الرئيس الأميركي دونالد ترامب

مرّت 30 يومًا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، والذي كان بمثابة الزلزال، ومازالت توابعه مستمرة حتى الآن في المنطقة دون أي اتجاهات للتراجع عن ذلك القرار المثير للجدل، وجرت اجتماعات عدة على مستوى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين خلال الأسابيع الماضية من أجل إيجاد حل يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن المطالبات ونتائج الاجتماعات لم تسفر عن أي خطوات فعلية من قبل الولايات المتحدة التي مازالت متمسكة بالقرار وتدافع عنه حتى الوقت الراهن، وكانت آخر التحركات العربية التي جرت لإجهاض القرار الأميركي بشأن نقل عاصمة الولايات المتحدة إلى إسرائيل، انعقاد اجتماع لوزراء خارجية الدول الستة، مصر والمغرب والأردن والسعودية والإمارات المعنية بمتابعة هذا الملف، في العاصمة الأردنية عَمّان، السبت الماضي، وبحث وزراء الدول الست إلى جانب الأمين العام للدول العربية، وفلسطين، الخطوات اللازمة للتصعيد ضد القرار الأميركي على المستوى الدولي، ووضع استراتيجية العمل العربي خلال الفترة المقبلة.

واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أمين شلبي أن التحركات التي تقوم بها الدول الست وباقي الدول العربية الأخرى تسعى إلى ضرورة وقف أي محاولات جديدة من دول أخرى للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل حتى  لا يأخذ أي صبغة دولية، وأوضح أنّ التحركات العربية تسعى لمواجهة قضايا على جانب كبير من الخطورة، أولها بالطبع القضية الأساسية، وهي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وثانيها سعي تل أبيب إلى الحصول على عضوية مجلس الأمن الدولي، خلال العامين المقبلين، بالإضافة القرار الأخير الذي أصدره الكنيست بضم القدس، والضفة الغربية تحت سلطة الاحتلال.

ودعا شلبي إلى ضرورة التنبه للقرار الأخير للكنيست، بضم الضفة الغربية، والقدس الموحدة إلى سلطة حكومة الاحتلال من جديد، مؤكدا أن هذا القرار لا يقل خطورة عن القرار الأميركي، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لأنه يمثل حلقة جديدة في مؤامرة الاستيلاء على المدينة المقدسة"، مشيرا إلى أن هذا القرار يهدف إلى منح الحكومة، مزيدا من حرية الحركة، لبناء المستوطنات، وفرض القوانين البلدية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، فيما حذر سفير مصر الأسبق في السعودية سيد أبوزيد من سعي تل أبيب إلى الحصول على عضوية مجلس الأمن في جولته المقبلة، يهدف إلى منح الاحتلال شرعية دولية، وأيضا منح حكومة الاحتلال فرصة التصدي للجهود التي يمكن أن تبذل لوقف مخططها لتهويد القدس والسيطرة عليها بشكل نهائي.

وشدد أبو زيد على أن السداسي العربي المدافع عن القدس، مطالب بإدراك أن واشنطن لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام، خلال عهد الإدارة الحالية، ولابد من وضع استراتيجية قادرة على مواجهة النفوذ الأميركي في العالم، وسيطرتها على المنظمات الدولية، وبخاصة مجلس الأمن، وتضع كل من مصر والأردن آمالا على زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس نهاية الشهر الجاري لإمكانية ممارسة ضغوط على الإدارة الأميركية بالتراجع عن قرار الرئيس ترامب بشأن القدس ووضع آلية لحل الدولتين بما يتوافق مع حقوق الشعب الفلسطيني.