غزة - علياء بدر
أكد مازن البنا نائب رئيس سلطة المياه في غزة، أن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر ولساعات طويلة، يشكل خطورة على تشغيل المنشآت المائية، وبالتالي يؤثر سلبا على تقسيم المياه للمواطن، مبينًا أن البلديات غير قادرة على شراء السولار، وهذا سيؤدي إلى انخفاض كميات المياه التي تصل للمواطن.
وأشار البنا خلال برنامج "لقاء مع مسؤول"، الذي نظمه المكتب الإعلامي في غزة، الأحد، إلى أن انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى ارتفاع أسعار مياه الشرب، نظرًا لاحتياج محطات تحلية مياه الشرب للطاقة، والمزارع الفلسطيني في ظل هذه الأوضاع سيجد صعوبة كبيرة في تشغيل بئر المياه الخاص به، وبالتالي سيؤثر سلبا على الأمن الغذائي للمواطن الفلسطيني.
وعن تأثير أزمة الكهرباء على محطات معالجة مياه الصرف الصحي، أكد البنا أن عدم توفر مصادر الطاقة، يشكل تهديدًا واضحًا على صحة المواطن، وحدوث فيضانات داخل المدن، وتلويث مياه الخزان الجوفي المصدر الرئيسي للمياه الفلسطينية. في سياقٍ متصل، أكد البنا، أن أكثر من 90% من مصادر المياه في فلسطين يسيطر عليها الاحتلال، وأن فلسطين تعتبر من الدول الفقيرة مائياً.
وقال إن فلسطين بشكل عام وقطاع غزة خاصة تواجه أزمة شديدة في كميات المياه التي تتناقص بشكل كبير جداً. وأشار إلى أن ما يتم تعويضه سنويا للخزان الجوفي الفلسطيني هو 50 مليون متر مكعب، بينما ما يتم استهلاكه من طاقة الخزان الجوفي سنويا يتعدى 200 متر مكعب.
وذكر أن نصيب الفرد الفلسطيني في الضفة الغربية بلغ 60 لترًا للشخص في اليوم، مقارنة بالمعايير الدولية التي تقر للشخص الواحد من 150 -1600 لتر للشخص الواحد يومياً، لذلك لا يستطيع الفلسطيني أن يحيا حياة صحية كريمة. ولفت إلى أن نصيب المستوطن الواحد من المياه يومياً يصل لـ 400 لتر يومياً، وهو ما يعادل سبعة أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني. وأكد البنا أن بعض محافظات الضفة تعاني من نقص حاد بالماء في بعض الأوقات من العام، نتيجة ممارسات الاحتلال، فيما يختص باستيلائها ومصادرتها لمصادر المياه.
وبيّن أن مصادر المياه في قطاع غزة تتمثل في الخزان الجوفي الساحلي وشركة "ميكروت" الإسرائيلية، لافتاً إلى أن 95% من المياه يتم الحصول عليها من خزان المياه الجوفي الساحلي و55% فقط من مياه "ميكروت". وحذر البنا من تزايد العجز في المياه نتيجة الاستنزاف الكبير للخزان الجوفي، مشيرًا إلى أن ما يتم استهلاكه سنويا من الخزان الجوفى من 200 –220 مليون متر مكعب سنوياً، في حين يتم تغذيته من الأمطار الموسمية ب50-70 مليون متر مكعب، وبالتالي هناك استنزاف يبلغ حوالي 150 مليون متر مكعب سنويا . وتابع "هناك انخفاض مستمر ودائم في منسوب الخزان الجوفي، وهناك تداخل لملوحة البحر، بسبب طغيان مياه البحر، وتسرب كبير لمياه الصرف الصحي التي تصل للخزان المياه الجوفي في بعض المناطق، وبالتالي المياه لا تصلح للشرب في قطاع غزة.
وعن نتائج تحاليل وعينات المياه، بين البنا أن هناك تراكيز عالية من النترات خاصة في خانيونس، ما يشكل خطورة على صحة المواطن الفلسطيني وخاصة الأطفال منهم. وعن الخطط التي تم وضعها من قبل سلطة المياه لإيجاد حول لأزمة المياه في غزة، خاصة وأن مصادر المياه المتاحة في قطاع غزة قليلة ونادرة ولا تكفى لسكان قطاع غزة، بين البنا أن هناك خطة تعتمد على إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي، لإعادة استخدام هذه المياه في الزراعة، وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر، ومشاريع لها علاقة بتعظيم الاستفادة من مياه الأمطار وهذه تحتاج لأموال كبيرة غير لا يمتلكها الشعب الفلسطيني. واستدرك بالقول "كثير من الدول المانحة تعهدت بتمويل وتنفيذ هذه المشاريع، لكنها فعليا لم تنفذ بسبب الانسداد الأفقي لموضوع السياسة".
وبشأن الحلول المستقبلية لأزمة المياه، أكد أن هناك أحاديث حول إنشاء محطة تحلية إقليمية للمياه بقدرة 60 مليون متر مكعب، وأنها قيد البحث، بينما تم تنفيذ مرحلتين من مراحل معالجة مياه الصرف الصحي، والمرحلة الثالثة قيد التنفيذ.