عناصر من حركة حماس

أثارت تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبومرزوق، السبت استنكار الفصائل والأحزاب الفلسطينية، على إثر دعوته للعمل على إقامة كونفيدرالية بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من خطورة الحديث عن إقامة "حكومة فيدرالية" كحل من الحلول الممكنة في ظل استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني، معتبرةً ذلك ضربة لمشروع الدولة الفلسطينية.

واعتبر جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول فرعها في قطاع غزة، الحديث عن "حكومة فيدرالية" هو تكريس للأمر الواقع وتعميق للأزمة الفلسطينية والانقسام.

وقال مزهر "أمر خطير طرح حديث من هذا النوع واستمرار الوضع على ما هو عليه في قطاع غزة والضفة الغربية، وأن تكون الحكومة الفلسطينية بمثابة طربوش لإدارة الانقسام وليس لإدارة وطن ودولة".

وأضاف "هذا الحديث هو هروب من استحقاق جدي وهروب من إنهاء الانقسام والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعاجل الأزمة وتوحد المؤسسات الوطنية وتحضر للانتخابات الرئاسية والتشريعية وتعمل على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وهو الأمر الذي تم الاتفاق عليه في القاهرة بين الفصائل". وتابع: "الهروب من ذلك والحديث عن اتحاد فيدرالي أمر خطير ويضرب فكرة الدولة الوطنية الفلسطينية".

وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن الشعب الفلسطيني يُناضل ويسعى لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وهو بحاجة إلى توحيد طاقاته ومواقفه في إطار رؤية فلسطينية لمواجهة الاحتلال.

من جهته، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبوظريفة، إن مضمون تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبومرزوق، غير مفيدة وتقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية المعترف بها في الأمم المتحدة على حدود 1967، كما أنها تعزز الانقسام الفلسطيني وتسهم بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

وأضاف أبوظريفة أن ما قاله أبومرزوق يتناقض مع ما قالته حركة حماس بأنه لا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة، مشددا على أن ذلك يطيل من عمر الانقسام الفلسطيني، ولا يفتح الطريق أمام وحدة النضال الوطني الفلسطيني.

ودعا أبوظريفة، القيادي أبومرزوق، للتراجع عن تصريحاته، لافتا إلى أن ذلك لا يفيد سوى الاحتلال الإسرائيلي، ويعمل على تعميق عزل قطاع غزة، والاستمرار بالتعاطي مع غزة وكأنها إقليم مستقل.

وفي ذات السياق، شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، على أن تصريحات أبومرزوق تأتي ضمن سياسة الإمعان في تكريس الانقسام الفلسطيني، والانتقال من مرحلة الانقسام إلى مرحلة الانفصام، "وكأن غزة دولة بحد ذاتها وتريد أن تبني كونفيدرالية مع الضفة الغربية".

وأوضح مجدلاني أن الأمر أشبه بـ"الهوس السياسي"، قائلا: "إذا كان لدى حركة حماس رؤية محددة وملموسة فلتقدمها، ولا تطرح أفكارا عبر تجريع الرأي العام بمواقف سياسية تنتقل من جهود السنوات الماضية في إنهاء الانقسام إلى محاولات أخرى من أجل ترسيخ الانقسام وجعله حالة سياسية قائمة، كأن هناك كيانين سياسيين منفصلين".

يذكر أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قال في مقابلة تلفزيونية، مساء أمس، إن الكونفيدرالية مع الضفة الغربية أحد الحلول وأفضل من استمرار الانقسام الفلسطيني.

وقال أبومرزوق إن حديثا تم مع عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حول انعقاد اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، ولكن لم يتم التوافق على كل الأمور المتعلقة بالموضوع، وطالبنا عزام بتوجيه دعوة لذلك وعبرنا عن رفضنا لانعقاده في رام الله تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبومرزوق في لقاء تلفزيوني مع فضائية "الغد" إن تم دعوة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، وتوافقنا على انعقاده خارج الضفة الغربية، سيكون ردنا إيجابيا، وإذا قبلت القاهرة انعقاد المجلس في مصر فإننا سنرحب بذلك تماما، وإن تعذر ذالك نرحب بانعقاده في أي مكان باستثناء رام الله وتحت سلطة الاحتلال .

وأكد أبومرزوق على رفض حركته قيام دولة في غزة، ولا دولة دون غزة، وإذا كان الأمر سيستمر من حالة الانقسام فإن الحكومة الفيدرالية ستكون حلا من الحلول الممكنة والفيدرالية أفضل من الانقسام.

وعن الأزمات التي يعيشها سكان قطاع غزة، قال أبومرزوق إن الحصار هو السبب الأقوى لهذه الأزمات وحلها بكسر الحصار وقيام تحرك إنساني ودولي من أجل ذلك .

وأضاف القيادي السياسي في حماس أن النقد مطلوب ومفروض وأساسي لتصويب الأخطاء، ويجب أن نكون شركاء في إدارة الوطن .

وأضاف أبومرزوق: "موضوع حماس عضو في التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين، موضوع أكل عليه الزمن ولا يوجد شيء اسمه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وحماس حركة مستقلة ولها رؤيتها وأهدافها، والحركة بصدد إصدار وثيقة تاريخية لبيان مقتضيات الواقع الحالي للحركة".