دمشق – خليل حسين
قتل قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني يدعى أبو الفضل نيكزاد ويعد الثاني خلال الساعات الماضية بعد الاعلان عن مقتل العقيد المتقاعد رضا مراثي في معارك حلب, فيما سقط 15 مدنيًا قتيلًا جراء قصف الطيران الحربي لمدينتي إدلب ودير الزور, وسط إعلان قوات سورية الديمقراطية عن سيطرتها على "مبنى النفوس" وسط مدينة منبج بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم "داعش" تمكنت خلالها من الاستيلاء على دبابة وقتل أكثر من 25 مسلحًا من التنظيم المتطرف, في حين أعلنت عدة فصائل مسلحة في درعا والقنيطرة عن معركة جديدة أطلقوا عليها معركة "هي لله" جنوب البلاد.
وأطلقت فصائل المعارضة المسلحة معركة جديدة ضد القوات الحكومية في المنطقة الجنوبية نصرة للمدن المحاصرة ولاسيما مدينة داريا التي تتعرض منذ أيام لقصف مكثف في حين سقط العديد من القتلى في غارات جوية للطيران الحربي على إدلب وحمص وحلب والغوطة الشرقية بينما أعلن عن مقتل قيادي إيراني بنيران الفصائل المقاتلة في حلب, وذكرت مصادر معارضة في إدلب أن طائرة حربية من طراز سوخوي 24 شنت غارة جوية عصر اليوم استهدفت تجمعاً سكنياً وسط بلدة أبو ظهور ما أدى لوقوع 8 قتلى كحصيلة أولية أغلبهم نازحين من ريف حلب الجنوبي إضافة لعشرات الجرحى بحالة خطرة ما يرجح ارتفاع عدد القتلى, وتعد الغارة الثانية على البلدة التي تعرضت ليلة الجمعة لقصف مماثل أدى لمقتل طفل وإصابة ثلاثة جرحى من عائلة واحدة نازحة من قرية السنابل في ريف حلب الجنوبي, فيما استهدف الطيران الحربي بغارة جوية بلدة المسطومة قرب مدينة أريحا ومزارع ترعي جنوب مدينة خان شيخون في الريف الجنوبي دون إصابات.
وأعلنت عدة فصائل كبيرة في درعا والقنيطرة عن معركة جديدة أطلقوا عليها معركة "هي لله" ومن أهم هذه الفصائل ألوية الفرقان والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجبهة ثوار سورية وغيرها من فصائل الجبهة لجنوبية التابعة للجيش الحر وتمكنوا بحسب مصادر في المعارضة خلال المعركة من قتل عدد من القوات الحكومية وتدمير دبابة ومدفع 23 على أطراف تل بزاق نتيجة استهدافهم بصاروخ مضاد للدروع, فيما أعلن ناشطون ايرانيون عن مقتل قيادي بارز في الحرس الثوري ويدعى “ أبو الفضل نيكزاد”، وهو الثاني خلال الساعات الماضية بعد الاعلان عن مقتل العقيد المتقاعد “رضا مراثي” مساء أمس.
وتستمر الاشتباكات في محور المشفى الوطني في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، بين قوات سورية الديمقراطية، وتنظيم "داعش" حيث تنفذ طائرات التحالف المزيد من الضربات المكثفة على مناطق الاشتباك, حيث أكد مصدر ميداني أن "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت على "مبنى النفوس" وسط المدينة بعد اشتباكات عنيفة ضد عناصر تنظيم "داعش" وأشار المصدر إلى أن "قوات سورية الديمقراطية" تمكنت من الاستيلاء على دبابة وقتل أكثر من 25 من عناصر "داعش" بينما استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجانبين في القسم الشمالي من حي الحزاونة وفي محيط المشفى الوطني, بينما سقط عدد من القتلى للقوات الحكومية المتمركزة في تل بزاق وتل الشعار وتل كروم وسرية منط الحصان جراء استهدافهم بقذائف المدفعية حسب لجان التنسيق المحلية.
وجاءت المعركة نصرة لمدينة داريا بعد التقدم الكبير الذي أحززته القوات الحكومية في المدينة والقصف المكثف والمستمر الذي تتعرض له المدينة منذ فترة تمهيداً لاقتحامها, فيما تجري المعارك وسط غارات جوية مكثفة من الطائرات الحربية تترافق مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا على نقاط الاشتباكات وعلى بلدتي مسحرة ونبع الصخر.
وسقط جرحى مدنيون في حمص جراء غارات جوية استهدفت مدينة الرستن وقريتي الزعفرانة وديرفول في الريف الشمالي بينما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش" في محيط حقل آرك النفطي في الريف الشرقي، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوفهما.
وتأكد مقتل ما لا يقل عن 18 عنصرًا من تنظيم "داعش" بينهم عناصر من جنسيات أوربية خلال الـ 24 ساعة الفائتة جراء قصف مكثف من قبل طائرات حربية روسية استهدف أماكن تواجدهم في محيط مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي وأماكن أخرى في محيط منطقة السكري جنوب شرق مدينة تدمر, ووثقت صفحة "دير الزور تذبح بصمت" على الـ"فيسبوك" مقتل سبعة أشخاص بقصف للطيران الحربي على حي رويدة في بلدة البوليل إضافة لعشرة إصابات بعضها بجراح خطيرة من بينهم 3 أطفال و3 نساء, فيما واصل الدفاع المدني في حلب اليوم عمليات البحث عن ضحايا أو ناجين تحت أنقاض المباني التي تعرضت للقصف الجوي في حي طريق الباب بحلب ظهر الأمس, وقال ناشطون إن فرق الدفاع المدني ورغم كثافة القصف على الحي والأحياء المجاورة، واصلت عمليات البحث عن ناجين أو ضحايا تحت أنقاض منزل مدمر بعد تعرضه لغارتين جويتين من الطيران الحربي بالأمس، حيث تمكنت عناصر الدفاع المدني من انتشال جثث ثلاثة أطفال وأمهم بعد 24 ساعة على القصف، وقد قتلوا تحت أنقاض منزلهم المدمر.
واستهدف الطيران الحربي حي طريق الباب بغارتين بالصواريخ الفراغية التي سقطت على منازل المدنيين، وخلفت مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 9 أشخاص وعشرات الجرحى, فيما واصلت الطائرات الحربية غاراتها على أحياء مدينة حلب، فاستهدفت كلاً من المعادي والشيخ سعيد والحرابلة والصالحين والمرجة، أسفرت عن سقوط جرحى مدنيين.
وسقط رجل وزوجته ورجل آخر قتلى جراء قصف جوي من قبل طائرات مروحية تعرضت له مناطق في بلدة الليرمون شمال حلب بينما ألقت طائرات مروحية مزيد من البراميل المتفجرة على أماكن في منطقة قبر الانكليزي وأماكن أخرى في أطراف حلب, فيما أعلنت غرفة عمليات “فتح حلب” اليوم عن استعادة السيطرة على عدة نقاط حتى معمل سرحيل على جبهة حي الخالدية, ونشرت الغرفة عبر حسابها في “تويتر” أنها تخوض معارك “ردع” للقوات الحكومية على جبهة الحي شمال مدينة حلب في حين تستمر المعارك العنيفة بين كتائب المعارضة والقوات الحكومية على جبهات عدة شمال حلب أبرزها حندرات والملاح وتلة المياسات والأشرفية وحيي الخالدية وبني زيد, فيما تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على تلة المياسات المطلة على قرية البريج, شمال مدينة حلب بعد قتل العديد من القوات الحكومية والسيطرة على اسلحة وذخائر.
وقتل طفل وأصيب آخرون بجروح جراء قصف جوي على بلدة حوش نصري بينما يواصل الطيران الحربي قصفه على مناطق عدة في ريف دمشق, وشن الطيران الحربي عدة غارات جوية على أطراف بلدة حوش الفارة وبلدة حوش الضواهرة, في حين تعرضت بلدات الريحان، الشيفونية، أطراف حوش نصري، والطريق الواصلة من دوما لميدعاني لقصف مماثل, وتسبب القصف على بلدة حوش نصري باستشهاد طفل ووقوع جرحى.
ونفذت طائرات حربية غارة على مناطق في محيط مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية تسببت بوقع ثلاث إصابات, وغارات جوية على مناطق في مدينة حرستا في غوطة دمشق, فيما قصفت القوات الحكومية مناطق في الأراضي الزراعية المحيطة بقريتي عين الفيجة ودير مقرن في وادي بردى ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
وذكر مصدر عسكري سوري إن القوات العاملة في الريف الجنوبي الغربي للسويداء اشتبكت مع مجموعات مسلحة تسللت من بصرى الشام وجمرين عبر وادي الزيدي باتجاه نقاط عسكرية في قريتي برد والمجيمر جنوب غرب مدينة السويداء بحوالي 25 كم, ولفت إلى أن الاشتباكات انتهت بإحباط الهجوم بعد تكبيد المسلحين خسائر كبيرة بالعتاد وسقوط العديد من القتلى بين صفوفهم وفرار من تبقى منهم تاركين جثث قتلاهم باتجاه بصرى الشام, وتحدث عن "تدمير مقر رصد واستطلاع لتنظيم "داعش" الإرهابي في تل اشيهب الشمالي شمال شرق مدينة السويداء بنيران وحدة من الجيش في المنطقة".
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن خبرة الجيش الروسي في مكافحة الإرهابيين في سورية ستسمح بتعزيز القوات المسلحة ورفع مستوى قدراتها وبصنع نماذج جديدة من الأسلحة, وقال شويغو في كلمة ألقاها في المؤتمر العلمي الذي عقد في موسكو الجمعة تحت عنوان "النتائج السياسية العسكرية لاستخدام القوات المسلحة في سورية وأبرز الاستنتاجات الاستراتيجية"، إن وضع القوات السورية قبل بدء العملية الروسية كان حرجا، مشيرًا إلى أن الإرهابيين كانوا يسيطرون آنذاك على أكثر من 70% من أراضي سورية، وكانوا يواصلون التقدم على مختلف الاتجاهات, وأضاف أن موارد الحكومة السورية كانت تستنفد، وقد تنبأ العديد من الخبراء بتطور الوضع هناك وفقا للسيناريو الليبي وبتفكك الدولة السورية حتما.
وأشار إلى أن البلد الذي كان مزدهرا قبل ذلك تحول إلى مصدر لانتشار الخطر الإرهابي، مؤكدا أن "خطرا حقيقيا على الأمن الوطني الروسي كان ينبع من هذه المنطقة في الشرق الأوسط", وأوضح أن "عملية سلاح الجو الروسي في سورية غيرت سير الأحداث هناك لصالح الحكومة السورية الشرعية ما أدى إلى تأخير إمداد "الإرهابيين" بالموارد، وفي بعض الأماكن تم وقفه بشكل كامل".
ولم يستبعد شويغو إمكانية اندلاع نزاعات مسلحة جديدة في العالم، بما في ذلك في آسيا الوسطى والقوقاز، مؤكدا أن "روسيا في هذه الظروف ستضطر إلى اتخاذ إجراءات مناسبة ردا على تحديات محتملة", وأضاف شويغو أن العملية العسكرية في سورية ساعدت في الحيلولة دون عودة آلاف المتطرفين، المحاربين في صفوف التنظيمات "الإرهابية"، إلى روسيا.
وذكر بأن قرابة 4.5 ألف مواطن من روسيا ودول رابطة الدول المستقبلة كانوا يحاربون في صفوف "داعش" والتنظيمات الأخرى في سورية في أوائل عام 2015. لكن العملية العسكرية للقوات الجوية والفضائية الروسية أسفرت عن تصفية أكثر من ألفين من هؤلاء المتطرفين، بينهم 17 قائدًا ميدانيًا.