رام الله - فلسطين اليوم
نشرت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجمعة، فيديو مصوّر لمشاهد من عملية "ناحال عوز" الفدائية التي نفذت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وتمكن تشكيل قتالي من جنود نخبة "كتائب القسام"، في الثامن والعشرين من تموز/ يوليو 2014، من اقتحام الموقع العسكري لمستوطنة "ناحال عوز" شرق مدينة غزة، وتنفيذ عملية أجهزت على جميع الجنود الإسرائيليين الذين تواجدوا به.
وأوضح أحد قادة "كتائب القسام"، أبو حمزة، أن المشاهد التي عرضت من عملية "ناحال عوز" هي خلاصة ما سُمح بنشره "لأسباب أمنية"، مشيرًا إلى أنّ "قيادة كتائب القسام حرصت على نشر هذه المشاهد فور الانتهاء العملية وعودة جميع منفذيها إلى مواقعهم بسلام وذلك لرفع الروح المعنوية لدى سكان القطاع الذين كانوا يتعرضون لمجازر كبيرة لا سيما حي الشجاعية والذي على مشارف هذا الموقع ودمر بالكامل".
وأضاف "كانت عملية ناحال عوز تحمل عدة رسائل للعدو الصهيوني؛ أهمها أن تدمير حي الشجاعية واحتلاله بعد المجزرة التي ارتكبها فيه لن يحمي جنودك ومواقعك العسكرية، وأن هذه العملية والتي جاءت بعد أسبوع من هذه المجزرة انطلقت من حي الشجاعية والاحتلال في داخله".
وأشار إلى أحد مشاهد الشريط المصوّر، وظهر فيه جندي إسرائيلي مسلّح يصرخ بصوت عالٍ داخل موقعه العسكري المحصّن، منوّهًا إلى أن "القسام" تبعث لجنود الاجتلال برسالة مفادها أن "هذه المواقع لن تحميكم".
وكشف "أبو حمزة" أن التخطيط لهذه العملية لم يكون ميدانيا وليد الحرب وإنما خطط لها قبل فترة طويلة هي وسلسلة عمليات تم تنفيذ جزء منها خلال الحرب، وحالت الظروف الميدانية دون تنفيذ بقيتها، رافضا الكشف عن مزيد من التفاصيل عن هذه العملية.
وأظهر الشريط الذي مدته دقيقة واحدة كيف تمكّنت نخبة "القسام"، وقوامها 9 مقاومين، من رصد الهدف أثناء تمركزها في نفق خُصص لغرض تنفيذ هذه العملية، ومن ثم الخروج من النفق والتقدم نحو الموقع الذي يحتوي على برج عسكري كبير؛ حيث اقتحموه من بوابته الرئيسية وأجهزوا على كل الجنود الذين كانوا في داخله، دون تحديد عددهم.
وأعلنت الكتائب عن محاولة لاختطاف جندي إسرائيلي خلال عملية "ناحال عوز"؛ غير أن الظروف الميدانية لم تسمح بذلك، كما قالت، وعاد مقاتلو "القسام" إلى قطاع غزة بعد تنفيذ العملية باستخدام نفق أرضي، بعد تجريدهم لأحد جنود النخبة الإسرائيليين من بندقيته من نوع "تيفور قصيرة".
وتعرّض قطاع غزة في السابع من تموز / يوليو 2014 لحرب إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2324 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، والمنشآت الصناعية والمساجد والمدارس، وارتكاب مجازر مروعة.
ولعبت أنفاق المقاومة الفلسطينية دورًا مهمًا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة؛ حيث نفذت الكتائب سلسلة عمليات فدائية انطلاقها منها؛ من بينها عملية "نحل عوز" وشاركت من خلالها في التصدي لقوات الاحتلال موقعة العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال.