محل بيع المجوهرات


نفّذ أشخاص ملثمين عدة بعد منتصف الليلة قبل الماضية عملية سطو احترافية استهدفت أكثر من خمسة محال تجارية في قلب سوق مخيم جباليا الكبير، وذُهل الجميع من طبيعة السرقة التي بدأت وانتهت دون أن يلحظها أو يكتشفها أحد، رغم قرب المكان من أكبر تجمع للأجهزة الأمنية والشرطية في محافظة شمال غزة، ووجود بعض النقاط الأمنية في المنطقة، بينما اعترى رواد السوق وأصحاب المحال التجارية القلق البالغ من استسهال اللصوص للسرقة وتنفيذهم العملية بكل أريحية، على حد وصفهم.

ومن بين المحال التجارية المستهدفة، محل لبيع المجوهرات يعود للمواطن محمد الشبراوي، وآخر للصرافة يعود للمواطن محمد حميد، بينما يعكس تباعد المحال التجارية المستهدفة احترافية اللصوص، حيث يبتعد المحل عن الآخر عشرات الأمتار، وقد علم هؤلاء بسرقة محالهم لحظة توجههم لها صباح الثلاثاء، حيث وجدوا الأقفال مكسورة ومُحطمة والأبواب مفتوحة والمحتويات مسروقة، كما يقول الشبراوي الذي استعرض مسروقاته من المجوهرات وبعض المقتنيات الثمينة، حيث قال إن "المسلحين سطو على كمية من المجوهرات والميزان وسيف ثمين وجهاز هاتف محمول، بالإضافة إلى بعض المقتنيات الأخرى".

وأضاف الشبراوي أن وضعه للجزء الأكبر والأهم من المجوهرات في خزنة ضخمة في محل يعود لشقيقه في نفس المنطقة حال دون تمكن اللصوص من سرقتها، مشيرا إلى انه تفاجئ بكسر أكثر من قفل بشكل احترافي عال، مقدرًا أن اللصوص استخدموا أدوات متقدمة وحديثة ومتخصصة في كسر الأقفال، وهو ما يؤكده حميد صاحب محل الصرافة الذي أشار إلى عملية تحطيم احترافية لأقفال محله الفولاذية، حيث لفت إلى أن اللصوص استهلوا مهمتهم بعد كسر الأقفال هو فصل الكهرباء عن "السيرفر" وكسر الكاميرات ومصادرة الجهاز الخاص بها ومن ثم تفتيش المحل وسرقة كل الموجودات من النقود والتي تقدر بنحو 15 ألف شيكل.

ومن بين المحال التي تعرضت للسرقة "مطحنة العالول" لطحن الحبوب، حيث سرق اللصوص شاشة تلفاز بعد أن فشلوا في العثور على نقود، كما يقول شحدة العالول صاحب المطحنة الذي طالب وغيره من أصحاب المحال التجارية بتشديد الحراسة الأمنية على السوق التي تعتبر اكبر الأسواق في محافظة شمال قطاع غزة، مضيفا أنه لا يجوز أن تبقى السوق التي تضم مئات المحال التجارية بدون حراسات ليلية، مطالبًا الجهات المختصة بالإسراع عن الكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة بغض النظر عن الأسباب والدوافع.

وتعرّض محلًا لبيع المُجمّدات للسرقة، حيث تمكن اللصوص من سرقة عشرين صندوقًا من اللحوم والأسماك المجمدة بعد أن تمكنوا من قص الأقفال وفتح الباب، وتعرض محلا آخر لبيع أكياس البلاستيك للسرقة حيث تمكن اللصوص من سرقة كميات من الموجودات، فيما فشل هؤلاء من سرقة محال أخرى بحسب ما افاد شهود عيان.

وأثارت السرقة مطالبات تقدم بها أصحاب المحال التجارية تمثلت أبرزها بالإسراع في نصب كاميرات مراقبة على جميع مداخل شوارع وأزقة السوق وفرز أفراد شرطة للحراسة الليلة، سيما بعد تعرض السوق لأكثر من عملية سرقة خلال الأيام الأخيرة، كما يقول حسين الشبراوي صاحب محل لبيع المجوهرات.

وأعلن الرائد ايمن البطنيجي، الناطق باسم الشرطة في غزة، خلال عن تمكن الشرطة من إلقاء القبض على العقل المُدبّر والمُنفّذ للعملية وهو الشخص " ح، ع" من مخيم جباليا وهو سجين سابق وصاحب سوابق في تجارة وتعاطي المخدرات والسرقة، كما لفت إلى ضبط الشرطة جميع المسروقات التي تعرضت لها المحال التجارية الأربعة، مشيرًا إلى وجود مجموعة أخرى من الأشخاص اشتركت في عملية السطو.

ويتبين من خلال التحقيقات الأولية في الحادثة أن اللصوص انقسموا إلى ثلاث مجموعات، الأولى للرصد والثانية لتكسير الكاميرات والثالثة لتنفيذ السرقة.