غزة – محمد حبيب
أكد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف أن أجواء اجتماعات اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في بيروت إيجابية.
وأضاف واصل أبو يوسف، في تصريحات صحافية، الأربعاء، أن هذه الاجتماعات تكتسب أهمية كبيرة بسبب مُشاركة جميع الفصائل الفلسطينية ومنهم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، في ظل المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
ولفت الأمين العام لجبهة التحرير أبو يوسف، أنّ جميع الفصائل وافقت في الاجتماع على اعتماد وثيقة الوفاق الوطني التي تم عليها الإجماع في اجتماعات القاهرة كبرنامج عمل وطني، مشيرًا إلى أهمية عقد المجلس الوطني الفلسطيني بشكل موحد وعودة الجميع إلى الكيان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني منظمة التحرير كعنوان للفعل الفلسطيني وممثلًا للشعب الفلسطيني وتطوير مؤسسات منظمة التحرير لتكون العنوان الجامع، وتجاوز الوضع الإقليمي والعربي الرديء وما يرميه من ثقل على الحالة الفلسطينية، كما يتطلب ذلك تغليب اعتبارات بناء الاستراتيجية الوطنية أو البرنامج الوطني المشترك لمواجهة الاحتلال، وتجسيد شراكة حقيقية.. وثمن أبو يوسف، كلمة رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، والذي تليت في اجتماع اللجنة التحضيرية، مؤكدًا أن الرئيس بري يحمل قضية فلسطين في قلبه ووجدانه.
وكان عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية- القيادة العامة رامز مصطفى كشف عن تفاصيل مباحثات اليوم الأول للاجتماعات التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني في بيروت واصفًا إياها بـ"الإيجابية". وقال مصطفى من بيروت إن الجلسة الصباحية بدأت الساعة العاشرة صباحًا واستمرت حتى الثانية عصرًا، وتخللت كلمات لرئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، وممثلي الفصائل، فيما عقدت جلسة مسائية خاصة للفصائل.
ودارت النقاشات حول ملف المجلس الوطني، من حيث مكان انعقاده وشكله في المستقبل، موضحًا أن مقترحات جاءت لضرورة انعقاده في خارج فلسطين كونها تعيش تحت الاحتلال.
وذكر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن العديد من الأماكن طرحت لانعقاد المجلس الوطني منها الجزائر ولبنان ومقر جامعة الدول العربية في مصر. كما أن بعض الفصائل أكدت على ضرورة انعقاد جلسة عادية للمجلس الوطني دون إجراء تعديلات عليه لأن الأوضاع السياسية الفلسطينية لا تسمح بذلك حاليًا، فيما طالبت فصائل أخرى بضرورة إجراء انتخابات شاملة وتغيير كامل في المجلس الوطني.
ووصف مصطفى، الاجتماعات بـ"الإيجابية والمميزة" وسارت بالشكل الصحيح، أملًا في استمرار ذلك خلال جلسات الخميس والخروج بنتائج تساعد في حل ملف المجلس الوطني. وقال "إن بعض الفصائل طالبت بضرورة عودة انعقاد اجتماعات لجنة المجلس الوطني التي توصلت الى اتفاقات مهمة لكنها توقفت.وأشار الى ان اجتماعات يوم غد ستتخلل مناقشة القضايا السياسية في الساحة الفلسطينية.وتعقد تحضيرية الوطني برئاسة الزعنون اجتماعاتها التي تستمر ليومين في مقر السفارة الفلسطينية في لبنان".
وأكد مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر على أن الجبهة تدعم مقترح انعقاد المجلس الوطني في خارج فلسطين بعيدًا عن الاحتلال. وأضاف الطاهر في تصريحات صحافية عقب انتهاء الجلسة المسائية للاجتماعات التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني: نقترح أن يُعقد المجلس الوطني في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وقال: "هناك شعور عميق لدى جميع الفصائل بأن القضية الفلسطينية في خطرٍ شديد".
وشدد ماهر الماهر، على أهمية الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر المجلس الوطني بسبب مشاركة حماس والجهاد أيضًا، لافتًا إلى أن الجميع شارك في اجتماع بيروت ولو عقدت الجلسة في رام الله لما تمكن الجميع من الحضور بسبب الاحتلال.
وأبرز عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، أن الانقسام في النظام السياسي الفلسطيني منع إعادة تشكيل المجلس الوطني. وأضاف أن الجميع أكد الأربعاء، على إعادة تشكيل المجلس الوطني عبر الانتخاب وبالتوافق حيث لا يمكن إجراء انتخابات. وتابع: ليس مطلوبًا من المجلس الوطني الجديد وضع خيارات فلسطينية وإنما تعديل أو تطوير ما هو موجود، لافتًا إلى أن الجميع وافق على اعتماد وثيقة عام 2006 كبرنامج عمل وطني.
وتابع أن حركة فتح منفتحة على كل التغييرات التي تتطلبها الوحدة الوطنية ومع توسيع التمثيل في المجلس الوطني.
وأفاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، بأن اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني هو شكل من أشكال الوحدة الوطنية.. مضيفًا أن خارطة الطريق لإنهاء الانقسام الفلسطيني موجودة وتمت برعاية مصر. وطالب حركة فتح والرئيس عباس بإبداء مرونة للوصول إلى توافقات وإنهاء الانقسام.
وأشار الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، الأربعاء، إلى أن المجلس الوطني دون أن تدخله حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي، فلن يعبر عن الكل الفلسطيني، ولن يكون مرجعية.
وأردف د. الهندي خلال تصريحات لإذاعة القدس، قُبيل بدء اجتماعات اليوم الثاني للجلسة التحضيرية للمجلس الوطني، أنه إذا لم تُوضع سياسات حقيقية من هذا المجلس المنتخب فستبقى المسألة ترميمية وقضاء للوقت. وفي تعقيبه حول توقع المراقبين انسحاب حركتي حماس والجهاد خلال الساعات المقبلة، وفق المعطيات التي تؤكد تمسك رئيس السلطة بسياسته القديمة، قال د. الهندي:" لا نريد استباق الأحداث، وحتى الآن نريد أن نناقش الإخوان ومنفتحون بمسؤولية وطنية.
وبين، أن الاتفاق في القاهرة عام 2005 تحدث عن انتخابات حيثما أمكن والتوافق في الأماكن التي لا يمكن إجراء انتخابات فيها بتشكيل مجلس جديد، بأعداد متفق عليها، وليس بأعداد لا يعرفها أحد.
وتابع: "هم يتحدثون عن أكثر من 700 عضو، ونحن نتحدث عن 350 عضو ومنتخبون حيثما أمكن وبالتوافق في المناطق التي لا يمكن أن يتم الانتخاب عليها، وأعضاء التشريعي ليسوا أعضاء في الوطني، فانتخابات الوطني مختلفة، لأنها تعبر عن الكل الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وانتخابات التشريعي هي جزء من السلطة".
وجدد د. الهندي تأكيده على الشعور بالمسؤولية الوطنية خلال هذه المرحلة، وخاصةً أن المخاطر كبيرة مع قدوم دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية مع التهديدات بنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، وتصريحات القادة والمسؤولين في العدو الصهيوني، تعد فرصة تاريخية لضم مناطق كبيرة واسعة للمستوطنات بالضفة المحتلة، بمعنى أن هناك دولة فلسطينية في غزة، فيما تتحول الضفة المحتلة لمناطق معزولة، وكنتونات للحكم الذاتي، هذه مخاطر غير مسبوقة. وقال: لذلك نحن تحلينا بمسؤولية كبيرة، وقلنا أن (م. ت. ف) يجب إعادة بنائها وفق اتفاق القاهرة على أسس ديمقراطية ووطنية وسياسية جديدة يتم التوافق عليها، وأن اللجنة التحضيرية التي تنعقد في بيروت أمس واليوم، شاركنا فيها على هذا الأساس.
وأضاف: نريد مجلس وطني توحيدي، يكون سيد نفسه، ويكون في الخارج، يضع السياسات الحاكمة لنضال الوطني الفلسطيني في المرحلة القادمة، ويعبر عن الكل الفلسطيني في كل الأماكن وليس مجلساً تابع للسلطة ويعمل عندها، لأن السلطة في وجهة نظرنا مختصة بإدارة شؤون الفلسطينيين الخاضعين لحكمها في الضفة وغزة وليس معبرة عن الكل الفلسطيني، المجلس الوطني هو الذي يعبر عن الجميع، وهذا المجلس لا نريد أن يأتي بعد هذه السنوات الطويلة ليكون مجلس لا قيمة له.
وبيّن د. الهندي، أن مشاركة الحركة في الاجتماع لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم وأنه يجب أن يكون هناك مجلس وطني جديد، وليس المجلس القديم المعطل منذ سنوات قديمة. وأجاب على سؤال بشأن التفاؤل ليس كبيرًا بهذه الجلسات، قائلًا د. الهندي: إذا أصر البعض على عقد هذه الاجتماعات من أجل تجديد تشريعات، فهو لا يُجدد شيئًا وسيكون ذلك دليلًا جديدًا أن هذا البعض مُصر على المضي بالوضع الفلسطيني كما هو، وفقط يريد أن يُجدد شكلًا من الشرعيات وهو لا يجدد شيئًا.