عناصر من تنظيم داعش

قصفت طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، مناطق في أحياء يسيطر عليها تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى. كذلك قصفت طائرات التحالف الدولي منطقة "مسبق الصنع" في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية. وكانت طائرات التحالف الدولي قامت الأحد باستهداف منطقة مسبق الصنع ومدرسة في حي البلعوم في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، بخمس غارات، تسببت في دمار بالمباني وأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، فيما لم ترد معلومات حتى اللحظة، عن تسبب الضربات بوقوع خسائر بشرية.

وبلغ عدد القتلى 28 مواطنًا مدنيًا بينهم 14 طفلاً و8 مواطنات استشهدوا في مدينة الميادين خلال ضربات متفرقة، بالإضافة لـ 154 شخصاً من عوائل عناصر ومقاتلي تنظيم "داعش" من جنسيات سورية وغير سورية بينهم 68 طفلاً دون سن السادسة عشر و57 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، قضوا في استهداف مبنى البلدية ومبنى الدهموش في مدينة الميادين في الـ 25 والـ 26 من أيار / مايو الجاري من العام 2017 الجاري.

وترافقت عملية تصعيد القصف مع حركة نزوح لمئات العوائل من مدينة الميادين ومدن وبلدات أخرى في الريف الشرقي لدير الزور، نحو قرى في ريفها، تخوفاً من قصف جديد للتحالف الدولي أو لجهات أخرى قد يوقع مجازر بحقهم، وبخاصة أن مدينة الميادين استقبلت في الأشهر الفائتة آلاف العوائل النازحة من مناطق سورية خاضعة لسيطرة التنظيم ومن الأراضي العراقية بينهم عوائل من التنظيم. وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الانسان أن مبنى مركز الانعاش جرى إفراغه خلال استهدافه إلا أن عنصراً من تنظيم "داعش" قتل مع عائلته المؤلفة من زوجته وطفليه الذين قضوا في سقوط ردم المبنى عليهم خلال محاولتهم ركوب سيارتهم للابتعاد عن موقع القصف.

وفي محافظة الرقة، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين عناصر تنظيم "داعش" من جانب، والقوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وقوات النخبة في "حزب الله" اللبناني من جانب آخر، على محاور في ريف الرقة الجنوبي الغربي، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تقدم القوات الحكومية من الريف الشرقي لمدينة الطبقة، نحو الجنوب، حيث سيطر على 9 مواقع وقرى كان تنظيم "داعش" يسيطر عليها، وتمكن من الوصول إلى الطريق الواصل بين مدينة سلمية ومدينة الرقة، وبهذا التقدم فإن مسافة نحو 40 كلم باتت متبقية لدى القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها للوصول إلى منطقة جب البيضا على الطريق ذاته، وفي حال وصلت القوات الحكومية إلى هذه النقطة، فإنها تكون قد أطبقت الحصار على عناصر تنظيم "داعش" في قرى ريف حلب الجنوبي الشرقي والقرى المتبقية داخل دائرة التفاف القوات الحكومية من ريف الطبقة إلى طريق سلمية- الرقة. وهذا التقدم للقوات الحكومية جاء بهدف تأمين طريق حلب خناصر أثريا سلمية المار من ريف حلب الجنوبي الشرقي، وبهدف وضع تنظيم "داعش" أمام خيارين رئيسيين أولهما الانسحاب من ريف حلب الجنوبي الشرقي قبل الوقوع في الحصار، والثاني هو القتال حتى النهاية، حيث تعمل القوات الحكومية منذ أشهر على تكتيك يعتمد على عمليات قضم للمناطق والتفاف للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة في أقل وقت وبأقل عدد من الخسائر البشرية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر في التاسع من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017، أن القوات الحكومية التي توغلت في محافظة الرقة بدعم من المسلحين الموالين لها وإسناد من المدفعية الروسية في الـ 6 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017، تتحضر للاستمرار في هجومها نحو جنوب المناطق التي سيطرت عليها في ريف الرقة الغربي، متجهة نحو مثلث الحدود الإدارية الرقة حلب حماة، وصولاً إلى منطقة خربا البيضا واتستراد الرقة سلمية، وتهدف من هذا التقدم، إلى توسيع نطاق سيطرتها ومحاصرة عناصر تنظيم "داعش" فيما تبقى من مناطق تحت سيطرته في ريف حلب الجنوبي الشرقي، الأمر الذي سيضع تنظيم "داعش" أمام خيارين اثنين، الأول هو الانسحاب من ريف حلب الجنوبي الشرقي وبذلك يخسر تواجده بشكل كامل في محافظة حلب، والثاني هو القتال حتى النهاية، حيث قد يهدد الخيار الثاني طريق حلب خناصر أثريا سلمية، وفي حال تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على المساحة الممتدة من جنوب مناطق تقدمها في ريف الرقة إلى خربا البيضا ووصولاً إلى سبخة الجبول، فإنها تكون قد استعادت نحو 2500 كلم، وأنهت تواجد تنظيم "داعش" في ما تبقى من محافظة حلب.

ومع تنفيذ طائرات التحالف الدولي الداعمة لعملية "غضب الفرات" غاراتها على مدينة الرقة، يسقط المزيد من الخسائر البشرية، حيث ارتفع إلى 88 بينهم 18 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و10 مواطنات، عدد الشهداء الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الرقة وريفها منذ يوم الاثنين الـ 5 من شهر حزيران / يونيو من العام الجاري 2017 وحتى فجر اليوم الـ 13 من الشهر ذاته. وقد استشهدوا جميعاً في غارات استهدفت الضفاف الشمالية لنهر الفرات، وضاحية جزرة في غرب مدينة الرقة وشارع الباسل وسط المدينة ومناطق أخرى في أحياء المدينة، كما أوقعت الغارات عشرات الجرحى، بعضهم لا يزال في حالات خطرة، ما قد يجعل عدد الشهداء قابلاً للازدياد. وهذه الزيادة تأتي مع سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" على أحساء المشلب والصناعة والرومانية ونصف حي السباهية في شرق وغرب مدينة الرقة، ومع استمرار هجوم قوات عملية “غضب الفرات” الذي تهدف من خلاله للتقدم في الأجزاء الشرقية المتبقية تحت سيطرة تنظيم "داعش" والتقدم شمالاً وجنوباً لإنهاء تواجد التنظيم في الأجزاء الشرقية من مدينة الرقة وفرض سيطرتها على كامل المحيط والأطراف الشرقية لمدينة الرقة.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهدافات متبادلة ترافقت مع الاشتباكات، التي تهدف "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النخبة السورية إلى سد الجيوب التي يتواجد فيها التنظيم، وإنهاء تواجد عناصره فيها، بالإضافة الى فرض سيطرتها على كامل شرق المدينة وصولاً إلى المناطق التي تقدمت إليها في الفرقة 17 ومعمل السكر، فيما تعمد طائرات التحالف الدولي إلى استهداف المواقع التي يتواجد فيها التنظيم ومناطق سيطرته بضربات تخلف في كل مرة دماراً في ممتلكات المواطنين والبنية التحتية والمرافق العامة، وخسائر بشرية من مدنيين وعناصر تنظيم "داعش".  كما كان المرصد السوري رصد قبل 3 أيام تحضيرات من قبل قوات عملية “غضب الفرات” في الجبهتين الغربية والشرقية، للتحرك شمالاً نحو الأطراف الشمالية لمدينة الرقة، وذلك بعد فشل قوات سورية الديمقراطية والقوات الخاصة الأميركية من تحقيق تقدم في الفرقة 17، التي يتحصن فيها التنظيم، حيث اضطرت للانسحاب نحو محيطها بعد دخولها إلى داخل الفرقة، وذلك نتيجة لكثافة الألغام المزروعة من قبل التنظيم وقوة التحصينات العسكرية للتنظيم، بالإضافة لكثافة القصف الذي تعرض له مقاتلون قوات عملية “غضب الفرات” خلال محاولتهم التقدم والتوغل داخل الفرقة، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد أن هذا التوجه للقوات في غرب وشرق مدينة الرقة نحو الشمال، يهدف إلى التقدم والالتفاف حول مدينة الرقة وبالتالي فصل الفرقة 17 عن المدينة، لإجبار التنظيم إما على الانسحاب قبل وقوعه في الحصار أو اختيار خيار القتال حتى النهاية.

وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في مح