غزة - عبد القادر محمود
جدد مستوطنون متطرفون، الثلاثاء، اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة. وفتحت شرطة الاحتلال، في الصباح الباكر، باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى، وفي محيطه، بكثافة، تمهيدًا لتوفير الحماية الكاملة لاقتحامات المستوطنين، وسط تضييقات على دخول المصلين للمسجد. ووفق مصادر محلية، فقد اقتحمت مجموعات كبيرة من اليهود الأميركيين، التابعين لمنظمة "International Harvester"، المسجد الأقصى، في حراسة شرطة الاحتلال، وتداولوا شروحات باللغة الإنجليزية عن "الهيكل" المزعوم.
وأضافت المصادر أن مستوطنين، يترأسهم متطرف حافي القدمين، ويصاحبه مصوّر يهودي، اقتحموا أيضًا المسجد، حيث قام المصور بتوثيق تحركاته، ورافقت هذه المجموعة حراسة مشددة من القوات الخاصة، مشيرة إلى أن شرطة الاحتلال، المتمركزة على الأبواب، احتجزت بطاقات المصلين الشخصية، قبيل دخولهم للأقصى. وأكد أحد حراس الأقصى أن مستوطنًا حاول، خلال اقتحامه للمسجد، أداء صلوات تلمودية، قرب باب الرحمة الشرقي، وشرع في البكاء والنحيب هناك. ورغم إجراءات الاحتلال، إلا أن ساحات ومصليات الأقصى شهدت، منذ الصباح، تواجدًا للمصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل، الذين توزعوا في حلقات العلم، وقراءة القرآن.
وفي سياق آخر، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، حملة اعتقالات في بلدة العيسوية، شمال شرق القدس المحتلة، طالت تسعة شباب. وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب، إن قوات الاحتلال اقتحمت العيسوية، فجرًا، وداهمت عددًا من المنازل، وفتشتها، ومن ثم اعتقلت تسعة مقدسيين، واقتادتهم إلى مركز "المسكوبية" للتحقيق. وأوضح أن المعتقلين هم القُصَّر رضا عبيد، 15 عامًا، داوود عطية، 17 عامًا، ومؤمن محيسن، 15 عامًا، إضافة إلى كل من منصور محمود، شادي محيسن، موسى عسيلة، حمدي حريز، ياسين صبح، وأحمد جمال عطية.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتم عرض هؤلاء المعتقلين على قاضي محكمة الصلح الإسرائيلية، غرب القدس، للنظر في تمديد اعتقالهم، لافتًا إلى أنه سيتم أيضًا عرض أشقاء المصاب أيمن حسن الكرد، منفذ عملية الطعن في باب الساهرة في القدس، على قاضي المحكمة، الثلاثاء. وكانت مخابرات الاحتلال قد استدعت، الإثنين، أشقاء المصاب "الكرد"، علاء وعمار ولؤي، من حي رأس العامود، في بلدة سلوان، للتحقيق معهم في مركز الشرطة في القدس، ومددت اعتقالهم حتى الثلاثاء.
وسلّمت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي نائب أمين سر حركة فتح في إقليم القدس، شادي مطور، 39عامًا، قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك لمدة ستة أشهر. وكانت مخابرات الاحتلال قد استدعت "مطور" هاتفيًا لمركز شرطة "القشلة" في القدس المحتلة، وسملته قرار الإبعاد، بتهمة التعرّض للمستوطنين في الأقصى، وتشكيل خطر عليهم، وعلى قوات الاحتلال داخله.
وأبلغت المخابرات مطور، أثناء استدعائه، بأن إبعاده قد يخفف من حالة التوتر الجارية في ساحات المسجد، وأنهم سيعملون على إبعاده عن مدينة القدس أيضًا. ومن جهته، أكد "مطور" أن من حقه الصلاة في المسجد الأقصى، وهي بالنسبة له فريضة دينية، قائلًا: "من الطبيعي أن أزور المسجد، ومن يخلق حالة التوتر هو الاحتلال، وقطعان المستوطنين الذين يقتحمون باحاته، ويستفزون المصلين، وقرارات الإبعاد بحقي وبحق الشبان في القدس هدفها تفريغ المسجد وتهويده"، داعيًا جميع المسلمين ممن يستطيعون الوصول إلى الأقصى إلى التواصل المكثف معه، وحمايته من سياسات الاحتلال، ومخططاته الممنهجة.