يحيى السنوار و خليل الحية

كشفت مصادر مطلعة أن الانتخابات الداخلية لحركة حماس في قطاع غزة، أفضت إلى انتخاب يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في القطاع، والقيادي الدكتور خليل الحية نائبًا له. وأوضحت المصادر أنّ ساحة قطاع غزة لها الثقل الأكبر في الانتخابات الداخلية لحركة حماس.

وذكرت المصادر أنّ حركة حماس انتخبت كلًا من يحيي السنوار رئيسًا لمجلس غزة وخليل الحية: نائب الرئيس ومحمد السراج وصلاح البردويل ومروان عيسى وروحي مشتهى وسهيل الهندي وفتحي حماد وياسر حرب ومحمود الزهار ومحمود الجماصي وإسماعيل برهوم وجواد أبو شمالة وأحمد الكرد وعطا الله أبو السبح.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس إبراهيم المدهون "أنه من الطبيعي ضخ دماء جديدة في المكتب السياسي للحركة مع كل دورة انتخابية".. ويرى المدهون أنّ ضخ دماء جديدة قد يؤثر في بعض سياسات الحركة وستمنحها حيوية في كثير من الملفات أبرزها ملف المصالحة الفلسطينية وملف العلاقة مع الدول وخصوصًا إيران وتركيا ومصر".
وذكر :"أعتقد أن التوجه الجديد سيفتح علاقات أعمق مع الجانب المصري وسيكون أكثر مرونة ووضوح في الكثير من الملفات... سيكون هناك تعزيز لصياغة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي وستكون قادرة على اتخاذ قرارات جريئة مع الاحتلال سواء في اتجاه المواجهة أو التهدئة".

وتابع :"ما يميز انتخابات حماس أنها تخضع لقواعد وأسس قانونية وفيها مؤسسات قوية وأهمها مؤسسة التنظيم والدعوة والجناح العسكري والأجهزة الأمنية والأذرع الإعلامية ". وكانت أولى مراحل العملية الانتخابية للحركة قد جرت نهاية يناير/كانون الثاني الماضي ومن المتوقع أن تستمر العملية نحو شهرين. وكانت حركة حماس دخلت خلال الأسابيع الماضية في انتخابات بكامل هيئاتها القيادية وفقًا للنظام الداخلي الذي تتبعه الحركة.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أنّ نتائج الانتخابات الداخلية لحركة حماس، التي بدأت في المناطق في قطاع غزة، أظهرت سيطرة كبيرة للعسكر في الحركة على حساب المستويات السياسية. ولفتت المصادر إلى أن رجال الجناح المسلح في الحركة والمحسوبين على كتائب القسام، سيطروا على غالبية المواقع في المناطق في قطاع غزة. وأردفت المصادر: "هذا سيجعلهم يسيطرون كذلك، على مجالس الشورى المصغرة التي تؤلف مجلس الشورى العام، ومن ثم تنتخب المكتب السياسي للحركة". وبحسب المصادر نفسها، فإن سيطرة العسكر في غزة وكذلك في السجون، ستمكنهم من رسم خريطة المكتب السياسي إلى حد كبير.

ويبدو القاسم المشترك بين العسكر والسياسيين، هو الإجماع على إسماعيل هنية، الذي حاز أعلى الأصوات في الانتخابات السابقة، لانتخابه على رأس المكتب السياسي للحركة، خلفًا لخالد مشعل، الذي لا يسمح له القانون الداخلي بالترشح لولاية ثالثة. وتشكل غزة مع السجون، قطاعين من بين 4 قطاعات تجري فيها انتخابات داخلية في حماس كل 4 سنوات. وينتظر أن تجري الحركة انتخابات في الضفة الغربية وفي الخارج، كذلك.

وينتخب أبناء الحركة قيادة مناطق في القطاعات الـ4، وهؤلاء ينتخبون مجلس شورى الحركة الذي بدوره ينتخب المكتب السياسي.ويتوقع أن يستغرق الأمر نحو شهرين على أن تظهر النتائج في أبريل/نيسان المقبل أو مايو/أيار. وبخلاف الفصائل الفلسطينية الأخرى، لا تجري عملية الانتخابات في حماس وفق نظام الترشح والدعاية الانتخابية، بل يرشح مجلس الشورى أعضاء المكتب السياسي، ويجرون عملية تصويت على الأسماء المقترحة.

وتكتسب الانتخابات الحالية في حماس أهميتها، بسبب التغييرات المتوقعة في قيادة الحركة، التي قد تجر تغييرات في السياسة العامة. ويعد هنية، الذي يحظى بتوافق كبير، من التيار الذي يحاول في حماس كسب جميع الأطراف، بما في ذلك استعادة العلاقة مع النظام الإيراني، وفتح علاقات جيدة مع النظام المصري ودول عربية وإسلامية أخرى.

وتسلّم هنية بعد فوز حماس، رئاسة الحكومة الفلسطينية، وظل على رأسها حتى انتخب نائبًا لمشعل قبل سنوات، فترك الحكومة وتفرغ للعمل داخل الحركة. أما الاسم الثاني المطروح بقوة، فهو النائب الثاني لمشعل، موسى أبو مرزوق الذي يعيش في قطر.

ولم يعرف بعد، إذا ما أنهت الحركة انتخابات المناطق في الضفة الغربية، التي تجرى فيها الانتخابات بشكل معقد للغاية وفي إطار من السرية الكبيرة.

وأفادت مصادر في الحركة بأن الانتخابات في الضفة تُجرى بطرق معقدة ومختلفة عن قطاع غزة، بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

ويطلب من عناصر الحركة الموثوقين، التصويت في فترات متباعدة، مع تنسيق أقل بين المناطق خشية فضح الانتخابات.

ولا تعلن الحركة أسماء أي من قادتها في الضفة الغربية ولا حتى أعضاء المكتب السياسي، خشية الاعتقال، وذلك بخلاف الأعضاء الآخرين من غزة والخارج، المعروفين للجميع.

وعقدت حماس انتخاباتها العامة آخر مرة، في القاهرة عام 2013، وأسفرت نتائجها عن إعادة انتخاب خالد مشعل، رئيسًا للمكتب السياسي لولاية جديدة تمتد لـ4 سنوات.