رام الله- فلسطين اليوم
دعا ناصر القدوة رئيس مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إلى تشكيل مجلس وطني جديد يمثل الكل الفلسطيني، بعد ربع قرن من التغييرات وصعود قوى جديدة، مجلس يستطيع تحقيق الإجماع الوطني الفلسطيني، ويمثل الكل الفلسطيني في كل مكان.
أكد القدوة خلال مؤتمر بحثي كبير في غزة والضفة نظمه مركز مسارات، على أهمية أن يشمل المجلس الوطني الجديد التيار الإسلامي ممثلا بحركتي حماس والجهاد الإسلامي ضمن توافقات مع هذا التيار بشأن وضع قطاع غزة بما يضمن التخلي عن السيطرة الانفرادية على القطاع في إطار شراكة داخل منظمة التحرير.
ووضع القدوة فرضية فشل الحوار بين المنظمة والتيار الإسلامي، وشدد على أهمية بقاء المنظمة تمثل التيار الوطني الديمقراطي، وأكد القدوة أن الأولوية الرئيسية لمنظمة التحرير المنتخبة تحديد علاقتها بالسلطة الوطنية، وإعادة الكثير من صلاحيات السلطة إلى المنظمة ومن بينها العمل الدبلوماسي وإدارة السفارات إلى الدائرة السياسية في منظمة التحرير، وضرورة تحويل السلطة الفلسطينية إلى سلطة خدماتية من خلال هيكلية مختلفة على أساس توافقي يمثل الجميع.
ووصف القيادي الفتحاوي اجتماع المجلس الوطني بعد نحو ربع قرن من الغياب عام 2018 بأنه لم يعد معروف عدد المشاركين، وجاء بدون لجان أساسية واضحة، مستغربا انتخاب أعضاء غير معروفين تم اختيار بعضهم قبل ساعتين، فضلا عن تفويض المجلس الوطني للمجلس المركزي بكل الصلاحيات قد يعني إلغاء المجلس الوطني والعديد من الإشكاليات.
أقرأ أيضًا :
" فتح" ترفض استقالة ناصر القدوة من عضويته في اللجنة المركزية
وعبر عن أسفه عن تراجع المنظمة مع تأسيس السلطة الفلسطينية كسلطة منتخبة مباشرة من قطاع مهم من الشعب الفلسطيني، وأصبح المال لدى السلطة تنفق على المنظمة وليس العكس.
وأكد أن المنظمة كانت تعمل سابقا على التوصل إلى التوفقات في المسائل المحورية عند اتخاذ القرار، وتحافظ على تقاليد ديمقراطية من خلال آليات اتخاذ القرار، وحرص على الأنظمة واللوائح والمشاركة الواسعة والجماعية لكل فئات وقطاعات الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن الأسوأ الغياب المفرط للمجلس الوطني الفلسطيني كسلطة عليا للشعب الفلسطيني بعد العودة إلى جزء من الوطن، وسيطرة تلك اللحظة التاريخية على عواطف الأعضاء.
وطالب وزير الخارجية الأسبق بضرورة علاج جذري للنظام السياسي، وليس قرارات متناثرة، عبر حوار جدي بين حركتي فتح وحماس يقود إلى اتفاق على حول نظام سياسي فلسطيني واضح جوهره نظام فلسطيني مستقل.
الانتخابات والانقسام
وشدد على استحالة إجراء الانتخابات في ظل الانقسام وجود سلطتين في غزة والضفة، لذلك إنهاء الانقسام يعد الطريق الأمثل لإجراء الانتخابات الشاملة التي تطال كل المؤسسات لاستعادة الديمقراطية الحقيقية ليس على شاكلة الديمقراطية في العالم الثالث.
واعتبر أن المعضلة التي تواجه إجراء الانتخابات هو الإجابة عن سؤال كيفية إجرائها في دول الشتات لضمان تمثيل الكل الفلسطيني، على اعتبار أن منظمة التحرير تمثل الجبهة الوطنية الواسعة التي تقود النضال الفلسطيني.
وأكد أهمية الجمع بين قيادة منظمة والسلطة، معتبرا أن الفصل التام بين المنظمة والسلطة فكرة إسرائيلية لتكريس الفصل والانقسام، كاشفا أن رسالة الاعتراف بين المنظمة وإسرائيل لم تشترط الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود بل ترنيبات من أجل الأمن والسلام.
واعتبر القيادي البارز في حركة فتح أن ما يحدث بين السلطة والاحتلال أسوأ من تنسيق أمني، رغم أن اتفاقية أوسلو حددت العلاقة من خلال لجنة أمنية مشتركة واضحة ضمن ترتيبات سياسية.
ورد القدوة على المطالبين بتحويل السلطة إلى دولة تحت الاحتلال، بالتأكيد على وجودة دولة، لكن المشكلة في مضمون الخطاب السياسي وضرورة ترجمته بشكل عملي.
وطالب بالقتال السياسي مع الاحتلال وأدواته وهذا لا يتناقض مع وجود دولة فلسطين تحت الاحتلال.
فلسطينو 67 و48
وشدد على أهمية التكامل بين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967 وأهلهم في الداخل المحتل باعتبارهم شعبا واحدا له هوية وثقافة موحدة في ظل مهام سياسية مختلفة، يسعى من خلالها الفلسطينيون في الداخل إلى إنجاز المساواة التامة وخلق واقع ديمقراطي، بينما يسعى باقي الفلسطينيين إلى إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف.
وتمسك القدوة بضرورة وجود تكامل نضالي وهياكل مشتركة في الثقافة وليس السياسة، مع أهمية قيام ممثليات المنظمة في المحافل الدولية بضرورة طرح قضية التمييز العنصري الذي يتعرض له الفلسطينيون في الداخل المحتل.
قد يهمك أيضًا :
ناصر القدوة يُحمل سُلطات الاحتلال مسؤولية التصعيد في الضفة الغربية