عدن / الكويت - عبد لغني يحيى
أكد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن "التقدم في مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في دولة الكويت، مستمر ولو كان بطيئا نسبياً"، مع تواصل الانسداد المهيمن على المشاورات منذ 24 يوما.
وإذ دعا في بيان صحفي له، فجر اليوم الأحد، " الأطراف إلى تسريع الوتيرة"، قال "لكننا حريصون على عدم التسرع، فالقضايا المطروحة شائكة ومعقدة ومن الضروري التطرق لها بتمعن ودراية".
و ذكر ولد الشيخ، أن جلسات السبت، ركزت على "التصور العام للمرحلة المقبلة"، على الأصعدة السياسية والأمنية، لافتا الى أن أمام الطرفين "قرارات واستحقاقات مفصلية في هذه المرحلة الحاسمة".
وأشار ولد الشيخ أحمد في بيانه، الى أنه تخلل "مشاورات السلام اليمنية اليمنية، أكثر من جلسة أمس السبت، مع الوفد الرئاسي الرباعي من كل طرف، وأن المجتمعين، ناقشوا أوراق عمل تهدف إلى تقريب وجهات النظر، بالنسبة للقضايا الرئيسية المطروحة وأبرزها الترتيبات الأمنية والمسار السياسي والأطر المقترحة للاتفاق عليها".
ولفت الى أن " مناقشات الجلسات حملت إجماعاً على بعض النقاط، بينما ظهر تفاوت على مواضيع أخرى"، دون الكشف عن ماهية تلك النقاط. وأوضح ولد الشيخ أحمد أنه عقد، السبت، لقاءات موسعة مع سياسيين ودبلوماسيين (لم يحدد من هم)، وأن الجميع جدّد دعم المجتمع الدولي المتواصل لمسار السلام الذي تعمل عليه الأمم المتحدة.
وواصلت حكومة الكويت مساعيها لدى الطرفين اليمنيين لتقريب وجهات النظر بينهما وتحقيق نجاح للحوار السياسي لحل الأزمة اليمنية. وكشفت مصادر تفاوضية يمنية، عن أن وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، ونائبه، خالد الجار الله، عقدا مساء السبت، اجتماعات منفصلة مع طرفي الأزمة، في مسعى لردم الهوة وكسر حالة الانسداد السياسي المهيمن على المشاورات.
و ذكرت المصادر أن الوزير الكويتي، زار، وفد الحكومة اليمنية في مقر إقامتهم، وعقد معهم اجتماعا مطولا لبحث مفاتيح لنقاط الخلاف مع الوفدين. وأشارت الى أن رئيس الوفد الحكومي، عبدالملك المخلافي، أبلغ وزير الخارجية الكويتي، أن "استراتيجية الحوثيين وحزب صالح، هي عدم تسليم السلاح وعدم التقدم في المشاورات".
وأكد رئيس الوفد الحكومي أن "ماحصل في اليمن ليس مجرد انقلاب على السلطة الشرعية لكنه انقلاب على الدولة والمؤسسات، فالمليشيا تريد تقاسم السلطة ونحن نريد استعادة الدولة والمؤسسات وبعدها يمكن الحديث عن تقاسم في السلطة"، بحسب ذات المصادر
ووفقا لمصادر حكومية، فقد أكد وزير الخارجية الكويتي، أن "الشرعية الدستورية والمرجعيات المتفق عليها أمور محسومة ولايمكن مناقشتها أو الخروج عنها".
وفي الجهة الأخرى، التقى نائب وزير الخارجية الكويتي، بشكل منفصل، الوفد المشترك للحوثيين وحزب صالح، وفقا لبلاغ نشره ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مساء السبت.
و قال ناطق الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي، إنه تمت " مناقشة آفاق حلول السلام، ومسار المشاورات القائمة"، موضحًا أن المسؤول الكويتي، أكد حرص بلاده على إنجاح مسار المشاورات الحاليّه، وتذليل كافة الصعوبات للوصول الى سلام دائم وثابت، بحسب ما كتب.
وفي المعلومات المتداولة فإن وفد الحوثيين وصالح، يشترط تشكيل مجلس رئاسي انتقالي جديد يقود البلاد، وإزاحة الرئيس عبدربه منصور هادي، وتشكيل حكومة توافقية جديدة يكونون شركاء فيها، بدلا عن حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وإلا فأنهم لن يتقدموا بأي خطوة ايجابية.
أما وفد الحكومة، فيتمسك، بتسليم السلاح وانسحاب الحوثيين وحلفائهم من المدن واستعادة الدولة، كشرط أولي، يعقبها الانتقال للمسار السياسي، و"توسيع" الحكومة الحالية، حتى يشارك فيها الحوثيين وحزب صالح، على أن تتولى الحكومة الموسعة، بوجود الرئيس هادي، الفترة الانتقالية حتى تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وفي محافظة صعدة، أفاد شهود عيان بقصف مقاتلات التحالف معسكر "كهلان" في المحافظة، صباح اليوم الاحد. وقال الشهود ان المقاتلات استهدفت المعسكر الذي تسيطر عليه ميليشيات "الحوثي وصالح" بعدة غارات، أعقبتها انفجارات ضخمة هزت المنطقة. جاء ذلك عقب شن الميليشيا قصفاً عنيفاً بقذائف صاروخية على مواقع عند الحدود اليمنية السعودية.
وفي تعز تشهد عدد من أحياء المدينة منذ فجر اليوم قصفا مدفعيا وصاروخيا مكثفا من قبل مليشيات "الحوثي وصالح" . وذكرت مصادر محلية أن قصفا عنيفا استهدف قرية "شمار" في عزلة الأقروض في تعز مساء السبت ما أسفر عن استشهاد طفل وجرح 3 آخرين بينهم امرأة إثر سقوط قذيفة هاون على منزل قرية "شمار بلعان" في عزلة الأقروض في مديرية المسراخ جنوب تعز أطلقتها المليشيات . وتزامن ذلك مع قصف عنيف تتعرض له عدة احياء في المدينة حيث دوت أصوات 4 انفجارات ما يشير إلى أنها ناجمة عن سقوط صواريخ حوثية في ظل القصف المستمر من قبل المليشيات.
كما شهد عدد من جبهات القتال في تعز هجمات متكررة نفذتها المليشيا ما أسفر عن إصابة 6 من رجال المقاومة والجيش .
وذكرت مصادر محلية أن انفجار لغم فردي زرعته مليشيات "الحوثي وصالح" في "تبة الجراجر" في منطقة "بئر باشا" غرب مدينة تعز، أسفر عن اصابة جميلة قاسم مهيوب "53 عاما" أثناء رعيها الاغنام ما أدى الى بتر قدمها اليسرى .
وأفادت مصادر محلية في محافظة إب، أن مسلحا من عناصر مليشيا الحوثي، أطلق النار امس السبت، على شيخ مسن وسط مدينة إب، ما أدى إلى وفاته على الفور. وقالت المصادر، إن المواطن (احمد ناجي آل محن) 65 عاما من أبناء مديرية الشعر شرق إب قتل برصاص أحد أفراد نقطة أمنية استحدثها مسلحو جماعة الحوثي في شارع تعز تقاطع شارع ميتم وسط مدينة إب.
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة، إن مليشيا الحوثي، أصدرت حكما بالإعدام على فتى لم يتجاوز عمره الثالثة عشرة، في محافظة إب. وبحسب المصادر، فقد جاء الحكم، عقب قيام الطفل، بإطلاق النار على أحد عناصر المليشيا، في معسكر الحمزة، بعد تعرضه للتعذيب على يديه، وأرداه قتيلا، ثم حاول الفرار من عناصر المليشيا، لكنهم تمكنوا من إلقاء القبض عليه، بعد إصابة عدد منهم.