حجاج بيت الله الحرام

توجه الملايين من حجاج بيت الله الحرام إلى المشعر الحرام في المزدلفة، بعد أن وقفوا على صعيد عرفات، متضرعين إلى الله، عقب توجههم إليه، مساء السبت، وصباح الأحد، لتأدية ركن الحج الأعظم، قادمين من منى. ويستمر الحجاج في الدعاء والابتهال إلى الله في جبل عرفة، لحين غروب شمس الأحد، وبعدها يتجهون إلى المزدلفة ويبيتون فيها، لجمع حصوات رجم العقبة، في اليوم التالي، وهو يوم العيد والنحر.

وكثفت القطاعات الأمنية من تواجدها لمرافقة الحجاج إلى مشعر عرفات، وتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، فضلاً عن إرشادهم وتأمين سلامتهم، كما انتشر رجال المرور، يساندهم أفراد الأمن والكشافة، في محاولة لتأمين الانسيابية والمرونة في الحركة.

وحلقت الطائرات المروحية فوق الطرقات التي يسلكها حجاج بيت الله الحرام، لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات، وفق خطة الحركة المرورية، والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج. كما انتشرت سيارات توزيع العصائر والمياه والأغذية بأعداد ضخمة، لتسهيل أداء المناسك على الحجاج، وتخفيف شدة الحرارة عليهم، والتي تعدت ٤٥ درجة مئوية.


 
وأعلنت الهيئة العامة السعودية للإحصاء أن عدد الحجاج وصل، حتى مساء السبت، إلى مليون و855 ألف، ويبلغ حجاج الخارج منهم مليونًا و235 ألفًا، فضلا عن حجاج الداخل. وقد صعد إلى جبل الرحمة حتى الآن نحو مليون و400 ألف حاج.

وكان إمام الحرم المكي، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عبد الرحمن السديس، قد أكد أن الإسلام جاء بالمنهج الوسطي، القائم على حفظ المصالح ودرء المفاسد، ودعا إلى البناء والتنمية، والأخذ بكل أسباب التقدم والتطور، في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، مؤكدًا أن الإسلام جعل مصالح الأمة العليا فوق كل اعتبار، ورتب الوعيد الشديد على من يتجاوز تلك المصالح، أو يعبث بأمن الأمة واستقرارها.

ووجه إمام الحرم المكي، أثناء أداء خطبة عرفات، كلمة إلى قادة الأمة الإسلامية، قائلاً: "إن أمتنا المسلمة اليوم تمر بظروف صعبة في تاريخها، تستلزم منا شعوبًا وقادة تضامنًا في قلوبنا ومشاعرنا، وتنسيق في مواقفنا وتطوراتنا، وتكاملاً في جهودنا، لمواجهة مشكلاتنا وقضايانا، وعلى رأسها قضية فلسطين، ومأساة بلاد الشام والعراق واليمن".

وأكد "السديس" أن الأمة أحوج ما تكون إلى الحوار، وابتغاءه طريقًا لمناقشة القضايا والتناصح بالخير، لتعزيز الأخوة، مضيفا: "علينا أن ندرك أن إصلاح مجتمعاتنا وحفظ أمن أمتنا ووحدتها منوط بتعاون الشعوب مع قادتها، والالتفاف حولهم".

 وطالب إمام الحرم المكي قادة العالم الإسلامي باستشعار عظم الأمانة والمسؤولية، ومعالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف، بالاحتواء والحوار ورفع الظلم.