غزة – محمد حبيب
أعلن محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، الثلاثاء، أن أوضاع الأسرى المضربين أنس شديد وأحمد أبو فارة ونور الدين اعمر، أصبحت في خطر شديد ووصلوا إلى درجات حرجة وانهم معرضون للموت الفجائي في كل لحظة.
وأضاف عجوة الذي زار الأسيرين أبو فارة وشديد في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي والمضربين عن الطعام منذ 25/9/2016، إن ابو فارة فقد من وزنه منذ بداية إضرابه عن الطعام قرابة 23 كلغ، ويعاني من إرهاق شديد وضعف في الرؤية وضمور في عضلات الجسم ولا يستطيع الوقوف أو الذهاب لقضاء حاجته الشخصية، ويشعر بأوجاع في البطن والقلب ويتقيأ باستمرار، مشيرًا إلى أن الأسير لا يتناول سوى الماء ويرفض إجراء الفحوصات الطبية ومُصرّ على مواصلة إضرابه حتى إنهاء اعتقاله الإداري.
ووصف عجوة، الحالة الصحية للأسير أنس شديد 19 عامًا، بأنها الأخطر والأصعب بين المضربين حيث يعاني من آلام في الكبد وهبوط كبير في الوزن من 64 إلى 40 كلغ ويعاني من إرهاق عام وأوجاع في مختلف أنحاء جسده وعدم القدرة على الحركة وضيق في التنفس وأوجاع في المفاصل وصعوبة في الرؤية، وأوضح أن الأسير لا يتناول سوى الماء ويرفض إجراء الفحوصات الطبية ومُصّر على مواصلة إضرابه حتى إنهاء الاعتقال الإداري بحقه، مطالبا بسرعة التحرك على كافة الأصعدة لإنقاذ حياة الأسيرين شديد وأبو فارة، واصفًا حالة الأسير نور الدين اعمر من قلقيلية والقابع في عزل سجن عسقلان، بأنها تزداد سوءاً يوما بعد يوم، حيث يخوض إضرابا عن الطعام ضد عزله منذ 17 يومًا.
وأفاد عجوة أن الأسير اعمر لا يتناول سوى الماء وفقد من وزنة 6 كلغ، ويعاني من إرهاق شديد وعدم القدرة على المشي ويرفض الفحوصات او تناول المدعمات إضافة إلى معاناته من ظروف العزل، ويذكر أن الأسير اعمر معتقل منذ العام 2003 ومحكوم بالسجن لـ 30 عاما، وهو معزول بظروف سيئة منذ أكثر من 3 سنوات، بدعوى أنه "خطير على أمن إسرائيل"، وكان أشقاء الأسير اعمر وهما كل من الأسيرين عبد السلام ونضال اعمر قد شرعا بإضراب إسنادي تضامني مع شقيقهما نور الدين، وأضاف عجوة أن جلسة ستعقد اليوم الثلاثاء بين ضباط إدارة السجون والأسير اعمر بخصوص إضرابه واحتجاجه على استمرار عزله في ظروف صعبة وحرمانه من زيارات الأهل.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أبو طارق" على ضرورة مساندة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال والعمل على إطلاق سراحهم، مضيفًا : "لن نترككم وحدكم ولن نتخاذل عن الوقوف بجانبكم وسنظل مستمرون بدعمنا وإسنادنا لنوصل رسالتكم للمجتمع العربي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لإنقاذ حياتكم"
وأعلن المدلل خلال وقفة نظمتها "مهجة القدس" و "الرابطة الإسلامية" أمام مقر المندوب السامي بغزة أن "مشروعنا الوطني و تحرير الأسرى لا يتم إلا باستمرار مشروع للمقاومة، مؤكداً أنها ستبقى وفية لأسرانا البواسل وستواصل عملها المقاوم حتى تحرير تبييض السجون الصهيونية"، محذّرًا من المساس بحياة أسرانا الأبطال قائلاً: "نحن لا نريدهم أن يخرجوا على الأكتاف محمولين، لكن ننتظرهم أن نحملهم أبطالاً فرحين بحريتهم، ومطالبًا الشعب الفلسطيني بأن يتحمل مسؤوليته الكاملة تجاه الأسرى، ويواصل من فعالياته ووقفاته التضامنية مع الأسرى".
واعتبر مسؤول اللجنة الإعلامية لمؤسسة "مهجة القدس" المحرر ياسر صالح أن الاعتقال الإداري ظالم و جائر بحق أسرانا البواسل، وسيف مسلط على رقابهم، مضيفًا : "أن الأسرى لا يملكون سوى الاستمرار في إشهار أمعائهم في وجه السجان الصهيوني ومقاومته بمعركة الأمعاء الخاوية التي أسسها الشيخ خضر عدنان واستطاع أن يهزم سجانيه، و سار على خطاه ثلة من أسرانا وأسيراتنا و حققوا انتصارات كان آخرهم محمد علان ومحمد القيق ومالك القاضي، ومشيرًا إلى أن الأسيرين مصممان على مواصلة إضرابهما بإرادة قوية و إيمان راسخ رغم الجوع والمرض، رافعين شعار"إما نصر أو شهادة"، لافتاً إلى أنهما رفضا الالتفاف على إضرابهم في مصطلح قانوني " تجميد" وهو الحفاظ على صحة الأسير، وعند وصولهم حد الموت يتم التجديد أو الإفراج.
واعتبر صالح أن قرار "التجميد" يعني إعدام الأسرى المضربين عن الطعام، وعلى منظمات حقوق الإنسان أن تتدخل لإنقاذ حياتهم، موضحًا أن الانتهاكات الصهيونية داخل السجون متعددة ومنها العزل الانفرادي أو ما يعرف بـ "مقابر الأحياء" عبارة عن غرفة صغيرة لا يسمح له الزيارة ولا يسمح بمرور مادة ثقافية او كتب لهم، يريد العدو من ذلك قتل روح الأسير وإفراغه من أي محتوي يحمله.