غزة - محمد حبيب
أيدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، مساء الخميس، قرارًا يؤكد عدم وجود علاقة لإسرائيل بمدينة القدس عمومًا، والمسجد الأقصى خصوصًا. وأيد القرار، وفقًا للقناة العاشرة الإسرائيلية، 24 دولة، في حين امتنعت 26 دولة عن التصويت، بينما صوتت ست دول ضد القرار، علمًا بأن عدد أعضاء "اليونسكو" 58 دولة. ويذكر أن كل من فرنسا، والسويد، وسلوفينيا، والهند، والأرجنتين، وتوغ، والذين أيدوا القرار في المرة الأولى، امتنعوا عن التصويت هذه المرة، كما أن جميع الدول الأوروبية لم تؤيد القرار، فيما قررت "اليونسكو" إرسال لجنة تحقيق لتقصي الحقائق، حول مساس إسرائيل بالأماكن المقدسة للمسلمين، في مدينة القدس المحتلة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن حكومة الاحتلال قررت الاستعانة بالفاتيكان، وطلب مساعدته، لوقف هذا القرار، الذي تدعي بأنه قد يمس بالأماكن المقدسة المسيحية أيضًا. وقال موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، الذي أورد النبأ، أن إسرائيل عملت، خلال الأيام الماضية، على ضرب الأغلبية المؤيدة للفلسطينيين، داخل "اليونيسكو"، من خلال الاتصال بالدول الغربية، مثل فرنسا، التي أيّدت، في نيسان / أبريل الماضي، القرار، لكنها أبلغت إسرائيل أنها ستعارضه هذه المرة، فيما تعمل الولايات المتحدة على إقناع دول اخرى بمعارضة القرار الفلسطيني، والتصويت ضده.
وتوجهت إسرائيل رسميًا إلى الفاتيكان، لطلب المساعدة، من خلال سفيرها لدى منظمة "اليونيسكو"، رغم أنه لا يملك حق التصويت، لكنه شريك في العملية الديناميكية التي تجري وراء الكواليس. وتحاول إسرائيل جرّ الفاتيكان إلى دائرة جهودها المعادية للقرار الفلسطيني، بحجة أن هذا القرار لا يسعى إلى قطع ونفي علاقة اليهود بالمسجد الاقصى والقدس فقط، بل إلى نفي ورفض علاقة المسيحية بهذه المدينة أيضًا.
واتصل السفير الإسرائيلي لدى الفاتيكان بنائب وزير خارجية الحضرة البابوية، وطلب منه أن يعمل الفاتيكان على إقناع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بمعارضة القرار الفلسطيني، والتصويت ضده. وقال السفير الإسرائيلي لدى "اليونيسكو"، كراميل شمئاه هكوهن: "إن اسرائيل والشعب اليهودي لا يحتاجان لمصادقة اليونيسكو، أو أي دولة أخرى، على علاقتهما المميزة، وارتباطهما الخاص بالقدس، عمومًا، والأماكن المقدسة، مثل المبكى، وجبل الهيكل، بشكل خاص، ولا يوجد أي شعب آخر على وجه الأرض يرتبط بأي مكان في العالم، بنفس القوة والعظمة والعمق التي يرتبط بها الشعب اليهودي بالقدس، سواء من الناحية الدينية، أو التاريخية، أو القومية، وهذا الارتباط صمد في وجه التحديات، لأكثر من 2000 عام".
وقال موقع "يديعوت أحرونوت" إن السفير الإسرائيلي يدرك تمتع الفلسطينيين بما أسماه "الأغلبية التلقائية"، لكنه يسعى إلى زيادة نسبة المعارضين لهذا التوجه. وأضاف السفير الإسرائيلي: "جهودنا أثمرت، ونجحنا في تجاوز الوضع السابق، الذي كانت تصوت فيه لصالحنا الولايات المتحدة فقط، وزدنا عدد هذه الدول إلى ست، ورفعنا عدد الدول التي تمتنع عن التصويت". وأصدرت الخارجية الإسرائيلية كراسة خاصة، ضمن حربها لإثبات وترسيخ الرابط الديني والتاريخي بين اليهودية والقدس والأقصى. وحمّلت الكراسة عنوان "العلاقة التاريخية بين اليهودية والقدس"، وتم توزيعها على 120 سفيرًا، يمثلون دول العالم في منظمة "اليونيسكو"، وتقيم دولهم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وتحتوي الكراسة على صور وشرح خاص، حول بعض المكتشفات الأثرية، التي عثرت عليها إسرائيل في أمكان مختلفة، في القدس وغيرها، بعضها تم اكتشافها أخيرًا، وتثبت، وفق الادعاء الإسرائيلي، بشكل لا يقبل الشك، علاقة الشعب اليهودي بمدينة القدس، منذ 3000 عام. وفي باب الضغط المالي، امتنعت الولايات المتحدة، منذ أن حظيت دولة فلسطين بعضوية كاملة في منظمة "اليونيسكو"، عن دفع حصتها السنوية، المقدرة بـ 80 مليون يورو، ومازال هذا الامتناع قائمًا، بحجة أن الفلسطينيين يستخدمون المنظمة الدولية ضد إسرائيل بشكل متطرف، ويصدرون منها قرارات "أحادية الجانب".