القدس المحتلة - ناصر الاسعد
سجّل عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك منذ بداية العام الجاري رقمًا قياسيًّا، وذلك بعد وصولهم إلى 22 ألف مستوطن وفقًا لإحصائية رسمية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الجمعة عن حركة "الهيكل" المتطرفة أن عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى وصل إلى 22.383 ألف منذ بداية السنة العبرية، وهو رقم غير مسبوق منذ احتلال مدينة القدس كاملةً عام 67، مشيرة إلى "مساهمة الهدوء في القدس والبلدة القديمة خلال السنة الأخيرة في تشجيع الكثيرين على المجيء إلى المكان".
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن طوائف المتدينين اليهود شهدت انقلابًا في العقلية الدينية خلال العقدين الماضيين، فبعد أن كانت تحرم غالبيتها اقتحام الأقصى لأسباب دينية، غيرت تلك الطوائف من وجهة نظرها، وسمحت بدخول ساحات الأقصى لأسباب منها ضغوطات مارسها عليهم قادة المستوطنين والطوائف المتطرفة.
ويرى أحد كبار المتدينين اليهود ويدعى "الراف نايغر" أن بعض الطوائف اليهودية حرفت التوراة لتبرر وجهة نظرها في اقتحام الأقصى؛ فعلى سبيل المثال جرى التلاعب ببعض النصوص لإقناع الكثيرين لدخول الأقصى بدلًا من تحريم ذلك، فقد نقل عن أحد كبار المتدينين "هراف دافيد بن شلومو إيفن زمرا" على أنه سمح بدخول الأقصى؛ حيث كتب أنه بالإمكان دخول الأقصى ولكن حال الوصول إلى النص الذي كتبه تبين بأنه يقصد أنه بالإمكان دخول الأقصى عبر النظر إليه من إحدى الشرفات القريبة فقط.
ولا تزال كبرى الجماعات المتدينة اليهودية "الحريديم" تُحرّم في غالبيتها اقتحام الأقصى قبل بناء ما يسمونه بجبل الهيكل.