سكان المستوطنات الإسرائيلية في غزة

كشفت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية أن سكان منطقة غلاف غزة لا ينسون بسرعة صيف 2014، وهناك لا يحتاجون إلى تقارير لكي يتذكروا أجهزة الإنذار وسقوط الصواريخ والأنفاق، فالذاكرة راسخة والتهديد يتواصل بلا توقف. وأضافت في تقرير لها اليوم الإثنين أن ظاهرة الأنفاق لا تزال تثير المخاوف الكبيرة، والموضوع يطرح بشكل دائم خلال اللقاءات بين سكان غلاف غزة وقادة الجيش،  وبناء على تلك المحادثات فإن نقطة الانطلاق هي أن حماس لا تزال تبذل جهدا لحفر فوهات للأنفاق داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقال رئيس مجلس إقليمي "شاطئ عسقلان"، يئير فرجون، الذي تم العثور على أنفاق بجانب بلدات تابعة لمجلسه، أمس الأحد إنه قبل نحو سنة من الجرف الصامد جرت لقاءات مع ممثلي الجهاز الأمني. "لقد تلقينا تقارير دائما حول تهديد الأنفاق والجيش اعترف أمامنا بأنه لا يوجد حل للأنفاق، والطريق الوحيدة لمعالجتها هو الدخول إلى القطاع، وأضاف :"لقد عرفنا وكنا مستعدين قدر الإمكان من جانب واحد، ولكننا من جانب آخر، لم نعرف حقا، أين تقع الأنفاق وكيف يمكن العثور عليها ، في كل لحظة في هذه المناطق لا يمكن لأحد التوقيع لنا بأنه لا توجد أنفاق، والحكومة تستثمر اليوم مبالغ ضخمة لبناء العائق، ونحن نتقدم، وحماس خاضعة للتهديد ويعم الهدوء، ولكنه لا يمكن لأحد ضمان استمرار هذا الوضع". وأوضحت يديعوت أن العاصفة السياسية التي تثور حول التقرير قبل نشره، لا تخفى عن أنظار رؤساء المجالس المحلية وسكان غلاف غزة. ويطالب رئيس المجلس الإقليمي "مرحابيم"، شاي حجاج، السياسيين الذين بدأوا الانشغال في الرد على التقرير بتخفيف حدة ردودهم.

وبيّن: "التقرير يتحدث من تلقاء نفسه، لكنني أتخوف من هستيريا السياسيين الذين يردون على التقرير. مثل هذه الردود تقوِّض أمن السكان هنا. وأضاف :"يجب على الحكومة أن تتعلم من هذا التقرير كيفية الاستثمار بشكل أكبر في مركبات الأمن وإعادة مشاعر الأمن. لقد عاد إلينا الهدوء في نهاية الأمر، رغم أن هذا لا يضمن أي شيء. لا يجب قطع رؤوس أحد وإنما يجب العمل من أجل إصلاح الأخطاء ودعم صناع القرار".

هذا ويؤكد الدكتور عمر جعارة المختص في الشأن "الإسرائيلي" أن المنطق العسكري يقول حتى لو احتلت "إسرائيل" غزة مرة ثانية لن تستطيع القضاء على الأنفاق؛ لأنها وسيلة ناجحة في الحروب المعاصرة. ويقول جعارة في تصريح صحافي": "بعد فشل تجربة الاحتلال مع الأنفاق وانتصار المقاومة عليه مرتين أولا في عملية أسر جلعاد شاليط عام 2006، وثانيا في عملية بوابة المجهول بخان يونس التي أصيب فيها 5 جنود، ليس من العجب أن يضخّم الإعلام "الإسرائيلي" خطر الأنفاق وأسر الجنود لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين".

ويضيف: "العسكريون يعرفون أن هذه الوسيلة (الأنفاق) لا تقاوم إلا بالعمل الاستخباري وتوفير المعلومات، وبعدم توفر هذه المعلومات للاحتلال سيبقى خطر النفق قويًا وفعالًا ومؤثرا بخاصة من جانب ضعيف يمتلك إرادة المقاومة والصمود بوجه المحتل الظالم". ويؤكد جعارة أن الأنفاق ستظل كابوسًا يلاحق ويؤرق مضاجع الاحتلال مهما حاول القضاء عليها أو كشف بعضها.