خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"

أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية، السبت، فوز القيادي إسماعيل هنية، برئاسة المكتب السياسي للحركة، وسلطت الصحف العبرية، الأحد، الضوء على الانتخابات الداخلية الأخيرة، وأبدت اهتمامًا كبيرًا بالحدث.

واعتبرت صحيفة "يديعوت احرونوت"، أن قيادة "حماس" في قطاع غزة، تمكّنت من السيطرة على مراكز صنع القرار داخل الحركة، مشيرة إلى أن الجناح العسكري للحركة، "كتائب القسام"، أصبح أكثر قوةً مع وجود يحيى السنوار في قيادة المكتب السياسي، وإسماعيل هنية على رأس هرم المكتب السياسي العام للحركة، ومبيّنة أنّ هنية تلقى خلال الانتخابات دعما كبيرا من "القسام"، في مقابل أنه سيعمل على تعزيز قوة الجناح العسكري.

وتوقعت الصحيفة أن يصبح موسى أبو مرزوق نائبا لهنية، وأن يستمر في قيادة الحركة خارجيًا، ووصفت هنية بأنه متوازن وبراغماتي ولا يحبذ التسرّع في المغامرات العسكرية ضد إسرائيل، وهو يعلم عواقب أي جولة قتال كبرى. لافتة في الوقت ذاته إلى أنه قد يتعرض لضغوط، خاصةً من السنوار وقيادة القسام في العديد من القضايا منها المواجهة مع إسرائيل.

وكتب موقع "واللا" العبري، على صدر صفحته الرئيسية أنّ "هنية ابن مخيم الشاطئ أصبح رئيسًا"، مشيرًا إلى أنه يعتبر أحد صقور "حماس"، و ليس اقل من خالد مشعل، وأنه بعد اغتيال إسرائيل للشهيد عبد العزيز الرنتيسي استغلّ هنية الفراغ السياسي، وأصبح المهندس السياسي للحركة، كما اتهم الموقع هنية بأنه شجع  تنفيذ عمليات خلال فترات التهدئة مع "اسرائيل".

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن هنية يواجه الآن قضيتين مركزيتين هما؛ الوضع الإنساني في قطاع غزة وتعزيز عملية المصالحة التي تضمن دخول حماس ضمن منظمة التحرير ومؤسساتها، مشيرة إلى أنّ انتخاب هنية سيعطي لغزة وزنا أكبر في قرارات الحركة. وقالت إن تحركاته ما بين غزة وقطر وطلب المغادرة والعودة من القاهرة يعني بالمقابل تقديم ثمن لمصر مقابل مثل هذا الامتياز، ورأت الصحيفة أن بقاء هنية باستمرار في غزة إلى جانب السنوار سيعزز من خط حماس المتشدد وتعزيز قوة الجناح العسكري، وعدم التقدم في ملف المصالحة. مشيرةً إلى أن هنية أمامه فترة صعبة لاتخاذ قرارات وخطوات جريئة وأكثر حسما تجاه العديد من الملفات في ظل ما تتعرض له حماس من ضغوط إقليمية ودولية وأن الاختبار الحقيقي له سيكون إثبات قدرته على اتخاذ هذه القرارات دون تأثيرات خارجية.

وبيّنت "هآرتس"، أن "هنية سيحاول التعامل بحذر في علاقات حماس مع الوضع الإقليمي والعلاقات مع المحور الخاص في سوريا وإيران، وكذلك سيحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع محور الدول السنية الكبرى"، وترى الصحيفة أن هنية قد يتعرض لضغوط كبيرة من قبل السنوار ومحمد ضيف لإحياء العلاقات مجددا مع طهران.

وأفاد محلل الشؤون الفلسطينية في القناة العبرية الثانية، أوهاد حمو، أن مهمة هنية ستتركز الآن على تسويق حماس في الخارج على أنها حركة معتدلة، و أن هنية سيضطر لإقناع مصر والعالم العربي بأن حماس انفصلت عن الإخوان المسلمين، و بحسب القناة العبرية، فإن هنية سيحاول تسويق حماس على أنها حركة معتدلة،  بهدف إزالة العزل السياسي المفروض عليها، لافتة إلى أن الاعتقاد بأنه سيغادر غزة ليستقر في قطر، واعتبرت صحيفة معاريف العبرية أن هنية سيعمل مع أبو مرزوق على تعزيز قوة الجناح العسكري، موضحة أنّ "أبو مرزوق سيستمر في قيادة المنظمة خارجيا".