المحكمة الجنائية الدولية

أكد رئيس "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" المحامي راجي الصوراني، تقديم ست مذكرات قانونية إلى المحكمة الجنائية الدولية ومخاطبتها سبع مرات، حول جرائم الحرب التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. جاء ذلك خلال لقاء حواري اليوم الخميس، نظمه المركز في مقره في خان يونس جنوب قطاع غزة، مع العديد من النخب والشخصيات الوطنية والإعلاميين حول واقع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، وجهود ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، في الذكرى الخمسين للاحتلال، ومرور 10 سنوات على الحصار الجائر على قطاع غزة.

وعبر الصوراني، خلال اللقاء، عن أمله بأن يكون هناك قرار واضح ونهائي من المحكمة لقبول قضايا الضحايا الفلسطينيين في الفترة من يونيو/حزيران المقبل إلى نهاية العام الجاري، موضحا أن المذكرات التي قُدّمت، تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والحصار المفروض على قطاع غزة، وجرائم الاستيطان، وغيرها من أنماط الجرائم الإسرائيلية، مشددًا على المضي في هذه الحركة لمحاسبة الاحتلال على جرائمه.

وأشار الصوراني إلى أن المحكمة الجنائية الدولية بدأت قبل عام ونصف تحقيقها الابتدائي الذي يفترض أن يقود لبدء التقاضي أمام المحكمة، بالنظر إلى استحالة الوصول إلى العدالة أمام القضاء الإسرائيلي الذي ثبت أنه متورط في جرائم الحرب الإسرائيلية. وشدد على أن المعركة القانونية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ممنوع خسارتها، مشيرًا إلى وجود طاقم عمل موسع من فلسطينيين إلى جانب 14 شخصية دولية من خيرة العقول القانونية يعملون بهذا الملف لإيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية.

وأكد على أن هذه المعركة تعتبر من أخطر المعارك التي ستواجهها إسرائيل في المرحلة المقبلة، مشددا على أن هذه المعركة ليست على حساب المقاومة أو الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بل مكملة لبعضها. وأشار الصوراني إلى أن الواقع في الأرض المحتلة صعب وقاسٍ ومعقد ومتشابك، إذ بعد 50 عامًا من الاحتلال لا أحد يقول متى ينتهي هذا الاحتلال، فاليوم الحديث عن أمور تفصيلية من المعاناة اليومية.

واستعرض واقع المعاناة في قطاع غزة حيث يستمر الحصار من 10 سنوات مانعا الحركة أمام الأفراد والبضائع، بما يجعله أسوأ حصار في الدنيا، خاصة أنه تخلله ثلاثة حروب نجم عنها دمار واسع، ما جعل كتلة بشرية من مليوني نسمة يعيشون واقعا يفتقد لأبسط مقومات الحياة. وأشار الصوراني إلى أن الواقع في القدس المحتلة والضفة الغربية ليس أحسن حالا من قطاع غزة، مشيرًا إلى تعرض الفلسطينيين في القدس لعملية تطهير عرقي وما بقي هناك مجرد عينات، فيما المدينة محاصرة بسبع مستوطنات.

وأضاف أن80-85 % من الضفة الغربية أيضا  خاضعة لسيطرة الاحتلال والباقي مجرد جيوب، فيما لفت إلى تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأشار فيها إلى توجهات الاحتلال ضم الضفة الغربية. وشدد على أن استعراض هذا الواقع الصعب ليس من باب بثّ الإحباط إنما من باب إدراك أي واقع نعيش، وفي المحصلة لدينا قضية عادلة ومشروعة تستحق التضحيات السابقة واللاحقة.

وكان اللقاء قد بدأ بترحيب من مدير العلاقات العامة في المركز في خان يونس، عبد الحليم أبو سمرة، فيما ثمن الحضور الدعوة إلى اللقاء، مؤكدين أهمية المعركة القانونية مع الاحتلال، ودعوا لاستنهاض الحالة الفلسطينية لدعم وإنجاح هذه المعركة.