لاذ بالفرار 4000 شخصًا من المدنيين العراقيين من مدينة الفلوجة معقل تنظيم داعش في العراق

 لاذ آلاف المدنيين بالفرار من مدينة الفلوجة معقل تنظيم "داعش" في العراق، في أعقاب فتح الجيش العراقي ممراً آمناً إلى خارج المدينة المحاصرة. وأكدت منظمة الإغاثة النرويجية على هذا النزوح المتواصل من معقل المتطرفين المحاصر من القوات العراقية التي شنت حملة كبيرة لإستعادة السيطرة علي المدينة. وأبدت الأمم المتحدة مخاوفها على المدنيين الذين يصل عددهم إلى 90,000 جراء حصار المدينة التي تعاني نقصاً في إمدادات الغذاء والماء.

وقال الجنرال يحيي رسول بأن مسار الهروب الذي يعرف بإسم ( السلام ) يقع في جنوب غرب المدينة، مضيفاً بأنه كانت هناك في السابق مسارات للخروج، ولكن هذا المسار الأخير هو الأبرز كونه أكثر أماناً.

وتشير التقديرات إلى هروب 4,000 مواطن من المدينة منذ فتح مسار " السلام " الجديد، والذي تم تأمينه بعد إجلاء الجيش العراقي لجماعات المتمردين من المناطق الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات، والمقابلة لوسط مدينة الفلوجة على الضفة الشرقية، حسب ما أوضح رسول، والذي لم يحدد عدد المدنيين القادرين على الهروب بإستخدام ذلك المسار.

وذكرت الأمم المتحدة في الثامن من حزيران / يونيو بأن ما يزيد عن 20,000 شخص قد هربوا من المدينة والمنطقة المحيطة بها منذ بدء الجيش العراقي في شن هجوم عنيف في 23 من أيار / مايو. إلا أن عدم وجود طرق آمنة جعلت هروبهم غايةً في الصعوبة والخطورة، وتشير التقارير إلي أن إثني عشر شخصاً على الأقل قد لقوا مصرعهم غرقاً أثناء عبورهم نهر الفرات.

وقال أولئك الذين تمكنوا من الوصول إلى الخطوط التي تسيطر عليها الحكومة بأنهم ساروا على الأقدام لعدة أيام من أجل تجنب نيران القناصة والعبوات الناسفة التي زرعها المسلحون من تنظيم "داعش" على طول الطريق لعرقلة تقدم الجيش. وأشار مسؤول حكومي إلى أن المسلحين يخوضون معركة عنيفة دفاعاً عن المدينة التي ظلت لفترةٍ طويلة معقلاً للمسلحين وخاضت فيها الولايات المتحدة أعنف المعارك خلال إحتلالهم الذي إمتد من 2003 و حتي عام 2011

ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأن القوات تتقدم بحذر من أجل حماية المدنيين، في الوقت الذي يتمتع فيه الجيش العراقي بغطاء جوي من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ودعم بري من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، إلى جانب المقاتلين من العشائر السنية. 

فيما إنتشرت الميليشيات الشيعية خلف خطوط الجيش، ولم تشارك مباشرة في الهجوم على المدينة لتجنب تأجيج المشاعر الطائفية.

ويتزامن الهجوم على الفلوجة مع التقدم من جانب المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة، والقوات الحكومية في سورية التي تساندها روسيـا نحو مدينة الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش. ومع ذلك، فإن القناصة التابعين للجماعة الإرهابية يستهدفون المدنيين الذين يحاولون عبور نهر الفرات سعياً نحو الحرية، وقتلت يوم الجمعة 18 فرداً من عائلتين وفقاً لما قاله هاتفياً لوكالة فرانس برس AFP ضابط كبير في قيادة العمليات المشتركة.

وأوضح الضابط أن الجيش تمكن من إنقاذ بعض الجرحى ضمن حوالي 100 شخص أغلبيتهم من النساء والأطفال للعائلتين البو حاتم والبو صالح، بعد إطلاق النار عليهم من مسلحين يستقلون دراجاتٍ نارية عند نقطة الإلتقاء مع القوات العراقية. فيما قام تنظيم داعش بنقل 17 مصابين آخرين إلى مستشفي الفلوجة.

وأكد سامي أبو حاتم وهو أحد الأقارب الذين أقاموا داخل مخيم في أمريات الفلوجة Amriyat al-Fallujah  هذه الرواية، وأن ثلاثة من الأقارب المباشرين له وهم رجل وطفلان كانوا من بين الضحايـا. وأشار أبو حاتم إلى أنه يعرف 18 فرداً من المجموعة التي تعرضت للقتل، مبدياً تخوفه على مصير هؤلاء الأفراد الذين قفزوا في القناة المجاورة هرباً من النار.

ووفقاً لمنظمات الإغاثة التي تدير مخيمات النزوح خارج الفلوجة، فإن أعدادا قليلة من السكان لاذت بالفرار من وسط المدينة. بينما أغلب النازحين هرباً من حكم تنظيم داعش والبالغ عددهم 24,000 هم من المناطق الريفية النائية