غزة ـ كمال اليازجي
ذَكَرَت صحيفة "هآرتس" أنّ وزير الجيش في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان، وصف النفق الذي أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي، الأحد، عن تدميره في نهاية الأسبوع، بأنه أطول وأعمق نفق تم اكتشافه حتى الآن.
ووفقا للبيان العسكري فإن النفق يتبع إلى حركة حماس ويصل طوله إلى كيلومترات كثيرة، وخرج من غزة وتسلل إلى إسرائيل، وقال إن الاستخبارات تقدر بأنه كان جزءا من شبكة أنفاق متفرعة وواسعة.
وأكد الجيش أن هذا النفق كان يعرف عن هذا النفق، منذ فترة طويلة، وقرّر تدميره الآن بسبب معايير عسكرية. وكان هذا النفق يقوم في منطقة مخيم جباليا، بالقرب من المنطقة التي جرت فيها مظاهرات الفلسطينيين، وكان الجيش مستعدا لاحتمال قيام حماس باستخدامه لتنفيذ عملية في ظل المظاهرات.
وقام الجيش بتفجير النفق من خلال إدخال مواد متفجرة إليه، الأمر الذي يمنع استخدامه أو ترميمه، ووفقا للجيش فبدأ بناء هذا النفق بعد عملية الجرف الصامد في 2014، ووصل إلى مسافة 20 مترا داخل إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الكشف عن النفق الحالي تم بفضل مزيج من العمل الاستخباري والقدرات التكنولوجية التي تم تطويرها مؤخرا، لأنه أقيم قبل عامين مختبر في فرقة غزة لكشف الأنفاق. وقال: "يعمل هذا المختبر في فرقة غزة بقيادة ضابط برتبة نقيب، ويعمل معه عدد من خبراء التكنولوجيا والباحثين، بمن فيهم رجال لواء تكنولوجيا الأرض، الفيزيائيون، المهندسون، الجيولوجيون ومسؤولو مخابرات. وهذا المختبر هو ذراع تكنولوجيي للكشف عن الأنفاق وهو يستخدم للبحوث المبتكرة للأرض التي تشمل المسح وتحليل التربة، ويعمل موظفو المختبر بتعاون وثيق مع أجهزة المخابرات والهندسة وغيرها من الوحدات لتحديد موقع النفق، ودراسته وحتى تدميره".
وتطرق وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، إلى النفق، أيضا، وكتب عبر حسابه على "تويتر" أن "هذا هو أول نفق متسلل يتم اكتشافه وتفجيره في القطاع الشمالي لغزة منذ الجرف الصامد".
وقال الناطق العسكري العميد رونين مانليس إن "إحباط النفق في غزة هو جزء من مفهوم الجيش الإسرائيلي، بأن المواجهات مع حماس لن تتوقف على منطقة السياج، وستدفع حماس ثمن الأحداث في منطقة السياج". وأضاف: "عندما يموت أربعة من نشطاء الجهاد الإسلامي في حادث انفجار مواد متفجرة وهم في طريقهم إلى المظاهرة، هذا يقول إن هدف هذه المظاهرات هو تنفيذ أعمال إرهابية. وجهتنا ليست التصعيد، وهدفنا هو توفير الهدوء لسكان غلاف غزة".
وهذا هو النفق الخامس المتسلل، من سلسلة الأنفاق التي دمرها الجيش في الآونة الأخيرة والتي بلغ عددها ثمانية أنفاق، ويسعى الجيش إلى تدمير هذه الأنفاق بالتوازي مع بناء الجدار على طول حدود القطاع. وتم حتى اليوم الانتهاء من بناء 9 كيلومترات من أصل 65 كيلومترا.
وتكتب "يسرائيل هيوم" أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تطرق خلال جلسة الحكومة، الأحد، إلى تدمير النفق في غزة، وقال: "خلال السبت، أحبط الجيش الإسرائيلي نفقا آخر خرج من قطاع غزة إلى إسرائيل، نحن نعمل في جميع القطاعات من أجل أمن إسرائيل ونعود ونساند جنود الجيش الإسرائيلي الذين يحرسون حدودنا".
من جهته، كتب منسق أعمال الحكومة، يوآب مردخاي، عبر صفحته على "فيسبوك"، رسالة موجهة إلى سكان غزة، جاء فيها: "لن أعرض لكم النفق الذي اكتشفناه ودمرناه اليوم، إنما سأحدثكم واعرض لكم من يحتاج ملايين الدولارات التي تستثمرها حماس في الأنفاق والإرهاب. أنا أتابع شبكات التواصل الاجتماعي في غزة منذ فترة طويلة وأشاهد بشكل شخصي معاناة فقراء غزة الذين يحتاجون تلك الأموال التي تستثمرها حماس بالإرهاب".