عناصر من قوات الأحتلال الصهيوني

شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في إقامة سياج ذكي، أي مزوّد بتقنيات إلكترونية، وكاميرات مراقبة متطورة،  عند الملتقى الثلاثي للحدود الأردنية والسورية والإسرائيلية، بحكم أن إسرائيل تحتل هضبة الجولان منذ عام 67، جنوب الجولان المحتل قرب الحدود مع الأردن، على الرغم من وجود سياجين هناك واحد إسرائيلي والثاني أردني.

وأوضحت مصادر أمنية إسرائيلية أن بناء السياج الجديد يتم بالتنسيق مع الجانب الأردني كونه يمر بمحاذاة الحدود الأردنية، وكشفت أن سبب بناء هذا السياج يعود إلى تنامي القلق من وجود قوي لتنظيم "داعش"  في المنطقة المحاذية لحدود مع جنوب الجولان المحتل، ويعتبر وجود "داعش" في تلك المنطقة ليس حديث العهد، بل عمره سنوات، ولم يحدث أن استهدف مقاتلو التنظيم أهدافا إسرائيلية، لكن ما قد يقلق إسرائيل حالياً، هو تغيير المعادلة الميدانية في سورية لصالح النظام السوري ومن يقاتلون معه، والقلق من أن يحاول استعادة كامل الجولان السوري، كما بدأ يحدث فعلياً في شمال الجولان، خوفاً من أن يبادر مقاتلو "داعش"  تحت وطأة الضغط العسكري عليهم لاستهداف جيش الاحتلال أو المستوطنات القريبة لدفع إسرائيل إلى التدخل في المعارك، حيث أنّ ما كان يعرف بـ"شهداء اليرموك" هو التنظيم الذي بايع "داعش"  قبل سنوات وعادة ما يشتبك بقوات المعارضة السورية المسلحة في الجولان السوري ومع جبهة النصرة، وسبق أن نفذ اغتيالات حتى بسيارات مفخخة وانتحاريين في السنوات الأخيرة في صفوف المعارضة.

وأقامت إسرائيل، بفعل التغييرات الدراماتيكية في الوضع الميداني على جبهة الجولان، سياجًا ذكيًا جديدًا في الجولان المحتل، علما أن الحدود مع سورية  تمتد إلى 92 كيلومترا، ولم تخف إسرائيل استياءها من اتفاق خفض التصعيد في جنوب سورية  ، بعد أن فشلت في إقناع الروس بمنع أي تواجد لقوات النظام و حزب _الله بعمق 40 كيلومتراً من الجولان المحتل، وتحاول أن تفرض حزاماً أمنياً عازلاً بمدى النيران، بمعنى أنها تستهدف أي محاولة لدخول المنطقة منزوعة السلاح على خط وقف إطلاق النار من قبل النظام أو حزب الله، وهي منطقة تضيق خاصرتها إلى 2 كيلومتر في شمال الجولان وتتسع إلى نحو 20 كيلومتراً في جنوبه.
وتتهم إسرائيل إيران بمحاولة تفعيل جبهة قتالية نشطة في الجولان السوري وإقامة حزب الله بطبعة سورية هناك، وسبق أن نشرت لوائح إسمنتية على طول مقاطع في شمال الجولان المحتل، لخشيتها من استهداف آليات عسكرية بصواريخ كورنيت التي يصل مداها إلى خمسة كيلومترات ويمتلكها حزب الله.
السياج مع لبنان يثير توترا، وفي الأيام الأخيرة نقلت قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان رسالة قلق إلى السفيرين الأميركي والبريطاني لدى إسرائيل، مفادها أن حزب الله يحتج على بناء إسرائيل سياج أمني في مناطق تنتهك السيادة اللبنانية.
وردت إسرائيل بأن البناء يتم على الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة وأن هذا البناء لن يتوقف وحذرت حزب الله من أن أي استهداف للعاملين على بناء السياج سيلقى ردا عسكرياً قوياً، وهذا التطور لم يفاجئ إسرائيل التي كانت توقعت أن يقود البناء إلى توتر ميداني لوجود الكثير من الجيوب الحدودية المصنفة "منطقة حرام" عادة ما تدخلها قوات الاحتلال ويثير الأمر توتراً مع لبنان.

وكشفت مصادر صحافية، قبل أشهر أن إسرائيل بدأت في بناء سياج أمني ذكي على امتداد30 كيلومتراً في منطقتين حساستين أمنيا بالنسبة للإسرائيليين، منطقة المطلة ومنطقة الناقورة، ويشمل بناء مقاطع من جدران خراسانية بارتفاع ستة أمتار، إلى جانب إقامة عوائق هندسية وتجريف مناطق حرجية، في إطار الاستعداد للحرب المقبلة لاعتقاد إسرائيل أن الوحدات الخاصة التابعة إلى حزب الله المسماة " قولت الرضوان" تتدرب على عمليات تسلل وسيطرة على مستوطنات أو ثكنات عسكرية قرب الحدود في الحرب المقبلة

وتركز إسرائيل مؤخرا على محاولة إيران بناء مصانع صواريخ دقيقة في لبنان و سورية  أيضا، لتطوير ترسانة حزب الله والنظام السوري التي تشمل نحو 200 ألف صاروخ لتصبح صواريخ ذكية موجهة عالية الدقة في إصابة الأهداف، وقد أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل لن تسمح بحدوث ذلك ما قد يعني شن غارات جديدة لاستهداف هذه المواقع في سورية  ولبنان.

ويرى مراقبون أن محاولة إسرائيل لمنع التطور الاستراتيجي قد تقرب ساعة الصفر لحرب الشمال المقبلة، التي قد تضم لبنان سورية  معاً، ورغم أن كل الأطراف غير معنية في اندلاع حرب كهذه، قد تفضل إسرائيل حدوثها قبل تغيير الموازين الاستراتيجية في ملف التسلّح تحديدا.