الخليل - فلسطين اليوم
أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، الشيخ يوسف أدعيس، أن إسرائيل ارتكبت أكثر من 95 اعتداء وانتهاكًا للمسجد الأقصى، والحرم الابراهيمي الشريف، ودور العبادة خلال تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، حيث شهد الأقصى أكثر من 45 انتهاكًا واعتداء. وقال أدعيس، في بيان له، الأحد، إن إسرائيل تسعى في تسابق مع الزمن إلى استغلال الصمت الدولي والعربي لفرض تغيير جغرافي وسكاني في مدينة القدس، متوقعًا ازدياد الاعتداءات على المسجد الأقصى ومدينة القدس، في ظل القرار الأميركي الجائر بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وحذّر من استغلال الاحتلال هذا القرار، والانفراد بالمدينة ومقدساتها، والعمل على مزيد من الإجراءات التعسفية بحق أهلها، ومسجدها، موضحًا أن الاحتلال يسعى إلى إخراج تجمعات سكانية وفصلها عن القدس، في ظل تهويده المستمر لكل معلم إسلامي وعربي، وتغيير طبيعة المنطقة من حفريات ومتنزهات وحدائق عامة، ونبش القبور، وإقامة الصلوات التلمودية هنا وهناك، والاعتقالات والإبعاد عن المسجد الأقصى، ناهيك عن مواصلته الحصار المطبق على الأقصى، ومنع المصلين من الوصول اليه. وقال: "الاحتلال وضع خطة تهدف إلى تشديد الحزام الأمني في منطقة باب العامود، أحد أشهر أبواب القدس القديمة، والبلدة القديمة، من خلال إقامة مراكز ونقاط تفتيش كبيرة تشبه النقاط العسكرية، ستُنشر في منطقة باب العامود ومحيطها، للسيطرة على الوضع الأمني، وواصل المستوطنون اقتحاماتهم للأقصى وإقامة صلواتهم التلمودية".
وأشار إلى أنه في هذا الشهر استبدل الاحتلال الكاميرات المنصوبة، أمام مداخل بوابات المسجد الأقصى، بكاميرات مراقبة حديثة، تنفيذًا لتوصيات وزير أمن الاحتلال الداخلي، وهي أكثر تطورًا من تلك التي أُجبر الاحتلال على إزالتها في تموز / يوليو الماضي، بعد الضغوط التي مارسها المقدسيون خلال أحداث الأقصى الأخيرة، رفضًا لسيطرة الاحتلال على بوابات المسجد، وسعيه إلى منع المصلين من القدوم للصلاة في الأقصى، حيث حررت شرطة الاحتلال مخالفات مالية بحق حافلات مًخصصة لنقل المُصلين من التجمعات السكانية داخل أراضي عام 1948، للمسجد الأقصى. وأوضح أنه في محيط الاقصى وبلدته القديمة، استباحت عصابات من المستوطنين البلدة القديمة بمسيرات استفزازية، تخللتها هتافات عنصرية تدعو بالموت للعرب، إضافة إلى الاعتداء على ممتلكات المواطنين، وتزامنت هذه المسيرات مع أخرى مشابهة في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، أغلق خلالها الاحتلال الشارع الرئيسي في حي وادي حلوة، المُفضي لسلوان، وسط احتفالات صاخبة استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء السبت، ووفرت لها قوات الاحتلال الحراسة والحماية.
ولفت أدعيس إلى أن عصابات المستوطنين المتطرفة دنست قبور وشواهد المقبرة الإسلامية التابعة لأسرة الدجاني المقدسية، ونفذت طواقم تابعة لسلطات الاحتلال أعمال حفر في مقبرة حي كفر عقب، شمال القدس المحتلة، وشرعت في أعمال الحفر والنبش، وما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية قررت السماح لجمعيه استيطانية بإدارة ما تسمى "الحدائق التوارتية" ومركز "ديفيدسون" الاستيطاني، قرب المسجد الأقصى وساحة البراق. وقال: "واصلت بلدية الاحتلال سباقها التهويدي في القدس، لتنفيذ المزيد من المشاريع الاستيطانية والتهويدية، في مسعى واضح منها لفرض وقائع جديدة على الأرض في القدس القديمة، والأحياء الفلسطينية في المدينة المحتلة، والمخطط موضع النقاش في الكنيست، والمسمى كديم، مرتبط بمخطط تلفريك، حيث سيقوم على أساس ربط القدس الغربية بالشرقية"، مبينًا أن الاحتلال منع رفع الآذان في المسجد الإبراهيمي 47 مرة، وما زال يمارس سياسة التدخل فيه، وأغلقه بما يسمى عيد سارة، وعشرات المستوطنين اقتحموا بلدة حلحول، شمال الخليل، تحت حماية جيش الاحتلال الذي أغلق المكان لإقامة صلوات تلمودية في مسجد النبي يونس، وفي نابلس اقتحم المستوطنون قبر يوسف أكثر من مرة.