعمه على كل المستويات العسكرية بأحدث الطائرات والدبابات والبوارج وعلى الصعيد الاقتصادي والمعنوي وحمايته.
وشدد أبو يوسف على أن كل الاستعمار الاستيطاني غير شرعي وغير قانوني حسب القانون الدولي ويعتبر جريمة حرب ضد الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن نتنياهو يحاول خداع المجتمع الدولي، لكن الفلسطينيون يستندون لقرارات واضحة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وليس أدل على ذلك من القرار الصادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، المطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا أن المجتمع الدولي الذي يرفض الاستيطان، لا يضع آليات لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقفه، داعيا الى وجوب وضع هذه الآليات بما في ذلك الذهاب لكل المؤسسات الأممية ومنها محكمة الجنايات الدولية.
وحول ما يسمى "تبادل الأراضي"، قال أبو يوسف إن هذا مبدأ مرفوض، ربما يفتح شهية الاحتلال أولا على صعيد شرعنة المستوطنات الاستعمارية ومحاولة إخراج العديد من الأراضي من مدينة القدس، وأيضًا محاولة شرعنة العديد من القضايا التي لها علاقة بذرائع الأمن.
وحول تصريحات قادة الاحتلال بشأن إبقاء قوات عسكرية في أراضي الدولة الفلسطينية، لفت أبو يوسف إلى أن نتنياهو لا يريد حلًا في المنطقة، إنه يريد تأبيد وتكريس الاحتلال، وواضح تماما أن استراتيجية حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تنفي إمكانية قيام أي دولة فلسطينية، وتعمل على الحيلولة بدون إنشائها، مضيفًا أن استراتيجية نتنياهو قائمة على تكريس نظام "الأبارتهايد وكنتونات" يعيش فيها الشعب الفلسطيني تحت مسمى دولة.
ورأى أبو يوسف أن الأولوية الآن على صعيد منظمة التحرير هو اليوم العمل على انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وتنفيذ قرارات المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني والاقتصادي والعلاقات السياسية مع سلطات الاحتلال.
وشدد أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية في ذكرى إعلان الاستقلال على استمرار النضال بكافة أشكاله للوصول إلى تحقيق هذا الإعلان وتطبيقه واقعاً على أرض فلسطين، لافتا ان انعقاد جلسات الحوار الوطني في القاهرة، تهدف الى تكريس جهدها الرئيسي لبحث سبل وآليات إنهاء الانقسام ونتائجه، وصولًا لإنجاز وحدة وطنية ، وتفعيل وتطوير منظمة التحرير ومؤسساتها، وحماية المشروع الوطني الذي يلتف حوله شعبنا حتى تحقيق اهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال .