الرئيس الفلسطيني محمود عباس

باتت صحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (83 عاما) محط الأنظار، بعد أن خضع إلى فحوصات طبية الشهر الماضي، في الولايات المتحدة الأميركية، وسط انتشار أخبار نشرتها صحف إسرائيلية تتحدث عن تدهور حالته، لكن قيادات في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني نفت تلك الأنباء، ووصفتها بمحاولة “تصفية واغتيال عباس لرفضه صفقة القرن”.

ويطلق مصطلح “صفقة القرن” على خطة تعمل الإدارة الأميركية على صياغتها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولم تعلن بشكل رسمي حتى الآن، وخضع “عباس″ لفحوصات طبية في نيويورك عقب خطابه في مجلس الأمن الدولي يوم 20 فبراير/ شباط الماضي، وظهر عقبها على التلفزيون الفلسطيني الرسمي وقال: “أنا بصحة جيدة، أجريت فحوصات طبية في الولايات المتحدة، وكانت نتائجها إيجابية ومطمئنة”، وزاد عدم بث تلفزيون فلسطين الرسمي، لخطاب عباس، خلال جلسة المجلس الثوري لحركة فتح، الأخيرة، في الأول من مارس/ آذار الجاري، كما جرت العادة، التساؤلات عن حالته الصحية.

ونقلت وسائل إعلام محلية وإسرائيلية، عن الرئيس قوله في الاجتماع لأعضاء المجلس: “قد يكون هذا آخر اجتماع لي بكم”، لكن قادة في حركة فتح، نفوا بشدة صحة هذا التصريح، ويؤكد موفق مطر، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، والذي يشغل منصب مفوض “الاعلام” في “الحركة”، أن عباس بصحة جيدة، وقال لوكالة الأناضول، إن الرئيس “يمارس عمله اليومي بحيوية، ونشاط، وبرنامجه اليومي زاخر باللقاءات والاجتماعات”.

وقال “رجل بعمر الـ83 عاما يعمل بهذا النشاط مستغرب، أطمئن الجميع هو بخير، الأمر واضح، هناك تهديد حقيقي إسرائيلي على حياة الرئيس الفلسطيني، لرفضه الاملاءات الإسرائيلية والأميركية، نخشى أن يتعرض الرئيس عباس للاغتيال كما تم اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات (..) الاعلام الإسرائيلي يروّج لعدم قدرة الرئيس على القيام بواجباته وأنه يعاني من أمراض، وفي حال وفاته يقال إنه كان يعاني من مشاكل صحية ووفاته طبيعة… هكذا يفكر قادة إسرائيل”.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالتسبب في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات عن طريق “السم”، كما اتهم مطر من وصفهم بـ “أعداء المشروع الوطني الفلسطيني (لم يسمهم) بالتقاط مثل هذه الاخبار والترويج لها”، ويقول عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، تيسير نصر الله، إن الرئيس الفلسطيني يتمتع بصحة جيدة، ولم يُلحظ أي تدهور على حالته الصحية، ولفت في حوار مع وكالة الأناضول، إلى أن “عباس″ يعاني من “إرهاق بسبب السفر وضغط العمل اليومي الذي يمارسه مؤخرا على إثر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس″.

وأكد “نصر الله” أن “عباس″ هو مرشح حركة فتح الوحيد لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خلال عقد المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير) المقبل، وكانت اللجنة التنفيذية قد قررت عقد “المجلس الوطني” يوم 30 أبريل/ نيسان القادم في رام الله

ووصف عضو المجلس الثوري، لحركة “فتح”، كفاح عودة، الأنباء عن تدهور صحة “عباس″ بـ”المشبوهة”، موضحًا أنّ "الرئيس بصحة جيدة، يقوم بإدارة شؤون الدولة على أكمل وجه، وكان خطابه في المجلس الثوري مطولا، توقف عند كل التفاصيل وقدم رؤيته لإدارة الأزمة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ما يشاع يهدف لضرب الصف الفلسطيني، وإحداث بلبلة يستفيد منها الاحتلال الإسرائيلي والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان”، وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، قد قال في حديث لتلفزيون فلسطين الرسمي مساء السبت الماضي إن “الرئيس بصحة جيدة”، نافيا أن يكون قد قال لأعضاء المجلس الثوري، إن خطابه هذا قد يكون الأخير.

وأضاف: “قيل إن عباس ألقى خطبة الوداع، هذا كذب وافتراء”، وشدد على أن الرئيس “بصحة جيدة ويؤدي دوره وواعٍ وملم بكل التفاصيل”، ويتعرض الرئيس الفلسطيني لضغوط دولية كبيرة، للقبول بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عملية السلام “صفقة القرن”، إثر اعلانه رفضها قبل طرحها بعد اعلان “ترامب” اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب لمدينة القدس، وكان ترامب قد قرر في السادس من كانون الثاني/ ديسمبر 2017، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، وقلقًا وتحذيرات دولية، وإثر قرار ترامب، أعلن الرئيس عباس، في عدة مناسبات، أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطًا لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وشرع بجولة خارجية للبحث عن وسيط بديل، بحسب مراقبين.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس عاصمة لدولته على الحدود المحتلة عام 1967، وكرر “عباس″ في خطاباته أنه “لن يختتم بحياته بخيانة”، في إشارة لتمسكه بالثوابت الفلسطينية المتمثلة بإقامة دولة على الحدود المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها، وحق عودة اللاجئين.