عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زكريا الأغا

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين ورئيس وفد دولة فلسطين رفض منظمة التحرير الفلسطينية القرار الرئيس الأميركي ترامب الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها اليها، لافتا ان هذا القرار قوبل برفض دولي لما يمثله من خرق فاضح لمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني ولكافة القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وخاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية بشأن مدينة القدس.

ولفت د. الأغا خلال كلمته التي ألقاها الاثنين، في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة (99) لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين، في الدول العربية المضيفة المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة صباح الاثنين، بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية بمشاركة الدول العربية المضيفة للاجئين بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، و المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " الإيسيسكو"، إلى إن انتشار حالة العنف والتعصب الطائفي والتطرف والفوضى، في المنطقة العربية شجع حكومة الاحتلال الإسرائيلي على المضي في عدوانها وحصارها لقطاع غزة وتصعيد حملتها الاستيطانية في الضفة الغربية والتهويدية، في القدس الشرقية وشرع الأبواب أمام محاولات الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال طرح أفكار أو صفقات تخالف قرارات الشرعية الدولية.

وأشار إلى أن تقليصات الإدارة الأميركية لمساهماتها المالية الداعم لميزانية، وكالة الغوث والي تزامنت مع مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بإنهاء دورها ونقل صلاحياتها الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تأتي في إطار الابتزاز والضغوط التي تصاعدت مؤخرا على الفلسطينيين.

وأوضح د. الأغا الذي ترأس جلسات المؤتمر أن تكرار العجز المالي في موازنة الأونروا يعود لأسباب سياسية وليست مالية وذلك لتصفية الوكالة الدولية التي تمثل الشاهد الدولي على نكبة اللاجئين الفلسطينيين المتواصلة منذ سبعة عقود ، مؤكدا على  دعمه لعملية الإصلاح في وكالة الغوث دون المساس بالخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين او حرمانهم منها.

وتوقع الأغا أن تواجه وكالة الغوث نقصا في تمويلها بنسبة 40% من موازنتها للعام الجاري مما يستوجب من المجتمع الدولي بأن ينهي حالة التمويل غير المستدام وغير المؤكد، بالإضافة الى عقد مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية لتحمل مسؤولياته في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها وكالة الغوث .

وطالب الأغا الدول العربية بأهمية الالتزام بتغطية النسبة 7.8%، من ميزانيتها وسرعة تنفيذ هذا القرار من أجل انقاذ وكالة الغوث، من الأزمة الخانقة التي تواجهها، وأكد د. الأغا إلى أن الرد على الإجراءات الإسرائيلية والقرار الأميركي، يتطلب من الاشقاء العرب دعم قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الذي عقد في الخامس عشر من كانون الثاني الجاري، وتكليفه للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وإلغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان، ووقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله، وبالانفكاك من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها اتفاق باريس الاقتصادي، والعمل على الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة .

وأوضح أن منظمة التحرير الفلسطينية ستواصل العمل على تعزيز مكانة دولة فلسطين في المحافل الدولية، وتفعيل طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتقديم الإحالة حول مختلف القضايا كالاستيطان والأسرى والعدوان على قطاع غزة للمحكمة الجنائية الدولية، ومواصلة الانضمام للمؤسسات والمنظمات الدولية.

وطالب الأغا في كلمته بتفعيل قرار قمة عمّان لسنة 1980 الذي يلزم الدول العربية بقطع جميع علاقاتها مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها ورفض أي محاولات لتغييرها أو تحريفها، والاحتفاظ بأولوياتها، والعمل مع الأشقاء العرب (الجامعة العربية) والدول الإسلامية (منظمة التعاون الإسلامي) وحركة عدم الانحياز لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإطلاق عملية السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة والاستفادة من مخرجات مؤتمر باريس كانون ثاني 2017 بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين دولة فلسطين وبعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 من ممارسة استقلالها وسيادتها وحل قضية اللاجئين استناداً للقرار الدولي 194.

وشدّد الأغا على ضرورة ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، من أجل إنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من إنجاز استقلالها، وممارسة سيادتها الكاملة على أراضيها بما فيها العاصمة القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أراضي دولة فلسطين المحتلة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار مجلس الأمن رقم (2334).
وأكد على ضرورة العمل مع جميع دول العالم لمقاطعة المستوطنات الاستعمارية والعمل على نشر قاعدة البيانات من قبل الأمم المتحدة للشركات التي تعمل في هذه المستوطنات، وتبني حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها.

وشدد على إنجاح المصالحة والوحدة الوطنية لافتا إلى أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية  اكد على تمسكه  باتفاق المصالحة الموقع في أيار 2011 واليات وتفاهمات تنفيذه وأخرها اتفاق القاهرة 2017، وتوفير وسائل الدعم والإسناد لتنفيذها، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من تحمل مسؤولياتها في القطاع، و إجراء الانتخابات العامة وعقد المجلس الوطني الفلسطيني وذلك لتحقيق الشراكة السياسية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبرنامجها، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعزيزاً للشراكة السياسية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني.

يشار إلى أن مؤتمر المشرفين سيواصل أعماله على مدار خمسة أيام سيناقش خلالها الهجمة الإسرائيلية التهويدية الشرسة ضد مدينة القدس، وإعلان الرئيس الأميركي ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، وقرار تقليص المساعدات الأميركية لميزانية وكالة الغوث، كما سيبحث المؤتمر قضية اللاجئين الفلسطينيين ونشاطات وكالة الغوث 'الأونروا' والأزمة المالية الخطيرة التي تواجهها، علاوة على مناقشة ملف الاستيطان الإسرائيلي، والهجرة اليهودية، وجدار الفصل العنصري، وموضوع التنمية في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.

وتأتي أهمية المؤتمر لما يعكسه من اهتمام العمل العربي، المشترك بالقضية الفلسطينية من كافة جوانبها، حيث سيتم عرض توصيته على الدورة المقبلة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وضم وفد دولة فلسطين، الذي ترأسه رئيس قطاع الإعلام والدراسات في دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية.