القدس المحتلة - ناصر الاسعد
كشف محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الخميس، أن مسيرة العودة أرسلت رسالة واضحة لجميع الأطراف باستحالة مرور "صفقة القرن". وصفقة القرن هو مصطلح أميركي لتصفية القضية، بدأ بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وأكد الزهار خلال ندوة حوارية شرق مدينة غزة، أن هناك رسالة لدول الجوار القريب منها والبعيد بأن القرار الفلسطيني سيبقى بيد حماس والمقاومة حتى تحرير فلسطين.
وتابع "إن محاولة بث الرعب في نفوس المستوطنين قد وصلت ولو فحصنا ما حولنا قد تجدونهم فروا لأنهم لصوص، وما سيحدث لهم سيحدث في الشمال". وأضاف: "إن دماء الشعب الفلسطيني التي ضخت في هذه الأرض من هنا وصلت إلى القدس لأن الدم الفلسطيني الأصيل".
ونبه إلى أن حدود غزة تحولت لمراكز احتكاك جديدة بين الشباب الفلسطينيين وجنود الاحتلال، وأن استعادة الحراك الشعبي ليس تراجعًا لسلاح المقاومة بل هو غطاء شريف ومشرف. وأكد أن من راهن على سلمية الحل أو أن يثور الشعب ضد المقاومة "فقد خاب ظنه". ولفت إلى أن هذه المسيرات أحرجت كل الدول العربية وأميركا ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، متسائلاً: "أين صوتكم من دماء الأطفال والرجال ومن الشعب الذي لا يملك في قلبه إرادة التحرير".
وقال القيادي في حماس: "إن الشعب الفلسطيني في غزة لن يتحمل استمرار دفع الثمن دون تدفيع الاحتلال الثمن الأكبر"، مؤكداً أن يوم 15/5 ليس يوماً نهائياً في مسيرات العودة. وأوضح أن فعاليات مسيرة العودة ستستمر بإبداع أكبر وإيلام أكبر للعدو الإسرائيلي وستكون الأعنف وسيرضخ الاحتلال. وأكد أن الشعب الفلسطيني أمام حراك حقيقي في الضفة الغربية والقدس، وما يمنعه إلا الجواسيس والخونة، الذين يقدسون التنسيق الأمني، وفق قوله.
وتحدث عن الذين شككوا في قيادة حركة حماس، قائلاً: "الرد كان من خلال الحشد المجتمعي وراء هذه القيادة فمن راهن على أن الشعب سينصرف على برنامج المقاومة خاب فأله". وأضاف: "إن التهديد في إحداث فوضى في غزة ومحاولة ما فعلوه في قضية تفجير الحمدالله ومحاولة نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للاحتلال لن يغير من موقفنا شيئاً بأن القدس هي فلسطينية كاملة".
وأوضح أن الشعب الفلسطيني أعاد التعريف بالقضية بشكل سياسي ومحترف، ووضع المزيد من العقبات أمام صفقة القرن. وشدد الزهار أن المسيرات أوجدت حالة جديدة من الحراك الشعبي دون التوجه للخيارات العسكرية لتقول أننا نبدع في الحراك العسكري والشعبي. وقال القيادي في حماس: "عباس يريد مواجهة عسكرية بين غزة والاحتلال، ونحن لا نخافها، ولكن نريد أن نبرز للعالم بأن هذا العدو مجرم وغاصب".
وأكد على سلمية مسيرة العودة الكبرى، مشيرًا إلى أن غزة ليست معنية في الحرب رغم أن جبهة الجنوب ساخنة، وأن الاحتلال يرتدع فقط بالبندقية والمقاومة. وقال: "اذا فرضت علينا الحرب، سنريهم ما يقر به عيونكم إن شاء الله، وقد نضطر إليها وإذا فرضت سنخوضها كما خضناها سابقاً وأكثر". وأضاف: "اذا استمر الحصار وقتل الناس الأبرياء في غزة، لن نقول لكم ماذا سنفعل، ولن نترك دماء أبناءنا تذهب سدى، ونحن نراقب برقابة المتيقظ القابض على سلاحه".