ذكرى النكبة السبعين

يحيي الفلسطينيون ,الثلاثاء, ذكرى النكبة السبعين التي أدت إلى تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من أراضيهم وتدمير القوات الصهيونية أكثر من 400 مدينة وقرية مع إعلان قيام دولة إسرائيل ,على وقع مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال، الإثنين، وراح ضحيتها 60 شهيدًأ على حدود قطاع غزة خلال مطالبتهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها قبل سبعين عامًأ.

و أعلن ديفيد بن غوريون في 14 أيار/مايو ، قيام إسرائيل على معظم أرض فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني غداة انسحاب القوات البريطانية، الأمر الذي أعقبه هجوم شنته قوات تابعة لعدد من الدول العربية وبدأت الموجة الأولى من التهجير منذ الهجمات الأولى والمعارك بين الميلشيات الصهيونية ومقاتلين فلسطينيين أواخر 1947 بعد تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين الذي وافق عليه القادة الصهاينة ورفضه الفلسطينيون والدول العربية.

وتكثفت موجة التهجير بشكل واسع بعد المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الصهيونية في نيسان/أبريل 1948 وذهب ضحيتها أكثر من مئة من أهالي قرية دير ياسين القريبة من القدس.

و باشرت السلطات الصهيونية اعتبارًا من آذار/مارس 1948، تطبيق "خطة داليت" الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين وإرغامهم على الرحيل من الأراضي التي خصصت لليهود وفق خطة التقسيم وهجر أكثر من 300 ألف شخص من مدنهم وقراهم التي سيطرت عليها القوات الصهيونية ولا سيما اللد والرملة في الوسط وطبريا في الجليل.

و تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة القرار 194 حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين في ديسمبر/ كانون الأول 1948،ونص القرار على "وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب وفقًا لمبادئ القانون أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".

ورفضت إسرائيل بصورة قاطعة الاعتراف بحق العودة الذي تقول إنه يهدد وجودها، وعلاوة على ذلك، تبنت في 1950 قانون "أملاك الغائبين" الذي يضع تحت وصاية الدولة الأملاك التي كان أصحابها غائبون لدى قيام دولة إسرائيل. وتشير باستمرار إلى أن أكثر من 850 ألف يهودي تعرضوا للتهجير من الدول العربية منذ 1948.

يبلغ عدد الفلسطينيين نحو 12 مليونًا يعيش نصفهم في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل، وفق الأرقام الفلسطينية. ويعيش الباقون في مختلف أنحاء العالم بينهم 5,5 ملايين مسجلون بصفتهم لاجئين. وهؤلاء هم أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين هجِّروا عام 1948.

بعد سبعين عاما من النكبة، لا يزال الفلسطينيون متمسكون بحق العودة ويشيرون لدى سؤالهم عن منشئهم إلى المدينة أو القرية أو حتى الشارع حيث عاش أجدادهم.

و باتت المفاتيح التي غطاها الصدأ لمنزل لم يعد قائمًا وسند ملكية لمنزل او أراض انتزعت منهم رمزًا لحلم العودة الذي يتناقله الفلسطينيون جيلًا بعد جيل في مخيمات اللجوء..وترفع المسيرات التي تحيي كل سنة ذكرى النكبة مفتاحًا ضخمًا يمثل رمزًا تقليديًا للمنازل التي فُقدت ويحلم الفلسطينيون بالعودة إليها يومًا ما.