غزة – محمد حبيب
أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أن قيادة الحركة ستظل وفية للمبادئ والقيم التي رسخها الشيخ أحمد ياسين خلال مسيرة حياته الطويلة.
وزار اليوم الأربعاء وفد من قيادة حركة "حماس" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وعضوية رئيس المكتب في غزة يحيى السنوار ونائبه خليل الحية وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى منزل الشيخ أحمد ياسين في ذكرى استشهاده الثالثة عشرة.
واستعرض هنية المبادئ الخمسة التي زرعها الشيخ أحمد ياسين في تلاميذه وأبناء دعوته، وتتمثل في أن فلسطين كل لا تتجزأ، ولا يمكن التفريط أو التنازل عن شبر منها، مشدداً على أن غزة لن تكون خارج فضاء فلسطين، ولا دولة فلسطينية بدون غزة ولا دولة داخلها.
وقال هنية إن المبدأ الثاني هو المقاومة خيار إستراتيجي، وهو الخيار الذي تحقق فيه الحركة تطلعات شعبنا بالحرية والعودة والاستقلال، مؤكداً أن هذه المقاومة العظيمة عصية على الكسر وأنها مستمرة حتى تكون الأرض حرة. وأضاف أن حماية الوحدة الوطنية الفلسطينية هي المبدأ الثالث الذي علمنا إياه الشيخ، وهذا يوم نسعى فيه جاهدين لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، نريد سلطة واحدة وحكومة واحدة ونظاما سياسيا واحدا وبرنامجا وطنيا نتفق عليه. ودعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى التوحد في مواجهة التحديات والتعقيدات التي تشهدها المرحلة، والمخاطر التي تحيط بقضيتنا وأمتنا.
وبيّن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة أن المبدأ الرابع هو أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية العرب والمسلمين، مبيناً أن الحركة تحرص على عمقها الإستراتيجي العربي والإسلامي، وتعمل على بناء علاقات سياسية منفتحة مع الدولة العربية والإسلامية كافة.
وقال هنية إن المبدأ الخامس هو أن قضية فلسطين ذات بعد إنساني، وهذا ما عشناه خلال سنوات الحصار على غزة عبر القوافل والمبادرات والمؤتمرات، وحتى عبر الشهداء الذين ارتقوا من أجل كسر الحصار عن غزة شهداء أسطول الحرية.
من جهته أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار أن حماس ماضية على درب الشيخ المؤسس احمد ياسين وان معادلة وموازنة الأرقام في قضية فلسطين ليس لها قيمة لدى حركة حماس، مشددا أن الشيخ احمد ياسين استطاع تحقيق معادلة الردع والتكافؤ مع قوات الاحتلال. وأثنى السنوار على جهاد الشيخ أحمد ياسين، ودوره في إشعال الانتفاضة الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف السنوار الشيخ أحمد ياسين بالشيخ المعجزة فرغم عدم قدرته على خدمة نفسه بالحد الأدنى، إلا أنه استطاع أن يؤسس مشروع التحرير من خلال وضعه اللبنات الأولى والأساسية في هذا البناء. وأضاف أن العمل المقاوم انطلق من بيت الشيخ الياسين، ليتمكن اليوم من تحقيق معادلة الردع والتكافؤ مع الاحتلال.
يذكر أنه في مثل هذا اليوم قبل 13 عاماً أطلقت طائرات حربية "إسرائيلية" صواريخها على مؤسس حركة حماس، الشيخ المقعد أحمد ياسين وعدد من رفاقه لدى خروجهم من صلاة الفجر في 22-3-2004. وولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قرية "جورة " قضاء المجدل، في يونيو/حزيران عام 1938.
نزح الشيخ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد حرب عام 1948، بعد إصابته بالشلل في جميع أطرافه أثناء ممارسته للرياضة في عامه السادس عشر، واستطاع الشيخ احمد ياسين أن ينهي دراسته الثانوية في العام الدراسي 57/1958 ثم الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية.
وحين بلوغه العشرين بدأ أحمد ياسين نشاطه السياسي بالمشاركة في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956, حينها أظهر الشيخ قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث استطاع أن ينشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة، مؤكدا على ضرورة عودة الإقليم إلى الإدارة المصرية.
في عام 1987 ميلادية, اتفق الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم " حركة المقاومة الإسلامية " المعروفة اختصارا باسم "حماس".
وبرز دوره في "حماس" خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد, ومنذ ذلك الحين والشيخ احمد ياسين يعتبر الزعيم الروحي لحركة حماس.
بعد تصاعد أعمال المقاومة خلال الانتفاضة الأولى، بدأت سلطات الاحتلال التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين فداهمت بيته في أغسطس/آب 1988 وفتشته وهددت بنفيه إلى لبنان، وعند ازدياد عمليات قتل جنود الاحتلال واغتيال الفلسطينيين المتعاونين مع الكيان، قام الاحتلال يوم 18 مايو/أيار 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس.
وصدر حكم يقضي بسجن الشيخ ياسين مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى عليه، في يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 1991 وذلك بتهمة تحريضه على اختطاف وقتل جنود الاحتلال و تأسيس حركة حماس. وأفرج عن الشيخ أحمد ياسين، مقايضة بعميلين للموساد، القي عليهم القبض بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمّان.
في 13 يونيو/حزيران 2003، أعلن الاحتلال أن الشيخ ياسين لا يتمتع بحصانة وانه عرضة لأي عمل عسكري "إسرائيلي". وفي 6 سبتمبر/أيلول 2003 , تعرض الشيخ لمحاولة اغتيال فاشلة، عندما قامت طائرات الاحتلال من طراز F/16 بإلقاء قنبلة وزنها ربع طن على أحد المباني في قطاع غزّة، وكان الشيخ أحمد ياسين متواجداً في شقّة داخل المبنى المستهدف مع عدد من قيادات حركة "حماس"، وأصيب الشيخ ياسين بجروح طفيفة جرّاء القصف.وأعلن الاحتلال بعد الغارة الجوية أن الشيخ أحمد ياسين كان الهدف الرئيسي من العملية الجوية.
واستشهد الشيخ أحمد ياسين، وهو في عمر الخامسة والستين, بعد مغادرته مسجد المجمّع الإسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة، وأداؤه صلاة الفجر في يوم الأول من شهر صفر من عام 1425 هجرية الموافق 22 مارس من عام 2004 ميلادية بعملية أشرف عليها رئيس الوزراء الصهيوني ارئيل شارون، حيث قامت المروحيات التابعة لجيش الاحتلال بإطلاق 3 صواريخ تجاه الشيخ المقعد وهو في طريقه إلى سيارته مدفوعاً على كرسيه المتحرّك من قِبل مساعديه، فارتقى الشيخ في لحظتها وجُرح اثنان من أبناء الشيخ في العملية، واستشهد 7 من مرافقيه.