غزة – محمد مرتجى
حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة، نيكولاي ملادينوف، الجمعة، من أن صراعاً على السلطة بين حركتي "فتح" و"حماس" تسبّب في تدهور الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وينذر بالانفجار والتحوّل إلى صراع آخر.
وأوضح ملادينوف أن قطاع غزة يسير تجاه أزمة جديدة بوعي تام، وإن لم تتخذ إجراءات عاجلة لنزع فتيل التصعيد فإنها تنذر بالخروج عن السيطرة "وما يتبعها" من عواقب كارثية تطال الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء، مشيرًا إلى أنّ السلطة الفلسطينية و"حماس" وإسرائيل عليهم جميعاً التزامات تجاه رعاية سكان غزة، وينبغي عليهم التزام مسؤولياتهم لمواجهة الأزمة والتغلب على المأزق السياسي.
وبيّن ملادينوف أنّ "السلطة الفلسطينية أوقفت في نيسان/أبريل، مخصصات مالية لحوالي 60 ألف موظف في القطاع العام في غزة، وأن محطة الكهرباء في القطاع التي تنتج ثلث الاحتياجات من الطاقة توقفت عن العمل بسبب نزاع بين السلطة و"حماس" في شأن ضرائب على الوقود".
وأفاد ملادينوف أن خطوط الكهرباء بين مصر وغزة مُعطلة بسبب مشكلات فنية، لتبقى فقط خطوط الكهرباء الإسرائيلية التي تزود القطاع بنسبة 60% من احتياجاته، في حين قالت السلطة الفلسطينية في نيسان/أبريل الماضي إنها لن تدفع أموالاً إلى إسرائيل كي تزوّد غزة بالكهرباء.
وأشار ملادينوف إلى أنه، إن حدث ذلك ستقل إمدادات الكهرباء عن القطاع 30% أخرى ما سيزيد من صعوبة الوضع على السكان، مُبيناً أن غالبية الفلسطينيين في غزة تصلهم الكهرباء لحوالي 4 ساعات في اليوم فقط، وإن المدة قد تنخفض إلى النصف، ومنوّهًا إلى أن محطات تحلية مياه البحر تعمل بنسبة 15% فقط من طاقتها، وأن مياه الشرب تصل للسكان في ساعات قليلة كل يومين إلى 4 أيام، وأن 100 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالج يجري تصريفها في البحر المتوسط يومياً، وهو ما يوازي 40 حوض سباحة بالحجم الأولمبي، موضحاً أن ذلك يُشكل كارثة بيئية على إسرائيل ومصر وغزة.