المسجد الأقصى

دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، المجتمع الدولي إلى بدء المساءلة الحقيقية لنتنياهو وحكومته لوقف سياساتها الاستيطانية الممنهجة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.

وأكد عريقات، تعقيباً على مزاعم نتنياهو أن من يدعون إلى وقف الاستيطان ورحيل المستوطنين "تطهير عرقي"، وأن "هذه التصريحات إن دلت على شيء فإنها تدل على أن نتنياهو خرج عن كل الخطوط الحمراء بتصريحات فاضحة صارخة غير أخلاقية، وضرب بعرض الحائط القانون الدولي، وهدم كيان كل العلاقات الدولية، ودمر كل ما قامت عليه مواثيق ومؤسسات الأمم المتحدة من عدالة"، وتابع إن "نتنياهو من خلال تلك التصريحات يصف هذا المستوطن والاستيطان الذي يرقى لجريمة حرب بالساكن الأصلي، ويساويه بابن البلد المواطن العربي الفلسطيني الذي يعيش على أرضه وأرض أجداده، فذلك أمر غير مسبوق ومرفوض جملة وتفصيلا ويستحق الإدانة والاستنكار، كما أنه يكشف الوجه الحقيقي لنتنياهو وحكومته، وكما قلنا أكثر من مرة هذه حكومة من المستوطنين وللمستوطنين وبالمستوطنين".

وبين عريقات أنه "في ضوء أن العالم كله بات يعرف أن من يدمر عملية السلام وخيار الدولتين هو سياسات ومنهجية تلك الحكومة وهذه الحقيقة الواضحة، فعلى العالم الآن أن يبدأ المساءلة والمحاسبة لهذه الحكومة، فلم تعد التصريحات ولا الإدانات تكفي والمطلوب المساءلة الحقيقية وبشكل فوري".

وأكد عريقات أن الرئيس محمود عباس سيزور فنزويلا للمشاركة في قمة عدم الانحياز، ومنها إلى الأمم المتحدة حيث يلقي خطابا غاية في الأهمية، يضع فيه العالم بصورة كل المسائل، لافتًا إلى أن المساءلة الحقيقية تبدأ بقرار في مجلس الأمن حول الاستيطان وبتطبيق مواثيق جنيف الأربعة، وبأن تفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا قضائياً في كل ممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، سواء بالاستيطان، أو تهويد القدس، أو الأسرى، أو العدوان على قطاع غزة.

وأعرب عريقات عن استغرابه من استمرار الدول بعلاقاتها مع إسرائيل رغم كل تلك الممارسات وكأن شيئا لم يحدث، "خاصة أن هذا ما يجري في الوقت الحالي، والحقيقة أن ما تقوم به حكومة إسرائيل يدمر ثقافة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وهذا هو الخطر الحقيقي"، وأكد أن القيادة تبذل كل ما في وسعها من أجل أن تبدأ الجنائية الدولية تحقيقا قضائيا بجرائم الحرب الإسرائيلية، علما أن الجانب الفلسطيني قدم جميع الوثائق والملفات الخاصة للمحكمة، مشيرًا إلى أنه "لا توجد مسألة صغيرة أو كبيرة إلا وتوضع على جدول الأعمال، كما أنه يعرض على جميع الأعضاء أن من لديه أية نقاط لطرحها في جدول الأعمال قبل الاجتماع، ومن ثم يتم صياغة مشتركة لبيان متكامل في جميع القضايا"، مشددا على أن القول إنه لا مؤسسة في منظمة التحرير، غير مقبول ومستغرب جملة وتفصيلا.

وحذرت جامعة الدول العربية من خطورة موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وما يحمله من تهديد بالغ الخطورة لأبناء الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال الذي يواصل الاستيلاء على الأراضي وتهويدها، وأدان الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي ما جاء على لسان نتنياهو من محاولات لتشريع الاستيطان، عبر توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة للمجتمع الدولي الذي يدين وينتقد الاستيطان، وشدد أبو علي على أن وصف نتنياهو لمن يدعون لوقف الاستيطان ورحيل المستوطنين بـ"التطهير العرقي"، يعبر عن منتهى الصلف الذي يتحدى الإرادة الدولية، ويمعن في إلغاء الحقائق وخلق أمر واقع جديد على الأرض، وأكد أنه آن الأوان لمجلس الأمن على وجه الخصوص، أن ينهض بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وان يحترم قرارته ويضعها موضع التطبيق بوقف فوري للاستيطان لإنقاذ حل الدولتين وتحقيق السلام قبل فوات الأوان، بالنظر إلى انعكاسات استمرار هذه السياسات والجرائم الإسرائيلية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.

وشدد الأمين العام المساعد، على أنه لا بد من اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة، التي تتناسب وخطورة معنى ما يذهب إليه نتنياهو، وتوفر الحماية لأرض وشعب ومقدسات دولة فلسطين التي اعترف بها العالم.