رمضان عبد الله شلح

خلص لقاء سياسي شارك فيه قادة فصائل فلسطينية، وسياسيون، الثلاثاء، إلى أنّ المبادرة التي أطلقها الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" د. رمضان عبد الله شلح، وطنيّة و شاملة بامتياز، و لم تكن مبادرة خاصّة بفكر حركة الجهاد، وقد لاقت ترحيبًا واسعًا.
كما أجمع قادة الفصائل خلال اللقاء السياسي الذي نظمته حركة "الأحرار" الفلسطينية في مقرّها في مدينة غزّة مساء، الثلاثاء بمشاركة حركة "الجهاد الإسلامي" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، على ضرورة أنْ ترعى مصر الشقيقة حوارًا وطنيًا شاملًا، يأتي استكمالًا لدورها في ملف المصالحة الفلسطينية.
و على الرغم من الاختلاف الذي ظهر من مناقشة قادة الفصائل، حول تشخيص الأزمة السياسية الفلسطينية، وموعد بدئها ما بين اتفاق أوسلو أو الانقسام الفلسطيني، إلا أنّ الجميع اتفق على ضرورة الخروج من الوضع المتأزّم الحالي، بالبناء على ما ورد في مبادرة د. شلّح، ومبادرات أخرى سابقة.
الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال أكّد أهمية هذه المبادرة، التي جاءت في ظل حالة التيه و الضياع الذي تعاني منه القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، و بات الجميع يُلقي اللوم على الآخر، حتى بات الانقسام شماعةً يُلقى عليها المشاكل والأزمات كافّة.  
و بيّن أنّ مبادرة د. شلّح، تشير إلى أنّ أساس و أصل المشكلة لا يقتصر على انقسام 2007، إنما بدأ منذ توقيع اتفاق أوسلو، و المآسي التي صنعتها هذه الاتفاقية، منوهًا إلى أنّ الكُرةَ الآن في ملعب الرئيس محمود عباس، لأنّ مفتاح الحل والعقدة في يده.
من جهته، أكّد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خضر حبيب، على دعوة المبادرة لحوار وطني شامل يُشارك فيه الكلّ، و أنّ الخروج بتوافق سيُخرج الجميع من الأزمة غير المسبوقة التي تعاني منها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
واعتبر حبيب، أنّ الحالة الفلسطينية وصلت لوضع متردٍّ، و كان يجب أنْ يكون هناك صوتٌ يرتفع من أجل وضع النقاط على الحروف، مشددًا على أنّ الحالة الفلسطينية لا يمكن أن تنصلح إلا بإلغاء اتفاق أوسلو، وأنّ الوحيد الذي يمكنه إلغاؤها هو من وقع عليها.
وقد تحدث حبيب بتفاصيل عن نتائج اتفاق أوسلو، مبينًا أنّ إسرائيل هي الوحيدة التي استفادت من هذا الاتفاق، و أشار إلى تزايد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، خلال أوسلو.
و أضاف أيضًا، أنّ إسرائيل لا تريد من اتفاق أوسلو سوى عامل الوقت، لفرض وقائع مشروعِها الاستيطاني، حيث اشتدت الهجمة على مدينة القدس والمقدسات خلال أوسلو، فيما لم يتحقق للفلسطينيين شيء، و انسحبت إسرائيل، من كل التزاماتها التي وقّعت عليها في اتفاق أوسلو.
من جهته، دعا القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان، الأطراف الفلسطينية كافّة، و خاصة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لإعلان ترحيبها بمبادرة حركة "الجهاد الإسلامي"، و أنْ تعلن السلطة كذلك رفضها الالتزام باتفاق أوسلو، وأنْ ترفضها.
كما دعا، لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع البدء في حوار شامل لكل القوى الفلسطينية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل الوصول لمبادئٍ و صيغة تصلح لتكون إطارًا متوافقًا عليه من جميع الفصائل، كما طالب الرئيس عباس، بالإعلان المُسبق عن وقف التنسيق الأمني، وإعلان فشل اتفاق أوسلو.
كما طالب مصر برعاية ودعم الحوار الوطني الشامل، استكمالاً لدورها في هذا الملق لتحقيق المصالحة، و صياغة برنامج وطني فلسطيني قائم على خيار الثوابت وخيار المقاومة الذي أثبت نجاحه.
و وصف رضوان هذه المبادرة بأنّها وطنية ومنطقية، و واقعية تنسجم مع الحالة الفلسطينية، بعد فشل الرهان على التنسيق الأمني، ومسلسل المفاوضات مع الاحتلال.