رام الله ـ ناصر الأسعد
دشَّن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، اليوم الإثنين، محطة تحويل الطاقة الكهربائية، في الجلمة في جنين، بحضور محافظ جنين إبراهيم رمضان، والقائم بأعمال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم، ووزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينس، ومنسق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة الغربية وغزة يوآف مردخاي، وعدد من السفراء، والقناصل، والشخصيات الرسمية وأكد الحمد الله خلال كلمته في حفل الافتتاح "أنها ستساهم في توفير كمية كافية من الطاقة الكهربائية، لسد العجز في الكهرباء في محافظة جنين، والمدن المحيطة بها، وستتمكن شركة النقل الوطنية للكهرباء الفلسطينية خلالها من تنويع مصادر استيراد الطاقة، ما ينعكس على الأسعار، وجودة الخدمة، وذلك إيذانا ببدء نشاط وحراك اقتصادي تشغيلي، وتنموي".
وقال: "لقد تمكنت سلطة الطاقة وشركة النقل الوطنية، بعد أشهر طويلة من التفاوض من الوصول إلى اتفاقية شراء الطاقة الكهربائية الخاصة بمحطة الجلمة من الجانب الإسرائيلي، لتضمن حقوقنا، وتؤسس لاتفاق شامل، ودائم، يكفل نقل صلاحية إدارة قطاع الكهرباء للجانب الفلسطيني، حيث يعد هذا كله، جزءا من منظومة عمل شاملة ومتكاملة لتطوير قطاع الطاقة الفلسطيني، وإقامة سوق فلسطيني للكهرباء باستثمارات وطنية أصيلة، وضم ودمج معظم نقاط الربط المتناثرة في كافة المحافظات، وتشغيل محطات التحويل الرئيسية الأربع، التي تم إنشاؤها في الضفة الغربية، والتي تعد حجر الأساس لنظام نقل الطاقة الفلسطيني".
وأشار إلى أن العمل في قطاع الطاقة شكل ولا يزال، جزءا من عمل حكومي يومي، لتنمية شعبنا ومده بمقومات الحياة الكريمة، كما يعد عنصرا من مشروع وطني متنام من أجل العمل والبناء، ووضع أسس وركائز دولتنا المستقلة، وتقوية مؤسساتها وقطاعاتها، فكل مشروع ننجزه، أو بنية نضيفها في قطاع الطاقة، هو تعزيز لمقومات الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتابع : نطالب إسرائيل المساعدة والتعاون، من أجل تحقيق جهودنا في بناء خطوط الكهرباء ومحطات التوليد، وتمكيننا من مواصلة جهود البناء والتنمية وتطويع واستغلال الموارد الطبيعية في المناطق المسماة (ج)، وضبط عوائد بيع الطاقة فيها، وكذلك إنشاء نظام فاعل لمنح الموافقات والتراخيص اللازمة لربط محطات التحويل ببعضها، وبناء المغذيات من محطات التحويل التي قمنا بإنشائها، والامتناع عن خصم كلفة استهلاك الطاقة من أموال المقاصة الفلسطينية.
كما تقدم بالشكر إلى الجهات الدولية التي مولت هذه المحطة، وهي: وكالة التنمية الأمريكية، والحكومتين الإيطالية والنرويجية، والاتحاد الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي، كما شكر الجانب الإسرائيلي على تعاونه، من أجل تسهيل انجاز هذا المشروع. وأشار إلى أنه سيتم ايلاء قطاع الطاقة المتجددة اهتماما كبيرا، ويتم النظر إليه كقطاع واعد في فلسطين".
وأردف: "لقد شقت الحكومة طريقها وسط تحديات مالية وسياسية تواجهه قيادتنا الوطنية، وفي ظل تراجع المساعدات الخارجية إلى حوالي 70%، وتباطؤ إيفاء المانحين بتعهداتهم المعلنة في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة، حيث تحدت الصعاب والمعيقات من أجل مواجهة آثار الدمار الهائل في البنية التحتية في قطاع غزة، والضرر الذي أصاب مصادر الطاقة والمياه والأراضي الزراعية".
واستدرك الحمد الله: "لقد كان لزاما علينا في خضم كل هذا، إعادة ترتيب أولوياتنا، وضبط الإنفاق العام وتوزيع الموارد المالية المتاحة وتعظيم الإيرادات الذاتية، وأردنا لمؤسساتنا أن تكون "مستجيبة فعالة"، وعلى هذا الأساس، انصبت جهودنا على تعزيز صمود المواطنين وتعزيز جهود التنمية". وقال: صممنا استراتيجيات وخطط العمل، لإقامة نظام كهرباء جديد، مستقل ومستدام، قادر على توفير الطاقة الكهربائية بالجودة المطلوبة والكمية اللازمة، وعلى أساس تخفيض التكلفة، وتقليل الاعتماد على إسرائيل كمصدر رئيس للكهرباء، حيث اتخذنا خطوات هامة في تطوير شبكات النقل وبناء محطات التحويل والتحميل، وإنشاء محطات توليد الكهرباء".
وأضاف: "كما عملنا، في خط مواز، على تحويل قطاع الطاقة إلى قطاع منتج، يدر دخلا لخزينة الدولة، من خلال تحفيز استثمارات القطاع الخاص فيه، ما زاد المشاريع التنموية والحيوية في قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة، ومنها محطة توليد كهرباء جنين، التي من المفترض أن تقوم بإنتاج الطاقة في منتصف العام 2020". وأشار إلى أنه لإعطاء كل هذه الجهود الكفاءة والمرونة، عهدت الحكومة إلى الشركات الخاصة بإدارة قطاعي التوليد، والتوزيع، وستتوسع الاستثمارات في قطاع الكهرباء بعد نقل صلاحيات ملكية وإدارة خطوط التزويد ونقاط الربط من الجانب الإسرائيلي، حيث من المتوقع أن نؤسس شركات جديدة تدير عمليات التوزيع بشكل فاعل وحيوي".
إلى ذلك، وقع القائم بأعمال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم، مع رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية، اتفاقية لشراء الطاقة الكهربائية الخاصة بمحطة الجلمة في جنين، وأشار ملحم إلى أنه سيتم خلال أسابيع تشغيل محطات تحويل الكهرباء في نابلس، ورام الله، والخليل، ومن شأن هذا المشروع زيادة الاستثمارات، وبناء قاعدة اقتصادية متينة، لتحقيق التنمية، مشيرا الى أن هذا النظام الكهربائي من أهم التحديات التي تواجه الحكومة، وشعبنا، وسيضمن المشروع وصول الكهرباء للمواطنين.
وحول تمويل انشاء المحطة، وتدريب طاقم الفنين للعمل فيها، قال رمضان، إنه جاء بدعم الاتحاد الأوروبي، وبشكل بارز كانت النرويج، وايطاليا، أكبر المساهمات في دعم هذا المشروع، بجانب دعم واسناد من جهات فلسطينية للمشروع، ليتم على أرض الواقع.