غزة – محمد حبيب
اقتربت السفينة "زيتونة" لكسر الحصار على قطاع غزة من سواحل القطاع، بعد ظهر الأربعاء، في ظل تقدم زوارق وطرادات إسرائيلية نحوها، لاعتراضها، ومن المتوقع أن تصل السفينة، مساء الأربعاء إلى ميناء غزة، في حال واصلت إبحارها دون مشاكل. وقالت الصحفية مينا حربلو، من على متن السفينة، إن "زيتونة" تبحر في الـ100 ميل المتبقية في عرض البحر المتوسط، للوصول إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أنها تسير بسرعة سبعة أميال في الساعة، ما يعني أنها ستصل مساءً إلى القطاع المحاصر. وأكدت الناشطات على متن "زيتونة" أن رحلتهن سلمية، وتهدف إلى كسر الحصار عن غزة، وأكدن أنهن لن يقاومن بعنف أي استفزازات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يرفض بشدة كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، مهددًا بالتحقيق مع جميع الناشطات، وترحيلهن.
وفي وقت سابق، قالت قائدة فريق الناشطات على السفينة، آن رايت، إن ما تواجهه الناشطات من مصاعب لا يعد شيئًا يذكر، مقارنة بالظروف الصعبة التي تعيشها نساء غزة. وأضافت "رايت"، وهي جندية سابقة في الجيش الأميركي، أن حكومة بلادها شريكة في جريمة حصار غزة، لمنحها إسرائيل مساعدات بمليارات الدولارات، خلال السنوات العشر الأخيرة. وكان من المفترض أن تنطلق السفينة "أمل 2" مع "زيتونة"، لكنها لم تتمكن من الإبحار، بسبب عطل، والسفينتان تتبعان لأسطول "الحرية 4"، وتم تجهيزهما بتبرعات فردية. وتهدف القافلة النسوية إلى تسليط الضوء على معاناة أهالي غزة، التي حوّلها الحصار إلى سجن مفتوح، وإبراز معاناة المرأة الفلسطينية، التي تكابد الانعكاسات الإنسانية المترتبة على هذا الحصار الجائر.
وتصدت إسرائيل في السابق لسفن تقل ناشطين دوليين، ومنعتها من الوصول إلى غزة، وفي 2010 قتل جنود البحرية الإسرائيلية ناشطين أتراك، كانوا على متن السفينة مرمرة، ما فجر أزمة في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة، واستمرت الأزمة حتى وقع الطرفان، أخيرًا، اتفاقًا لتطبيع العلاقات. وأفادت قناة الجزيرة القطرية بأن زوارق حربية إسرائيلية انطلقت، الأربعاء، من الميناء، لاعتراض سفينة "زيتونة"، المتجهة إلى قطاع غزة المحاصر، وعلى متنها ناشطات من عدة دول أجنبية.
وقال مراسل الجزيرة من ميناء أسدود الإسرائيلي، إلياس كرام، إن سفينة حربية ترافقها عدة زوارق حربية صغيرة انطلقت في عرض البحر استعدادا للانضمام إلى قطع حربية أخرى، توجد على مقربة من سواحل قطاع غزة، وذلك استعدادًا لاعتراض سفينة "زيتونة"، التي تدنو شيئا فشيئا من المياه الإقليمية. وبيّن أن القوات الإسرائيلية ستمنع "زيتونة" من تحقيق هدفها، بكسر حصار قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيبدأ أولاً بتحذير السفينة من الاقتراب من المياه الإقليمية، وفي حالة عدم انصياعها فإن الزوارق الحربية ستحيط بها، وتطلب إطفاء محركها، وتجرها للرصيف الحربي، في ميناء أسدود.
وأفاد "كرام"، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، بأنه سيجري التحقيق بعد ذلك مع جميع الناشطات على متن السفينة، وبدء إجراءات ترحيلهن خارج إسرائيل. ووفق "كرام"، فإن البحرية الإسرائيلية أرسلت طائرات استطلاع لرصد حركة السفينة، وتوجهها، وقياس سرعتها، وتنقل الصورة بشكل دقيق للجهات المختصة. ومن المفترض أن تصل سفينة "زيتونة"، مساء الأربعاء، إلى ميناء غزة، إذا واصلت إبحارها دون اعتراض. وأفادت مراسلة "الجزيرة" على متن السفينة "زيتونة"، مينا حربلو، بسماع أصوات طائرات تحلق حول مكان إبحار السفينة، التي تقترب من سواحل غزة. كما ذكرت "حربلو" أن النشاطات متحمسات لتحقيق هدفهن، وهمهن الوحيد هو كسر الحصار على قطاع غزة، مشيرة إلى أنهن لن يقاومن بعنف أي استفزازات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ليؤكدن أن رحلتهن سلمية.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، في بيان صحافي، إن سفينة زيتونة تمكنت من الإبحار لمسافة سبعة أميال بحرية، في المياه الاقليمية، دون وجود قوات إسرائيلية، ولم يبق لبلوغ الهدف، وهو غزة، سوى 94 ميلاً بحريًا. وكانت السفينة قد انطلقت، الثلاثاء الماضي، من مدينة ميسينا الإيطالية، ثم توقفت في جزيرة كريت اليونانية، لإصلاح أعطال فنية، والتزود بالوقود، والمزيد من المعدات، لإكمال رحلتها.
ومن جهته، قال منسق هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة إعمار غزة، علاء البطة، إن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بقرصنة سفينة "زيتونة"، يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وإرهاب دولة منظم. وطالب "البطة"، في تصريح صحافي، المؤسسات الدولية والحقوقية باتخاذ مواقف إزاء هذه الممارسات الإسرائيلية، بحق سفن كسر الحصار.
وأكد أن سفينة "زيتونة" لا تحمل على متنها أي من المساعدات، وإنما تحمل 13 متضامنة دولية، خاضوا البحر من أجل الانحياز للحق الفلسطيني في الحرية، والخلاص من الاحتلال، ورفض العقاب الجماعي، الذي تمارسه إسرائيل منذ 10 أعوام، بحق غزة وأهلها. وأكد أن الفعاليات الشعبية ستتواصل لاستقبال هذه السفينة، والتأكيد على أن رسالتها قد وصلت بقوة.