رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو

استدعى إعلان واشنطن عن افتتاح سفارتها الجديدة في مدينة القدس في منتصف مايو/أيار المقبل، خلافا لتصريحاتها السابقة، تساؤلات بشأن سبب استعجال الولايات المتحدة في هذه المسألة الحساسة ونشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم تقريرا أوردت فيه 3 أسباب مفترضة تقف وراء هذا القرار، مشيرة إلى أن موعد افتتاح السفارة الجديدة نُقل أقرب فأقرب منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي عن قراره المدوي، إذ أشار وزير خارجيته ريكس تيلرسون بعد يومين من ذلك أن عملية نقل السفارة ستستغرق 3 سنوات على الأقل حتى عام 2020، في خطوة رجحت الصحيفة أنها هدفت إلى تخفيف غضب الفلسطينيين، وفي يناير/كانون الثاني، أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بينس في خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي أن السفارة ستنقل إلى القدس قبل نهاية العام الجاري، ليتبعه إعلان الخارجية الأميركية يوم الجمعة الماضي أنه من المخططأن تفتتح السفارة في 14 مايو/أيار، في الذكرى الـ70 لقيام إسرائيل.

وذكّرت الصحيفة بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين، بعد أيام معدودة من خطاب بينس، بأن نقل السفارة سيتم "أسرع مما تتوقعون"، مما استدعى تعليقا من قبل ترامب في مقابلة إلى وكالة "رويترز" حيث قال إن السيناريوهات المختلفة مطروحة على الطاولة، وأكدت على أن البعض يرون في قرار فتح السفارة في مايو/أيار محاولة من قبل البيت الأبيض لإعطاء زخم جديد لشعبية نتنياهو في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء اتهامات بالتورط في قضايا فساد، مضيفة أن ترامب معني ببقاء حليفه نتنياهو في منصبه.

ويعتبر محللون آخرون حسب التقرير هذه المصارعة نتيجة لرد الفلسطينيين الغاضب على قرار ترامب، حيث رفضت السلطة الفلسطينية الوساطة الأميركية في مفاوضات السلام، ونقلت الصحيفة عن المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي ردها على كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الخميس الماضي: "لا ينبغي عليكم الإعجاب بهذا القرار أو الترحيب به أو حتى قبوله، لكن عليكم الإدراك: أن هذا القرار لن يتغير"، ورأى التقرير في هذا الكلام دليلا على أن تصريحات السلطة الفلسطينية لم تبقَ من دون اهتمام في واشنطن وربما دفعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بحق رام الله.

وينظر التقرير إلى السبب المفترض الثالث، وهو "أقل دراماتيكية"، مشيرا إلى أن تيلرسون في تصريحاته كان يتحدث عن نقل السفارة إلى القدس بالكامل، مما يتطلب جهودا ملموسة بعيدة الأمد، ورجحت الصحيفة أنه، حين تبين أن هذه العملية ستستغرق سنوات في الواقع، أحيل الموضوع إلى مسؤولين آخرين، بمن فيهم السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وذلك بهدف دراسة سيناريوهات أخرى تتيح تنفيذ هذه العملية تدريجيا، وأن هذه الاستراتيجية تعكس ضرورة أن يحصد ترامب ثمار قراره المثير للجدل في المنطقة والعالم كله قبل نهاية فترته الأولى في كرسي الرئاسة والتي ستنتهي في عام 2020، مختتمة أن قرار نقل السفارة إلى القدس في مايو ينجم في هذه الحالة من منطق "كلما كان أسرع أفضل".