الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي

أكد الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، على أن الخروج من المأزق الراهن في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية لن يتم إلا من خلال فتح مسار محتلف وجديد للعملية السياسية، مضيفا أن هناك بعض الخطوات في هذا الاتجاه، مطالبا بتعزيزها وإظهارها بصورة أكبر بحيث تتحول إلى مبادرة فلسطينية-عربية ودولية متكاملة للسلام والأمن في المنطقة.

وأضاف الصالحي أن أهداف صفقة القرن رغم عدم الإعلان الرسمي عنها تتجاوز حدود تصفية القضية الفلسطينية باتجاه السعي لترتيب الإقليم وفق أولويات المصالح الصهيو أميركية، مؤكدا أن مواجهة هذه الصفقة من خلال الموقف الحازم والشجاع الذي تم التعبير عنه فلسطينيا في كل المحافل إنما يتطلب أيضا توسيع قاعدة القوى والفئات المعارضة لهذه الصفقة، وحشدها بصورة صحيحة لقطع الطريق على تمريرها أو النجاح في تحويلها إلى واقع مقبول عند الدول العربية أو غيرها.

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن ذلك يتأتى من خلال التقدم بمبادرة فلسطينة عربية واضحة في هذا الاتجاه ومن خلال توسيع الجهد العربي والدولي لتحقيقها ومساندتها كمبادرة يمكن أن تشكل اختراقا للحالة المستعصية في هذا الاتجاه، وأشار الصالحي إلى أن قرارات المجلس المركزي في اجتماعه الأخير بوضع صيغة خاصة للعملية السياسية عبر مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، إضافة إلى رفض الدور الأميركي وقطع العلاقات السياسية ورفض الرعاية الأميركية المنفردة لعملية السلام، والتي حتما ستفشل أيضا حتى لو كانت برعاية أو بتسهيل دول أخرى مثل فرنسا أو روسيا أو حتى عمان.

وقال إن جوهر مبادرة من هذا القبيل يمكن أن يتلخص في العمل من أجل عقد مؤتمر دولي متعدد الأطراف للسلام والأمن في المنطقة، يرتكز إلى إنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية بهذا الخصوص عبر مشاركة كل الأطراف المعنية وفي مقدمتها فلسطين وسورية ولبنان وعلى قاعدة التنسيق المشترك بين هذه الدول ومع الأطراف الدولية الفاعلة وفي مقدمتها روسيا والصين وأعضاء مجلس الأمن وغيرها.

وقال الصالحي إن تعزيز أهمية ومشروعية هذا الطرح والتحرك الفلسطيني بهذه المبادرة يتكامل مع ما طرحه الرئيس أبومازن كآلية دولية لحل القضية الفلسطينية بل ويطوره في اجتذاب أطراف عربية وإقليمية ودولية ذات مصلحة في تحريكه أمام الرفض الإسرائيلي والأميركي الذي حال دون التجاوب الفعلي حتى الآن مع عقد مؤتمر دولي خاص بالقضية الفلسطينية سواء في موسكو أو في باريس وعدم حصر هدف ذلك في إعادة إطلاق المفاوضات الثنائية، وأشار إلى أن المؤتمر المقصود هو مؤتمر شامل يعالج ضرورات إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والتي تشمل كلا من فلسطين وسورية ولبنان، مضيفا أنه يجب انعقاد هذا المؤتمر بمشاركة هذه الأطراف وبما يكمل المحاولات التي تمت ولم تنجح لتحقيق ذلك سواء في مؤتمر مدريد أو بعد ذلك في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية أو المفاوضات غير المباشرة مع سورية أو في الترتيبات الدولية للحدود اللبنانية والخط الأزرق.

وأكد أن تحقيق هذا المشروع يمثل المقدمة الأولى في مبادرة السلام العربية ولذلك يمكن اعتبار هذا الجهد مسارا جديا لتحقيق هذه المبادرة وفقا للترتيب الذي بنيت عليه وليس وفقا لمحاولات إسرائيل والولايات المتحدة الرامية إلى تحويلها إلى عملية تطبيع وتحالف مع إسرائيل.

وقال الصالحي إن هذا المسار يقوض الاستراتيجية الاسرائيلية التي تقوم على تحويل القضايا إلى قضايا أمنية منعزلة عن روحها السياسية وعن قرارات الأمم المتحدة، مؤكدا أن ذلك يتجلى في التعامل الصهيو أميركي مع الشأن السوري عبر تجاهل احتلال إسرائيل لهضبة الجولان والبحث عن تفاهمات أمنية بمعزل عن ذلك، وهو ذات الأمر تجاه لبنان وحصره في إطار مواجهة حزب الله، والسعي إلى اختزال القضية الفلسطيني عبر صيغة أمنية للتهدئة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن مواجهة هذه الاستراتيجية هي في استراتيجية بديلة تربط الأمن بالسلام وتربط كل ذلك بإنهاء الاحتلال وبتلازم مسارات تحقيق ذلك.

وقال إن التغيرات الإقليمية الكبيرة على صعيد المنطقة عززت من تأثير كل من إسرائيل وإيران وتركيا وزادت من تراجع التأثير العربي الذي بات يكتسب طابعا دفاعيا استخداميا متعثرا، كما زاد ذلك من سعي إسرائيل إلى خلط الأوراق وتحويل تناقض الدول العربية الرئيسي معها إلى تناقضات إقليمية أخرى، بل والسعي من خلال ذلك إلى بناء تحالفات إقليمية ودولية مركزها مواجهة إيران وتحويل الصراع في المنطقة ومعها من صراع تحرري إلى صراعات أخرى".

وبيّن الصالحي في ما يتعلق بالموقف الفلسطيني الداخلي إن انتقال الموقف الفلسطيني الدفاعي في مواجهة صفقة القرن إلى موقف هجومي يزيد من حجم المساندة الشعبية للموقف الرسمي ويسمح بإطلاق المبادرة الأوسع لطاقات الشعب الفلسطيني الإبداعية في هذا المجال بما فيها استنهاض العلاقات الرسمية والشعبية على مستوى الاتحادات والأحزاب والمظنمات الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، وقال إن هذه المبادرة تقطع الطريق وتعزل أي أوهام من قبل قوى سياسية أو اجتماعية للانخراط بصورة مباشرة أو غير مباشرة في صفقة القرن، كما أنها تعطي زخما سياسيا أكبر لإنهاء الانقسام وللبرنامج السياسي الفلسطيني الذي أكدت عليه الاتفاقات الفلسطينية ووثيقة العمل الوطني.