غزة – محمد حبيب
صرح الخبير العسكري الإسرائيلي، "عمير ربابورت" أن المقاومة الفلسطينية كثفت من بناء الأنفاق في قطاع غزة، محذرا من الخسائر التي تنتظر جيش الاحتلال حال قرر اجتياح غزة مرة أخرى.
وفي مقال له اليوم بصحيفة "مكور ريشون" اليوم الاثنين، قال ربابورت "إن كمية الرمال التي تخرج إلى سطح الأرض في شوارع قطاع غزة تشير إلى أن هناك أمرا ما يحدث، وطالما أن حركة البنيان فوق الأرض بطيئة في القطاع، فإن النتيجة الطبيعية أن هناك بناء تحت الأرض يحصل بشكل متسارع، حيث يتم بناء أنفاق ومخابئ ومواقع قتالية تبدأ ولا تنتهي".
وادعى أن المقاومة تبني أنفاقها للهجوم والدفاع، ويتم حفرها في مركز رفح ومدينة غزة نفسها، ليتمكن مقاتلوها من تنفيذ عملياتهم في حال قرر جيش الاحتلال اجتياح القطاع، بحيث يتحرك المقاتلون من شارع لشارع تحت الأرض، من أجل مفاجأة جنود الاحتلال. ويرى الخبير أنه في حال انتهاء التهدئة مع المقاومة بغزة وقرر الجيش اجتياح أعماق القطاع، فإن هذه الأنفاق ستكون مكدسة بآلاف المقاتلين الفلسطينيين الذين سيكبدون "إسرائيل" خسائر بشرية باهظة، مشيرًا إلى أن كل ذلك يؤكد الفشل الإسرائيلي في مواجهة الأنفاق، وذاكرة الجيش "الإسرائيلي" القصيرة قد تتسبب بخسائر بشرية في صفوفه في المعارك القادمة بسبب هذه الأنفاق.
وأقر عمير بأن "إسرائيل ما زالت تعاني من تبعات إخفاقاتها في مواجهة أنفاق غزة، لأنها لم تعلم من البداية حقيقتها وحجم خطورتها منذ عام 2008، حين لم يقم الجيش الإسرائيلي بما فيه الكفاية للتعامل مع هذا التهديد الكبير الذي تمثله المقاومة من تحت الأرض، مع العلم بأن الحلول التكنولوجية التي تعرضها إسرائيل بين حين وآخر لا تقدم الإجابة الكافية لحل هذه المشكلة".
وقال "إن حرب الجرف الصامد الأخيرة على غزة عام 2014 جددت الحديث عن الفشل الإسرائيلي في مواجهة الأنفاق، مما جعل قادة الدولة من السياسيين والعسكريين يعيشون حالة من الجزع والقلق خشية صدور تقرير جديد لمراقب الدولة، الذي يفحص المعلومات المتوفرة لدى الدولة حول الأنفاق وطبيعة الرد الذي جهزته لها.. وبالرغم من أن التقرير سيصدر قريبا، فإن هناك عشرات المحامين المنشغلين به من الآن، في محاولة للحيلولة دون تلوث أسماء موكليهم من الساسة والعسكريين الإسرائيليين".
وكانت صحيفة عبرية نقلت عن جيش الاحتلال اعترافه بفشله حتى اللحظة في إيجاد أنظمة متطورة في إطار محاولاته لمكافحة أنفاق المقاومة في غزة التي يتواصل حفرها على مدار الساعة دون توقف. وزعمت صحيفة "مكور ريشون" العبرية أن جميع المنظومات التي طورها جيش الاحتلال للكشف عن الأنفاق وتدميرها أثبتت فشلها وكانت درجة مساهمتها في تراجع حركات المقاومة عن حفرها صفر.
وأشارت إلى أن قيادة جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية تنفق ملايين الشواقل بالإضافة لتشغيل العشرات من العقول للوصول إلى تكنولوجيا متطورة للتعامل مع تحدي الأنفاق. وكشفت الصحيفة عن أن قيادة جيش الاحتلال قررت العمل بسرية مطلقة مع هذه الجهود حتى أنها تخفي ذلك عن بعض العاملين في مشاريع تطوير برامج مكافحة الأنفاق خشية تسرب المعلومات.
ونقلت عن أحد الجيولوجيين العاملين في مشروع مكافحة الأنفاق على حدود غزة قوله "إن طبيعة التربة الرملية في قطاع غزة تساعد حفاري الأنفاق كثيرا، الأمر الذي يتطلب من الجيش تطوير وسائل دفاعية تواجه كل متر واحد يقوم الفلسطينيون بحفره مقتربين من الجدار الحدودي".