غزة – محمد حبيب
حذرت "الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" من مخطط تهويدي كبير، يحمل عنوان "وجه القدس المدينة الحديثة"، يستهدف المدخل الرئيسي لمدينة القدس من جهتها الغربية. واعتبرت الهيئة، في بيان لها، الخميس، المخطط استمرارًا للهدف الإسرائيلي الأكبر بتهويد القدس، بكل ما فيها، وطمس معالمها العربية الإسلامية والمسيحية، وتشويه تاريخها العريق، وصبغ المدينة بمعالم يهودية بحتة، لا تمت للقدس وعروبتها بصلة.
وقال الأمين العام للهيئة، حنا عيسى، إن مخطط "وجه القدس المدينة الحديثة" التهويدي مخطط جديد من المخططات الاستيطانية التهويدية، والتي تملأ أدراج حكومة الاحتلال وجمعياتها، يهدف إلى طمس المزيد من معالم القدس العربية، وتهويد ما بقي من عروبة القدس، وصبغها بمعالم يهودية بحتة، غريبة عن واقع المدينة المقدسة، وحضارتها العربية الإسلامية المسيحية.
وأشار الى أن المخطط يقوم على مساحة نحو 720 ألف متر مربع، تصل تكلفة تنفيذه إلى نحو 1.4 مليار شيكل، معتبرًا تصريح رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، والتي قال فيها إن القدس ستتحول في السنين المقبلة إلى مركز تجاري متطور، وأكثر حداثة، يتخلله مشاريع تكنولوجية، إعلانًا واضحًا لهدف ونية سلطات الاحتلال بتهويد القدس، وتغيير طابعها، وهو ما ترفضه القوانين الدولية.
وأكدت الهيئة أن إسرائيل تعمل ليلاً نهارًا لجعل القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل، يسيطر عليها أغلبية يهودية، كما تهدف من وراء البناء المتسارع للمستوطنات والجدار العازل، وما تقره من مخططات تهويدية متسارعة، إلى تهويد المدينة، وتحويلها إلى عاصمة لليهود وحدهم.
وجددت الهيئة الإسلامية المسيحية مناشدتها للمؤسسات والهيئات الدولية والعربية، خاصة الأمم المتحدة، ومنظمة "اليونسكو" المنبثقة عنها، وجامعة الدول العربية، بضرورة التدخل العاجل، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف كل الانتهاكات التي تتعرض لها القدس المحتلة.
وميدانيًا، استأنف المستوطنون المتطرفون، صباح الخميس، اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وقالت مصادر مقدسية إن عشرات المستوطنين اقتحموا، منذ ساعات الصباح الأولى، المسجد الأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته. وتصدى المئات من طلاب مدارس القدس لاقتحام المستوطنين بالتكبير والتهليل، فيما واصلت قوات الاحتلال تضييقاتها على الطلاب، ومختلف الوافدين للأقصى.
والجدير بالذكر أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية والعسكرية في باحات المسجد الأقصى، لتأمين اقتحامات المستوطنين. وتأتي هذه الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى بعد فعاليات متنوعة على مدار الأسبوعين الأخيرين، دعت فيهما جماعات المستوطنتين إلى تسريع بناء "الهيكل" المزعوم، على حساب المسجد الأقصى، وتكثيف اقتحاماته.