عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية

دعا عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية، الرئيس محمود عباس وحركة فتح إلى الاتفاق على برنامج ورؤية استراتيجية قائمة على حماية الثوابت عبر إجراء حوار وطنيّ جاد ومسؤول مع الفصائل كافة لتطبيق كلّ ما تم الاتفاق عليه.

وطالب الحية خلال مهرجان انطلاقة حركة حماس الـ 29 اليوم الأربعاء، وسط مدينة غزة، بالإسراع بعقد الإطار القياديّ لمنظمة التحرير لممارسة مهامه وفق اتفاق القاهرة 2011، والتجهيز لإجراء الانتخابات العامة للمجلس الوطنيّ والتشريعيّ ورئاسة السلطة، مشددًا على أن أيّ انعقاد للمجلس الوطنيّ دون تطبيق والتزام ما تمّ التوقيع عليه يعتبر تحللاً من الاتفاقات وانقلاباً عليها وفاقداً للشرعية.

وطالب الحية بإعادة تشكيل الحكومة الفلسطينية من جديد، لتكون حكومة وطنية وليست حكومة حزبية أو مناطقية، وفق برنامج سياسيّ حسب ما تمّ الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطنيّ عام 2006، مضيفًا أنّ الحكومة القائمة حالياً لم تعد حكومة توافق وإنما حكومة الأمر الواقع، تمارس أعمالها في الضفة وتتجاهل مشاكل قطاع غزة للأسف، ومطالبًا بتمكين المجلس التشريعي مِن العمل بشكل حقيقيّ وبكامل صلاحياتِه وفق القانون، وحلّ موضوع الموظفين في غزة بلا تمييز على قاعدة حماية حقوقِهم الطبيعية باعتبارهم موظفين في السلطة الفلسطينية.

ودعا القيادي في حماس السلطة الفلسطينية إلى إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية للدفاع عن شعبنا والإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف سياسة التنسيق الأمنيّ والاعتقالات السياسية كتعبير صادق عن الرغبة في الوحدة، مؤكّدًا على ضرورة جمع طاقات أبناء شعبنا وأمتّنا، وتحشيدها لمواجهة الاحتلال وتبني كلّ أشكال المقاومة ودعمها؛ لإجبار الاحتلال على رحيله عن أرضنا.

ووجه الحية التحية إلى الأسرى في سجون الاحتلال واعداً إياهم بعدم التخلي عنهم مهما كانت التضحيات، مضيفاً: كما كسرنا القيد في صفقة وفاء الأحرار، سنكسر قيدكم رغم أنف الاحتلال، وخاطب قادة الاحتلال بالقول: "ستدفعون الثمن شئتم أم أبيتم، وإنّ معادلة الزمن لن تكون في صالحكم، وقد جربتم ذلك من قبل، وتوجه بالتحية إلى أهالي الضفة الغربية المحتلة، مشيداً بصمودهم وانتفاضتهم المباركة ضدّ الاحتلال رغم كلّ ما يواجهونه من تحديات،  نقول لكم يا أهلنا في الضفة: نحن معكم وبكم أقوى، ولن نتخلى عنكم مهما كانت الظروف، وسيأتي اليوم الذي تلتحم فيه المقاومة في غزة والضفة وكلّ أبناء شعبنا".

ووعد الحية أهالي قطاع غزة بمواصلة الجهود لكسر الحصار عنهم، مؤكداً على حقّ غزة في أن تنعم بحياة كريمة تتوفر فيها كلّ سبل العيش الطيّب من كهرباء ومياه وصحة وفرص عمل للخريجين والعمال، وحرية تنقل وسفر، مضيفًا: "إن ما تعانونه اليوم من أزمات وعدوان وحصار هو مهر مقاومتكم وتحديكم للاحتلال، فلقد ضربتم أروع الأمثلة في الصبر والصمود"، وتوجه بالتحية إلى كل الفصائل الفلسطينية المقاومة، وإلى قيادة حركة حماس وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية، ومجاهدي كتائب القسام وفي مقدمتهم القائد العام للكتائب المجاهد محمد الضيف.

وطالب الحية بوقف حمام الدم في مدينة حلب، مضيفاً، أن ما يجري فيها من مجازر تقشعر لها الأبدان، ندينه ونستنكره، ونعلن تضامننا مع أهل حلب ومع كل شعوب الأمة للخروج من محنتها.ودعا كلّ العقلاء والرؤساء والقادة أن يسارعوا إلى حقن الدَّم والوقوف عند مسؤولياتهم، وأنّ ما تشهده شعوب الأمة من صراعات يُدمي قلوبنا، وكنّا نتمنى أن يكون صراع أمتنا مع الاحتلال الإسرائيلي فقط، كما أهاب بشعوب الأمة لرفض التطبيع وعدم الانصياع للمحاولات الخبيثة التي تحاول بعض الأطراف تسويقها، والتصدي لها بكلّ ما أوتيت من قوة.

وجدد الحية التأكيد على عدم الاعتراف بإسرائيل، وأن الاحتلال حتماً إلى زوال، داعيًا الدول العربية وخاصة مصر إلى مساندة شعبنا وقضيّتنا، والعمل على كسر الحصار عن غزة، وفتح معبر رفح بشكل دائم، وإمداد القطاع بما يحتاجه من أساسيات الحياة، وأنّنا نتطلع لدور مصري أكبر خلال الفترة المقبلة من شأنه أن يُعيد للقضية الفلسطينية حيويتها وعمقَها العربي والإسلامي، نطالب أشقاءنا في مصر بالعمل على سرعة الكشف عن أبنائنا المختطفين الأربعة والعمل على عودتهم إلى أهلهم وذويهم، وطالب الحية الدول الغربية بإنصاف شعبنا والاعتذار له وحمايته من جرائم الاحتلال، وتقديم قادته للمحاكم الدولية، وإجباره على الرحيل عن أرضنا، فهو أساس معاناتنا، لافتًا انتباه الدول الغربية إلى حالة الانحياز التي تمارسها بعض الدول للاحتلال الصهيونيّ على حساب الحق الفعلي، مذكراً إياهم بمعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة نتاج وعد بلفور المشؤوم واعترافهم بدولة الاحتلال.